الطفل العابر هو طفل فی خطر
الطفل العابر هو طفل فی خطر
تقول ملک، 7 سنوات: "بدأت المیاه تملأ القارب، کنت أجلس فی حضن رجل، وکنت خائفة على أمی، فأنا أعلم أنها تعانی من ألم الظهر. بدأت أخشى أن یتهتک القارب من المنتصف ونغرق فی البحر ونموت. أنا کنت خائفة على أمی، وأمی کانت خائفة علی".
هناک 65 ملیون طفل عابر فی العالم – غادروا دیارهم هربا من النزاع والفقر والظروف الجویة القاسیة – یبحثون عن مکان یسمونه وطنا، مکان یؤمن لهم حیاة أفضل. هؤلاء هم بعض من أکثر الأطفال هشاشة على الأرض، فهم أطفال على حافة الهاویة.
ولا یبدو أن هذه الأعداد ستنخفض قریبا، فهذه الأزمة هی واحدة من أکبر تحدیات عصرنا.
یعد أطفال هذه الأزمة الأکثر هشاشة، فبالرغم من أن الکثیر منهم یسافرون مع عائلاتهم، إلا أن کثیرین آخرین یسافرون وحدهم. وکل واحد منهم یحتاج للحمایة، ویحق له أن یتمتع بالحقوق التی تضمنها له اتفاقیة حقوق الطفل.
تتعرض النساء والأطفال المهاجرون، خاصة أولئک الذین یسافرون من دون وثائق لخطر الاتجار بالبشر، والعنف والاستغلال. وفی دول العبور ودول المقصد، کثیرا ما یجد المهاجرون وأسرهم أنفسهم ضحایا للتمییز والفقر والتهمیش الاجتماعی.
تعمل الیونیسف على الأرض لضمان وجود برامج وسیاسات تستجیب للأزمة، وضمان التصدی لحقوق واحتیاجات الأطفال أولا. کما أنها تعمل على توسیع الخدمات الإنسانیة، حیثما وجدت على الطرق التی یسلکها اللاجئون، بما فیها توفیر المیاه والأغذیة المناسبة للسن، وإنشاء المساحات الصدیقة للطفل، حیث یمکن للأطفال أن یلعبوا ویستفیدوا من الدعم النفس – اجتماعی، ویمکن للنساء نیل قسط من الراحة والاعتناء بأطفالهن.
وفی ذات الوقت، لا یزال هناک الملایین من الأشخاص العالقین فی النزاعات، والتهجیر، والفقر، ونقص التنمیة – وهی المسببات الرئیسیة للأزمات – وتبقى الیونیسف ملتزمة بجهودها لدعم الحلول المستدامة حیثما تکون هناک حاجة ماسة إلیها.
اتفاقیة حقوق الطفل
فی عام 1989، أقرّ زعماء العالم بحاجة أطفال العالم إلى اتفاقیة خاصة بهم، لأنه غالبا ما یحتاج الأشخاص دون الثامنة عشر إلى رعایة خاصة وحمایة لا یحتاجها الکبار.
کما أراد الزعماء أیضاً ضمان اعتراف العالم بحقوق الأطفال.
تعتبر اتفاقیة حقوق الطفل الصک القانونی الدولی الأول الذی یلزم الدول الأطراف من ناحیة قانونیة بدمج السلسلة الکاملة لحقوق الإنسان، أی الحقوق المدنیة والسیاسیة، إضافة إلى الحقوق الثقافیة والاجتماعیة والاقتصادیة،.
وقد حققت الاتفاقیة القبول العالمی تقریباً، وقد تم التصدیق علیها حتى الآن من قبل 193 طرف -- أکثر من الدول التی انضمت إلى منظومة الأمم المتحدة أو الدول التی إعترفت باتفاقیات جنیف.
تتمثل مهمة الیونیسف فی حمایة حقوق الأطفال ومناصرتها لمساعدتهم فی تلبیة احتیاجاتهم الأساسیة وتوسیع الفرص المتاحة لهم لبلوغ الحد الأقصى من طاقاتهم وقدراتهم.
وتسترشد الیونیسف بتنفیذها لهذه المهمة بنصوص ومبادئ اتفاقیة حقوق الطفل.
وتتضمن الاتفاقیة 54 مادة، وبروتوکولان اختیاریان. وهی توضّح بطریقة لا لَبْسَ فیها حقوق الإنسان الأساسیة التی یجب أن یتمتع بها الأطفال فی أی مکان - ودون تمییز، وهذه الحقوق هی: حق الطفل فی البقاء، والتطور والنمو إلى أقصى حد، والحمایة من التأثیرات المضرة، وسوء المعاملة والاستغلال، والمشارکة الکاملة فی الأسرة، وفی الحیاة الثقافیة والاجتماعیة.
وتتلخص مبادئ الاتفاقیة الأساسیة الأربعة فی: عدم التمییز؛ تضافر الجهود من أجل المصلحة الفضلى للطفل؛ والحق فی الحیاة، والحق فی البقاء، والحق فی النماء؛ وحق احترام رأى الطفل.
وکل حق من الحقوق التی تنص علیه الاتفاقیة بوضوح، یتلازم بطبیعته مع الکرامة الإنسانیة للطفل وتطویره وتنمیته المنسجمة معها.
وتحمی الاتفاقیة حقوق الأطفال عن طریق وضع المعاییر الخاصة بالرعایة الصحیة والتعلیم والخدمات الاجتماعیة والمدنیة والقانونیة المتعلقة بالطفل.
