الیوم العالمی للهجرة فی معمعة ازمة الهجرة واللجوء
الیوم العالمی للهجرة فی معمعة ازمة الهجرة واللجوء
الیوم العالمی للهجرة فی معمعة ازمة الهجرة واللجوء
لقد أدّی تفاقم ازمة الهجرة واللجوء فی عام 2016م الی رسم صوره مؤلمه عن عالمنا المعاصر. هنالک موضوعین لهما تعریفین مختلفین فی القوانین الدولیة ولکن حالیاً تداخل الموضوعان وتشابکا مع بعضهما البعض بحیث لم یعد بالأمکان التفریق بینهما الی حدٍ ما.
فظاهرتی الهجرة واللجوء ناجمان عن الفوضی فی الألتزام بمعاییر حقوق الانسان فی عالمنا المعاصر وبموجب قرار مجلس حقوق الانسان رقم 26/19 فأنّ الأعتناء بأوضاع المهاجرین یؤدی الی الأرتقاء بمستوی الألتزام بحقوق الانسان.
و تجدر الأشارة الی أنّ الکثیر من البلدان التی تتبجح بالألتزام بمعاییر وقیم حقوق الانسان عندما یتم الحدیث عن المهاجرین واللاجئین یبتعدون عن تلک المعاییر والقیم.
فالافق المظلم لأوضاع المهاجرین فی عالمنا المعاصر یرسم صوره مؤسفه عن هذا العالم الذی تسببت فیه تراجیدیا الهجرة الی تنامی اعداد الضحایا منهم.
یضطر المهاجرون الی عبور البحار والصحاری والجبال فی رحلة هروبهم من الأزمات الداخلیة والتوجه الی مناطق آمنه لتأویهم وعوائلهم. والکثیر منهم یتعرضون للأصابة بالعیارات الناریة ولمختلف انواع الأخطار خلال اجتیازهم للمناطق الحربیة فی هجرتهم.
وحسب الأحصائیة الصادرة من منظمة الهجرة الدولیة فی عام 2016م فأنّ ما یزید علی سبعة آلاف مهاجر لقوا حتفهم خلال رحلتهم. ولاتشمل هذه الاحصائیة من قتلوا خلال محاولاتهم الهروب من مناطق النزاع لغرض الهجرة الی اماکن اخری آمنه. وحسب الأحصائیة المذکورة یتعرض عشرون لاجئاً للقتل یومیاً خلال رحلتهم المحفوفة بالمخاطر.
واغلب هؤلاء المهاجرین من مواطنی الدول التی تعانی من الأزمات والحروب والکثیر منهم یهاجرون بسبب المجاعات الناجمة عن الجفاف والقحط. و البعض منهم یفضل الهروب من بلده بسبب عدم الأستقرار السیاسی علی البقاء فیها.
وحسب الأحصائیة المشترکة لمنظمة الهجرة الدولیة ووکالة الهجرة فی منظمة الأمم المتحدة فأنّ واحد من کل سبعة اشخاص من سکان المعمورة، من المهاجرین. ففی عام 2016م اصبح مایزید علی 5000 مهاجر فی عداد المفقودین خلال رحلتهم.
والأکثر مرارةً من الخسائر البشریة فی اوسلط المهاجرین وتعرض الآلاف من بنی البشر وخاصة النساء والاطفال الی الموت هو أنّ الهجرة بحد ذاتها تترک آثاراً سلبیةً ومدمرةً علی المهاجرین من الناحیة النفسیة والمعنویة.
العالم وتحدیات مراعاة حقوق الانسان بحق المهجرین
لقد أثارت الاحتجاجات الشعبیة الواسعة فی الدول الاوروبیة علی حضورالمهاجرین واللاجئین فیها وفوز المرشح الجمهوری فی الانتخابات الامریکیة بناءاً علی وعوده للناخبین بالحدّ من الهجرة ووصول الاحزاب الیمینیة الی الحکم فی اوروبا خلال الاشهر الأخیرة الماضیة، المزید من القلق والتحدیات بهذا الخصوص.
