فی یوم التضامن الدولی مع الشعب الفلسطینی: 43% من الشعب الفلسطینی لاجئ

رمز المدونة : #3453
تاریخ النشر : جمعه, 8 آذر 1398 19:43
أحیت الأمم المتحدة الیوم الأربعاء "الیوم الدولی للتضامن مع الشعب الفلسطینی" هذا العام فی قاعة مجلس الوصایة بالمقر الدائم بنیویورک.

أحیت الأمم المتحدة الیوم الأربعاء "الیوم الدولی للتضامن مع الشعب الفلسطینی" هذا العام فی قاعة مجلس الوصایة بالمقر الدائم بنیویورک، بحضور رئیس الجمعیة العامة تیجانی محمد باندی، ورئیسة مجلس الأمن لهذا الشهر کارین بیرس، ورئیسة دیوان الأمین العام للأمم المتحدة ماریا لویزا ریبیرو، وغیرهم من القائمین على لجان تتعلق بالقضیة الفلسطینیة، إضافة إلى ممثلین عن منظمات حکومیة وخاصة.
وفی کلمته بهذه المناسبة، ذکّر رئیس الجمعیة العامة، تیجانی محمد باندی، العالم بالمسؤولیة الجماعیة التی تقع على عاتق الجمیع لحل المسألة الفلسطینیة "التی طالت" وأضاف قائلا "خلال عقود سبعة مضت، ظلت المسألة الفلسطینیة بلا حل، والمدنیّون هم من یعانون أکثر من غیرهم بسبب العنف والقتل والتحریض والهدم والاستیطان غیر الشرعی، وغیرها."
وقال رئیس الجمعیة العامة إن إحیاء الیوم الدولی للتضامن مع الشعب الفلسطینی یتزامن مع تدهور الوضع الأمنی وغیاب الحلول السیاسیة ما یساهم فی انعدام الاستقرار فی الشرق الأوسط، وأضاف قائلا "من أجل التضامن الحقیقی مع الفلسطینیین، یجب أن نقف معا لتنفیذ القرارات المتعددة الخاصة بالقضیة الفلسطینیة، ومهما اختلفت میول الوفود، یجب أن نعمل معا من منطلق العدالة والإیمان بهذا الأمر."
وشدد باندی على أن الدول الأعضاء، وإسرائیل عضو مهم من ضمنهم، یجب أن تظهر حسن النوایا عند التوسط حول اتفاق مشترک یقبل به جمیع الأطراف، داعیا إلى وقف العنف مهما کان مصدره.

43% من الشعب الفلسطینی لاجئون
ورحب تیجانی محمد باندی بتجدید ولایة وکالة غوث وتشغیل اللاجئین الفلسطینیین (الأونروا) لثلاثة أعوام أخرى، قائلا إن ظروف الفلسطینیین الإنسانیة معقدة لأن 43% من أبناء الشعب الفلسطینی لاجئون. وقال "معظم مواطنی فلسطین کبروا فی هذا الوضع، ولا یزال مواطنو غزة یعانون من الظروف الصعبة للغایة وحقوق الإنسان المنتهکة. یجب وقف ذلک لأن النساء والأطفال هم أکثر المتضررین منه."
وأشار رئیس الجمعیة العامة إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل إنهاء الأوضاع الإنسانیة والاقتصادیة والاجتماعیة الصعبة التی تزید من الغضب والیأس فی صفوف الشعب وتحرّض على المزید من العنف والتصعید.

حل الدولتین: بعید المنال؟
بدورها، قالت السیّدة ماریا لویزا ریبیرو، رئیسة دیوان الأمین العام للأمم المتحدة، فی کلمتها، "فی شهر أیلول/سبتمبر الماضی یکون قد مرّ 26 عاما على توقیع اتفاقیة أوسلو، وکان الهدف منها الوصول إلى إقامة دولة فلسطینیة مستقلة وذات سیادة وفقا لحدود 1967."
وأضافت أنه وللأسف أمر لم یتحقق، مشیرة إلى أن حل الدولتین هو الحل الحیوی الوحید ولکنّه یبدو بعیدا أکثر من أی وقت سابق.
وأشارت ماریا لویزا ریبیرو إلى أن المجتمع الدولی یسعى لاستئناف المفاوضات، ولکن ینبغی التطرق إلى معاناة المدنیین الکبیرة فی غزة حیث یعیش ملیونا فلسطینی فی فقر وبطالة وقیود على الرعایة الصحیة والتعلیم والخدمات الأساسیة "فحیاتهم الیومیة متأثرة بالإغلاقات التی تفرضها إسرائیل."
وأعربت رئیسة دیوان الأمین العام للأمم المتحدة عن دعم جهود مصر فی المصالحة الفلسطینیة کما دعت الدول الأعضاء إلى تقدیم الدعم المادی لوکالة الأونروا.
وإلى جانب کلمتها، تلت ماریا لویزا ریبیرو رسالة السیّد أنطونیو غوتیرش فی الیوم الدولی للتضامن مع الشعب الفلسطینی والتی شدد فیها على أهمیة الابتعاد عن کل ما یقوّض حل الدولتین، قائلا "إن تکثیف الاستیطان غیر الشرعی وهدم المنازل الفلسطینیة ومعاناة غزة المتغلغلة، کل ذلک یجب أن ینتهی."

قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطین
وقد صدرت عدّة قرارات دولیة فیما یخص القضیة الفلسطینیة، على رأسها قرار 181 الذی أصدر بتاریخ 29 تشرین ثانی/نوفمبر 1947 وهو قرار التقسیم وینص على إنهاء الانتداب البریطانی وتقسیم فلسطین إلى دولة عربیة ودولة یهودیة وإبقاء القدس وبیت لحم تحت الوصایة الدولیة.
والقرار 242 الذی صدر فی 22 تشرین ثانی/نوفمبر 1967 بعد حرب 1967، وینص على انسحاب إسرائیل من "أراض احتلتها" خلال النزاع الأخیر.
أما القرار 2334 الصادر عام 2016 فیتعلق بالاستیطان ویدعو إسرائیل إلى وقف أنشطتها الاستیطانیة فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة بما فیها القدس الشرقیة.

القرار 194 بشأن اللاجئین
وقال رئیس اللجنة المعنیة بممارسة الشعب الفلسطینی لحقوقه غیر القابلة للتصرف، سفیر السنغال، شیخ نیانغ إنه من المهم التفکیر بشأن القرار 194 الذی ینص على السماح بعودة اللاجئین الراغبین فی العودة إلى دیارهم والعیش بسلام مع جیرانهم، "إنه فی هذا الیوم نفکر فی اللاجئین الراغبین بالعودة إلى وطنهم، وهو حقهم المنصوص علیه فی إعلان حقوق الإنسان العالمی، وشدد علیه قرار الجمعیة العامة 194 وغیره من القرارات الکثیرة."
وأضاف أن على المجتمع الدولی تقدیم الدعم الواضح للأونروا کرمز للتضامن مع اللاجئین. وأشار إلى أن الوکالة تقدم الخدمات لـ 5.3 ملیون فی الأردن ولبنان وسوریا والأراضی الفلسطینیة المحتلة.
وشدد رئیس اللجنة على رفض الخطوات الأحادیة وعلى أن الحل الدائم والشامل هو حل الدولتین وفقا لحدود 1967 والقدس الشرقیة عاصمة دولة فلسطین واحترام حقوق وکرامة الإنسان.

کلمة رئیسة مجلس الأمن
وبصفتها رئیسة مجلس الأمن لهذا الشهر، قالت المندوبة البریطانیة لدى الأمم المتحدة، کارین بیرس فی کلمتها: "یبعث الوضع فی الشرق الأوسط على القلق بسبب عدم إحراز تقدم لإیجاد حل دائم للنزاع الإسرائیلی-الفلسطینی."
وأضافت أن مجلس الأمن ملتزم بشکل کامل فی الوصول إلى سلام دائم وشامل وعادل فی الشرق الأوسط بما یتماشى مع القانون الدولی والقرارات الدولیة ذات الصلة، "ویجب تحقیق ذلک عبر مفاوضات مباشرة بین الأطراف."

الرئیس الفلسطینی: حان الوقت لإنهاء الاحتلال
وألقى مراقب فلسطین الدائم لدى الأمم المتحدة، ریاض منصور، کلمة نیابة عن الرئیس الفلسطینی محمود عباس، انتقد خلالها ممارسات الإدارة الأمیرکیة التی وصفها بأنها خرق للقانون الدولی وأنها أثبتت أنها "غیر مؤهلة لتکون وسیطا نزیها."
وأعرب الرئیس الفلسطینی عن شکره لجمیع من یتضامن مع الشعب الفلسطینی ومن یرفض الاستیطان غیر الشرعی، وقال فی الکلمة التی تلاها منصور "إن القانون الدولی هو حجر الأساس للمنظومة الدولیة ولا یحتمل الازدواجیة والتحریف."
وأکد على أن الأوان قد آن لیتحمل المجتمع الدولی مسؤولیاته لوضع حدّ "لهذا العدوان الإسرائیلی على أرضنا ووجودنا ومستقبلنا." وتساءل عباس "ألم یحن الوقت لإنهاء أطول احتلال عسکری فی عصرنا الحاضر؟"
وجدد فی ختام کلمته التذکیر بالتزامه بسلام مبنی على قرارات الشرعیة الدولیة وحل الدولتین وفقا لحدود 1967.

معرض لتکریم الشخصیات العالمیة
وقد افتتح مراقب فلسطین الدائم لدى الأمم المتحدة، ریاض منصور، معرض صور فی قاعة الزوار فی الأمم المتحدة، إلى جانب وکیلة الأمین العام للشؤون السیاسیة، روزمیری دی کارلو، بعنوان "فلسطین-أکثر قضیة وطنیة ذات بعد عالمی"، الذی تضمن صورا واقتباسات من شخصیات عامة وشهیرة ناصرت القضیة الفلسطینیة.
وتشمل تلک الشخصیات مفکرین وعلماء وفنانین وممثلین وشخصیات دینیة وسیاسیة بارزة، ومن بینهم الممثل ریتشارد غیر، والبابا فرنسیس، والأمین العام الراحل کوفی عنان، ونیلسون ماندیلا وغیرهم من الشخصیات التی أثرت فی التاریخ.

 


المصدر: أخبار الأمم المتحدة