نقل السفارة الأمریکیة إلى القدس.. إنتهاک للقوانین الدولیة والمعاییر الأخلاقیة والإنسانیة

رمز المدونة : #3163
تاریخ النشر : چهارشنبه, 29 فروردین 1397 8:06
عدد الزياراة : 417
طبع الارسال الى الأصدقاء
سوف ترسل هذا الموضوع:
نقل السفارة الأمریکیة إلى القدس.. إنتهاک...
  • Reload التحديث
بزرگ یا کوچک بودن حروف اهمیت ندارد
الإرسال
قرار الرئیس الأمریکی المثیر للجدل دونالد ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائیل ونقل السفارة الأمریکیة من تل أبیب إلى القدس یمثل إنتهاکاً صارخاً للقانون الدولی ویتعارض مع مختلف المعاهدات والإتفاقیات الدولیة التی أبرمت فی هذا المجال.

فمن ناحیة یمثل القرار الأمریکی اعترافاً کاملاً بأن مدینة القدس عاصمة لما یسمى الدولة الإسرائیلیة مما یعنی دعما کاملا للقانون الإسرائیلی التی یعتبر القدس عاصمة أبدیة للکیان بشطریها الشرقی والغربی.

ومن ناحیة أخرى یشکل القرار الأمریکی مخالفة صارخة لقرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولی الذی یمنع التهدید باستخدام القوة فی العلاقات الدولیة فضلاً عن منعه لإحتلال أراضی الآخرین بالقوة وبالتالی فإن القرار الأمریکی یعزز استیلاء إسرائیل على القدس وضمها لها کعاصمة أبدیة.

على صعید آخر فإن القرار الأمریکی یشکل مخالفة واضحة لما یعرف بقرار التقسیم الذی أصدرته الجمعیة العامة للأمم المتحدة عام 1947 والذی ینص على وجود دولتین على أرض فلسطین التاریخیة إحداها یهودیة والأخرى فلسطینیة، على أن تمنح القدس وضعاً قانونیاً خاصاً وبإشراف الأمم المتحدة.

کما إن القرار الأمریکی یعارض بشدة القرارات التی صدرت عن مجلس الأمن الدولی والجمعیة العامة للأمم المتحدة والتی تنص على أن القدس أرض محتلة وترفض کل الإجراءات والخطوات التی یتخذها الکیان الصهیونی بشأن المدینة المقدسة.

من جانب آخر فإن القرار الأمریکی یعتبر مخالف تماماً لقرارات محکمة العدل الدولیة التی تقر بکون الأراضی الفلسطینیة أراض محتلة ینبغی عدم إجراء أی تغیر بشأنها.

کما إن القرار الأمریکی یتناقض مع أهم قرار دولی صدر عن الأمم المتحدة ویعتبر الکیان الإسرائیلی کیاناً محتلاً للقدس وبالتالی لا یجوز للولایات المتحدة الإعتراف بإستیلاء إسرائیل للأراضی المحتلة وضمه لها.

من ناحیة أخرى فإن القرار الأمریکی ینتهک کل المعاییر الأخلاقیة والمبادئ الإنسانیة خاصة وإنه یهدف إلى تسهیل هیمنة إسرائیل على مدینة القدس رغم الإنتهاکات الإنسانیة والممارسات اللا قانونیة التی تقوم بها إسرائیل تجاه أهالی المدینة، وبالتالی فإن القرار الأمریکی بدا وکأنه مکافئة لإسرائیل على ما ترتکبه من جرائم بحق المقدسیین.

لقد کان الأجدر بالولایات المتحدة التی تعتبر نفسها وسیطاً لما یسمى بعملیة السلام فی الشرق الأوسط أن تتخذ اجراءات قانونیة تحول دون تمادی الکیان الإسرائیلی فی عملیة تهوید القدس والقضم التدریجی لأراضیها من خلال التمدد الإستیطانی الذی لم یتوقف یوماً واحداً.

