انتکاسة فی القضاء على الجوع: عدد الجیاع فی العالم یواصل الارتفاع

رمز المدونة : #3321
تاریخ النشر : چهارشنبه, 21 شهریور 1397 9:30
أفاد تقریر جدید، صدر الیوم الثلاثاء عن خمس وکالات أممیة، باستمرار ارتفاع عدد الجیاع فی العالم، لیبلغ 821 ملیون شخص فی عام 2017 أو بمعدل واحد من بین کل تسعة أشخاص، مع وجود أکثر من 150 ملیون طفل یعانون من التقزم، بما یعرض هدف القضاء على الجوع للخطر.

تقریر حالة الأمن الغذائی والتغذیة فی العالم لعام 2018، الصادر شراکة بین خمس وکالات دولیة*، أشار إلى أن التقدم المحرز فی معالجة الأشکال المتعددة لسوء التغذیة، التی تتراوح ما بین تقزم الأطفال والسمنة بین البالغین، هو تقدم محدود، مما یعرض صحة مئات الملایین من الناس للخطر.

 

وعن أهم ما جاء فی التقریر، قال الدکتور فراس یاسین من منظمة الأغذیة والزراعة، فی حوار مع أخبار الأمم المتحدة:

"فی مجال القضاء على الجوع، لا تزال الأدلة الجدیدة تشیر إلى ارتفاع معدلات الجوع فی العالم وانعکاس اتجاهاتها. فبعد انخفاض دام لمدة طویلة، یقدر أن عدد الذین یعانون من النقص التغذوی قد ازداد عام 2017 لیصل إلى 821 ملیون شخص بعد أن کان 804 ملیون شخص عام 2016. وفی مجال القضاء على سوء التغذیة، نستطیع أن نقول إن هناک رکودا عاما."

ومع استمرار زیادة معدلات الجوع على مدى السنوات الثلاث الماضیة، ترسل هذه الانتکاسة تحذیرا واضحا مفاده أنه یجب عمل المزید وعلى وجه السرعة إذا أردنا تحقیق هدف التنمیة المستدامة الخاص بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030.

وفی هذا الصدد، دعا رؤساء الوکالات الخمس إلى ضرورة تسریع وتوسیع نطاق الإجراءات الرامیة لتعزیز القدرة على الصمود والتکیف وتحسین سبل معیشة الناس، من أجل الوصول إلى عالم خال من الجوع وسوء التغذیة بجمیع الأشکال بحلول عام 2030.

وعن أسباب ارتفاع نسبة الجوع، قال الدکتور یاسین:

"بالإضافة إلى النزاعات والعنف، تشکل التقلبات المناخیة والظواهر المناخیة المتطرفة جزءا من العوامل الرئیسیة الکامنة وراء الارتفاع الأکبر فی معدلات الجوع فی العالم، وأحد الأسباب الرئیسیة للأزمات الغذائیة الشدیدة."

تأثیر المناخ المتقلب والمتطرف على الجوع
ویبین التقریر أن التغیرات فی المناخ أدت بالفعل إلى تقویض إنتاج المحاصیل الرئیسیة مثل القمح والأرز والذرة فی المناطق الاستوائیة والمعتدلة، وبدون بناء القدرة على الصمود فی وجه هذه التغیرات، سیتفاقم الأمر مع ارتفاع درجات الحرارة لتصبح أکثر تطرفا.

ویساهم الضرر الذی یلحق بالإنتاج الزراعی نتیجة لذلک فی نقص الغذاء، مع تأثیرات مباشرة تسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائیة وخسائر فی الدخل تقلل من قدرة الناس على الوصول إلى الغذاء.

وبالإضافة إلى ذلک، فإن انتشار نقص التغذیة وزیادة أعداد من یعانون منه یمیل إلى أن یکون أعلى فی البلدان المعرضة بشدة للمناخ المتطرف.

تقدم بطیء فی إنهاء جمیع أشکال سوء التغذیة
وبحسب التقریر، تم إحراز تقدم ضعیف فی الحد من التقزم بین الأطفال، حیث کان هناک ما یقرب من 151 ملیون طفل دون الخامسة أقصر قامة بالنسبة لأعمارهم بسبب سوء التغذیة عام 2017، مقارنة بـ 165 ملیون طفل فی عام 2012.

ولا تزال نسبة انتشار هزال الأطفال مرتفعة للغایة فی آسیا حیث یعانی واحد من کل عشرة أطفال دون سن الخامسة من نقص فی الوزن بالنسبة لطولهم مقارنة بواحد فقط من کل 100 فی أمریکا اللاتینیة ومنطقة البحر الکاریبی.

ویقول التقریر إن واحدة من کل ثلاث نساء فی سن الإنجاب على مستوى العالم تعانی من فقر الدم، الذی له عواقب کبیرة على صحة ونمو النساء وأطفالهن. ویصف التقریر هذا الأمر بأنه "مخجل".

أما معدلات الرضاعة الطبیعیة الحصریة فی أفریقیا وآسیا فهی أعلى بمرة ونصف من معدلاتها فی أمریکا الشمالیة، حیث یحصل 26% فقط من الرضع دون سن ستة أشهر على حلیب الأم حصریا.

تزاید السمنة حول العالم
أما فیما یتعلق بالسمنة لدى البالغین، فتزداد سوءا. إذ یعانی من السمنة أکثر من واحد من بین کل ثمانیة بالغین فی العالم، کما یظهر التقریر.

وبینما تعد هذه المشکلة أکبر فی أمیرکا الشمالیة، إلّا أن أفریقیا وآسیا تشهدان أیضا اتجاها تصاعدیا فی هذا المجال.

توصیات التقریر
ویدعو التقریر إلى تنفیذ وتوسیع نطاق التدخلات الرامیة إلى ضمان الوصول إلى الأطعمة المغذیة وکسر دورة سوء التغذیة بین الأجیال، ویقول إن السیاسات یجب أن تولی اهتماما خاصا للمجموعات الأکثر عرضة للعواقب الضارة المترتبة على سوء الوصول إلى الغذاء، وهی الأطفال الرضع، والأطفال دون سن الخامسة، والأطفال فی سن المدرسة، والمراهقات، والنساء.

وفی الوقت نفسه، یجب إحداث تحول مستدام نحو الزراعة ونظم الأغذیة الحساسة للتغذیة التی یمکن أن توفر الغذاء الآمن والعالی الجودة للجمیع.

*أصدر التقریر منظمة الأغذیة والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والصندوق الدولی للتنمیة الزراعیة (إیفاد)، وبرنامج الأغذیة العالمی، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (الیونیسیف)، ومنظمة الصحة العالمیة.