الاتجار بالبشر
طبقاً لبروتوکول منع وقمع ومعاقبة الإتجار بالأشخاص، وبخاصة النساء والأطفال (2000)، فإن الإتجار بالأطفال هو تجنید أو نقل أو إیواء أو استقبال أطفال بغرض استغلالهم. وهو یعد انتهاکاً لحقوقهم، ورفاههم ویحرمهم من فرص تحقیق إمکاناتهم الکاملة.
وفی حین أن البحوث التی أجریت مؤخراً أنتجت معلومات حول طبیعة الإتجار بالأطفال، إلا أن القلیل فقط معروف عن حجمه. ویظل المرجع هو تقدیر منظمة العمل الدولیة لعام 2002 بأن هناک 1.2 ملیون طفل یتم الإتجار بهم کل عام (کل طفل مهم، تقدیر عالمی جدید بشأن عمالة الأطفال).
وتعمل الیونیسف مع شرکاء التنمیة والحکومات والمنظمات غیر الحکومیة على جمیع جوانب الاستجابة لمکافحة الإتجار بالبشر – الوقایة والحمایة والملاحقة القضائیة - وتدعم البحوث القائمة على الأدلة لتعزیز التدخلات.
وللحد من نقاط الضعف التی تجعل الأطفال عرضة للإتجار، تقوم الیونیسف بمساعدة الحکومات فی تعزیز القوانین والسیاسات والخدمات بما فی ذلک مراجعة التشریعات وإصلاحها، ووضع حد أدنى لمعاییر العمل، ودعم الحصول على التعلیم. وتعمل الیونیسف أیضاً مع المجتمعات المحلیة لتغییر القواعد والممارسات التی تؤدی إلى زیادة تعرض الأطفال للإتجار.
وتتطلب حمایة الأطفال من الإتجار تحدید هویة الضحایا بشکل سریع ووضعهم فی بیئة آمنة وإمدادهم بالخدمات الاجتماعیة والرعایة الصحیة والدعم النفسی والاجتماعی وإعادة إدماجهم فی الأسر والمجتمعات، إذا ثبت أن ذلک فی مصلحتهم. وتساعد الیونیسف من خلال دعم تدریب المتخصصین العاملین مع الأطفال بما فی ذلک الأخصائیین الاجتماعیین والعاملین الصحیین وأفراد الشرطة وموظفی الحدود للتعامل بفاعلیة مع الإتجار. وبالإضافة إلى ذلک، تدعم الیونیسف الحکومات فی وضع معاییر للتعامل مع الإتجار بالأطفال مثل تطویر الموظفین المسؤولین وتدریبهم على تقنیات التحقیق الملائمة للأطفال.
الدعم النفسی والاجتماعی والرفاه
تؤثر الصراعات والکوارث الطبیعیة بشکل کبیر على رفاه الأطفال ونموهم النفسی والاجتماعی. وقد یؤدی التعرض للعنف والکوارث وفقدان الأهل أو الانفصال عن الأسرة والأصدقاء، وتدهور الأوضاع المعیشیة، وعدم القدرة على توفیر الدعم المالی للذات وللأسرة، وعدم الحصول على الخدمات إلى حدوث عواقب عاجلة وطویلة الأجل على الأطفال والأسر والمجتمعات المحلیة وإلى إضعاف قدرتهم على العمل والاشباع.
وتقوم الیونیسف وشرکاؤها بتقدیم الدعم النفسی والاجتماعی اللازم للأطفال خلال حالات الطوارئ لمساعدتهم على التغلب على مثل هذه التجارب الصعبة. وتشمل هذه الجهود الأنشطة الثقافیة المناسبة للفئات العمریة والأنشطة الآمنة والمحفزة مثل الریاضة والألعاب لتنمیة المهارات الحیاتیة وآلیات التکیف ودعم الصمود.
وتقوم الیونیسف بتعزیز قدرة أفراد المجتمع على دعم أبنائهم وأسرهم وجیرانهم من خلال نشر رسائل هامة حول کیفیة التکیف مع حالات الطوارئ من خلال مجموعة متنوعة من القنوات بما فی ذلک وسائل الإعلام والمنظمات الدینیة، والهیاکل المجتمعیة القائمة ومجموعات الشباب. وتستخدم الیونیسف الأماکن الملائمة للأطفال لتنظیم أنشطة فی بیئة آمنة ومحفزة، یمکن من خلالها دعم المجتمعات المحلیة والأطفال المتضررین.
وتوفر الیونیسف أیضاً خدمات الإحالة المتخصصة للأطفال الذین یعانون من مشاکل سلوکیة أو الذین قد یحتاجون إلى دعم إضافی، حتى یمکن مشارکة شبکات الرعایة المناسبة.
وأخیراً، وباعتبارها جزءاً من اللجنة الدائمة المشترکة بین الوکالات بشأن الصحة العقلیة والمجموعة المرجعیة للدعم النفسی والاجتماعی، فقد أیدت الیونیسف المبادئ التوجیهیة الخاصة بالصحة العقلیة والدعم النفسی والاجتماعی فی حالات الطوارئ (2007)، وتعمل الیونیسف مع الشرکاء فی مجالات الصحة والتعلیم والحمایة وإدارة المخیمات لوضع الاستراتیجیات والسیاسات ومعالجة الثغرات فی الخدمات، ومساعدة العاملین فی المجال الإنسانی على تحقیق فهم أفضل لکیف یمکنهم خدمة السکان الذین یمرون بأوقات الأزمات بشکل فعال وبطریقة تعزز رفاههم وکرامتهم وصمودهم.