لکن هیهات أن تفعل واشنطن ذلک..
فهذا الوسیط غیر النزیه کشف عن حقیقته بکل وضوح ولم یراع القوانین الدولیة ومواثیق الأمم المتحدة بل ولم یراع أبسط المعاییر الأخلاقیة والإنسانیة.

 


القدس 2018 تواجه استراتیجیات الکیان الهجومیة

لا تنام مدینة القدس المحتلة لیلها بأمن وسلام، ولا تعیش الهدوء والسکنیة الدنیویة والروحیة مثلها مثل أیة مدینة مقدسة فی العالم، ولا تحیا القدس، مدینة السلام وزهرة المدائن، یومها بهناء وأمان دون جرائم ومنغصات الاحتلال الصهیونی الذی یرتکب کل یومٍ عشرات الجرائم بحق الإنسان والمقدسات.

تدخل مدینة القدس عامها الجدید 2018 وتحیطها مشاریع التهوید والاستیطان من کل جانب، ویواصل العدو الصهیونی تنفیذ مخططات الاستیطان وحفر الحَفریات أسفل قبة الصخرة. تدخل القدس العام الجدید وهی تتوشح بالسواد العظیم، وزادها همّاً وبلاءً، الإعلان الأمریکی الصهیونی القدس عاصمة الکیان والشروع فی نقل السفارة الأمریکیة لها. ها هی القدس تستعد مع بدء العام الجدید (2018) لمواجهة المخاطر الکبرى التی تتهددها.

إن الکیان الصهیونی یستعد فی عام 2018 لتنفیذ مئات المخططات التهویدیة الاستیطانیة التی تستهدف تنفیذ أکبر عدد من المشاریع التهویدیة، ومسارعة الزمن فی العام الجدید للوصول إلى مخططات القدس الکبرى 2020 (القدس الکبرى).

ویشدد کاتب المقال على أن العدو الصهیونی سیعمل عام 2018 على تسخیر الإمکانات کافة من أجل المضی قدماً فی تنفیذ مشاریع التهوید، لا سیما مخططات التقسیم المکانی والزمانی للقدس، ومخططات القدس العاصمة الأبدیة للکیان، وإتمام إجراءات نقل السفارة الأمریکیة من تل أبیب إلى القدس، والعمل المتواصل على حث الدول الأخرى على نقل سفاراتها إلى القدس.

ویرى کاتب المقال أن عام 2018 سیکون مختلفاً عن العام الماضی، حیث سیعمل الکیان على تکثیف المداهمات لمنازل المقدسیین ومطاردتهم وتهجیرهم من مساکنهم ضمن مخططات السیطرة الکاملة على القدس، وفی إطار تشدید القبضة الحدیدیة على القدس وضواحیها بهدف منع تنفیذ أیة عملیات فدائیة جدیدة فی القدس وشوارعها، ومواصلة ملاحقة ومطاردة النشطاء من الشباب والشابات والمرابطین فی القدس؛ من أجل مواجهة انتفاضة القدس والعمل على إجهاضها، وتحقیق الأمن والأمان لقطعان المستوطنین فی القدس.

إن الکیان الصهیونی یواجه انتفاضة القدس وفعالیات الدعم والمساندة للقدس وأهلها، من خلال اعتماده الاستراتیجیة الهجومیة وانتقاله من الاستراتیجیة الدفاعیة، حسب ما کشف عنه وزیر الأمن الداخلی "جلعاد أردان" فی تصریحات لصحیفة "یدیعوت أحرونوت" العبریة خلال جولاته التفقدیة للترتیبات الأمنیة فی قرى وشوارع القدس المحتلة، وتحدث عن سیاسة الکیان فی مواجهة انتفاضة القدس والتی تتمثل فی الانتقال من استراتیجیة دفاعیة إلى استراتیجیة هجومیة.

حیث قامت شرطة الکیان خلال الأیام الماضیة، بتکثیف المداهمات اللیلیة لقرى وأزقة القدس، وتعتقل سلطات الاحتلال العشرات من الشبان المقدسیین تحت حجج واهیة؛ حیث أفادت المصادر الإعلامیة الإسرائیلیة بأنه تم اعتقال (235) فلسطینیاً من خلال تکثیف الدوریات فی قرى القدس، وعثرت قوات الاحتلال على (227) عبوة ناسفة، وتم إحباط (30) عملیة فدائیة فی مرحلة مبکرة قبل أن یتمکن الفدائی من الوصول إلى مدینة القدس، وأظهرت البیانات الإسرائیلیة أنه خلال عام 2017، قامت قوات الاحتلال بـ(198) عملیة توغل فی مخیم شعفاط للاجئین بالقدس وألقت القبض على (162) من المشتبه فیهم.

إن القدس تواجه المزید من الجرائم والاعتداءات الصهیونیة علیها، وقد کشف العدو الصهیونی عن وجهه الحقیقی بزیادة بناء الوحدات الاستیطانیة فی القدس منذ قرار الرئیس الأمریکی (ترامب) اعتبار القدس عاصمةً للکیان، ویعلن الصهاینة عن مخططاتهم لبناء ملیون وحدة استیطانیة لتنفیذ مشروع "القدس الکبرى 2020"، وسیعمل الصهاینة خلال عام 2018 على ضم المزید من الکتل الاستیطانیة إلى القدس، ومواصلة هدم المنازل والمنشآت التجاریة کما یحدث حالیاً فی بلدة سلوان جنوبی المسجد الأقصى من هدم لمنشآت تجاریة وإخطارات بالهدم والاستیلاء على ممتلکات بذرائع مختلفة، ومواصلة الاستیلاء على المحلات التجاریة والسیطرة الکثیر من الأراضی بحجة أنها "أملاک غائبین".

وأفادت المصادر المقدسیة بأن الاحتلال أعلن حدیثاً عن مخططات استیطانیة جدیدة فی القدس، تستهدف بناء مجموعة من الوحدات الاستیطانیة قرب حائط البراق، وکذلک قرر الصهاینة إنشاء سکة حدیدیة للمساهمة فی تهوید القدس، وأطلقوا علیها اسم "ترامب"؛ تقدیراً من الصهاینة لمواقف الرئیس الأمریکی.

إن المؤامرات والمخططات الصهیونیة تزداد بحق القدس والأقصى، وقد أخذ الکیان الضوء الأخضر من أمریکا للإعلان عن هذه المخططات، والبدء بتنفیذها على أرض الواقع، وزیادة المیزانیات والمخصصات المالیة لمخططات تهوید وتدمیر المسجد الأقصى المبارک.

وإن الفعالیات الشعبیة والحراک الجماهیری وحراک الشعوب العربیة والإسلامیة ستتواصل لمواجهة قرار ترامب اللعین، وسیتم تطویر هذا الحراک لیصل إلى أبعد مدى فی دعم ومساندة القدس ونصرة للمرابطین على أرضها، وستتواصل مواجهة مخططات وجرائم الاحتلال الصهیونی على الأصعدة والمیادین کافة.

القدس المحتلة تئنُّ وهی على أعتاب العام الجدید (2018)، وتناشد أبناء أمتنا العربیة الإسلامیة وأحرار العالم المزید من الدعم والمساندة، وتقدیم المزید من التضحیات من أجل تحریرها من دنس المحتلین، وإنقاذها من براثن المؤامرات والمخططات الصهیونیة التی تستهدف تدمیرها وإقامة الهیکل المزعوم.

 

 

“ نقل السفارة الأمریکیة إلى القدس.. إنتهاک للقوانین الدولیة والمعاییر الأخلاقیة والإنسانیة ”

التعليقات

bolditalicunderlinelinkunlinkparagraphhr
  • Reload التحديث
بزرگ یا کوچک بودن حروف اهمیت ندارد
الإرسال