عانت اوضاع حقوق الانسان فی اوروبا عاماً متلاطماً فیما یخص العنایة بأوضاع اللاجئین. ففی العام المنصرم هاجر الی اوروبا مایقارب الملیون شخص نصفهم من دول تعانی من أزمات کسوریا وافغانستان واریتریا.
ویشکّل الاطفال الذین هاجروا بمفردهم، 40% من اعداد المهاجرین. ویتعرض هؤلاء الاطفال الفارّین من الحروب والمجاعات خلال هجرتهم الی انواع الأضرار الجسدیة والنفسیة. ویتوجه الأطفال بلا معیل او سیئ الأعالة من الدول المأزومة الی اوروبا.
وحسب تقریر قناة بی.بی.سی فأنّ نسبه عالیه من هؤلاء الأطفال یتعرضون خلال اقامتهم فی مخیمات اللاجئین الی الأذی والتحرش وحتی الأغتصاب وفی الکثیر من الأحیان یکون المعتدی من السکّان المحلیین حیث تم رصد وقوع هکذا حوادث فی مخیمات اللاجئین بالیونان وفرنسا وایطالیا و ..... الخ.
وأشار البروفیسور فلرتی فی تقریره الصادر بهذا الخصوص الی اوضاع الأطفال بلاحمایة فی الأسر وشبّه اوضاعهم مع اوضاع الحیوانات الأسیرة فی حدائق الحیوانات قائلاً " وبالطبع فأنّ حیاة الحیوانات فی الأسر أفضل منهم کثیراً".
وتشیر بعض التقاریر الی أنّ نسبه من الأطفال اللاجئین فی مخیمات ألمانیا وفرنسا والیونان اصبحوا فی عداد المفقودین حیث لا توجد ایة اخبار اومعلومات عن مصیرهم.
بالأضافة الی الأطفال فأنّ النساء یتعرضن کذلک الی الأستغلال والأذی والتحرش علی نطاق واسع. لذا فأن الخوف من اکبر هواجس هؤلاء النسوة.
و من أکبر الأنتقادات الموجهة للدول الأوروبیة نشیر الی عجزها عن معالجة اوضاع هؤلاء الأطفال. فالتزامهم المبدئی بأستقبال اللاجئین وعجزهم اللاحق عن تنظیم اوضاعهم المؤسفة ادی الی إثارة هواجس وقلق فی غایة الأهمیة مما یتطلب تعاملاً خاصاً معهم.
والانتقاد الآخر هو الحمله الأعلامیة التی ضخّمت اعداد اللاجئین فی دول الأتحاد الأوروبی فبالرغم من أنّ هذه الأعداد أقل بکثیر من اعدادهم فی اغلب الدول المجاورة لمناطق الصّراع والأزمات ولکن هذه النسبة القلیلة تعرّضت بأستمرارالی هجمات کثیره و طالتها أمواج جدیده من الکراهیة لیس من قبل الناس العادیین بل من قبل الاحزاب والشخصیات السیاسیة فیها.
فالهجوم علی اللاجئین یتم بذریعة تهدید الأمن الوطنی والتخوّف من الأضرار الأجتماعیة المضاعفة لتزاید أعدادهم.
فبالأضافة الی القلق من الاضرار التی قد تلحق بالمهاجرین واللاجئین خلال رحلتهم الی اوروبا، هنالک قلق متزاید من اعادتهم بالأکراه الی بلدانهم. فمع عودة اللاجئین القسریة تبرز مخاطر اخری تهدد اللاجئین والمهاجرین بمواجهة تحدّیات انسانیه جدیده.
لقد اشتدّت الهجمة علی سیاسات استقبال المهاجرین واللاجئین فی اوروبا وامریکا بدون إجراء أی تحقیق او بحث او دراسه دقیقه لهذه الظاهرة فی حین لم یمض علی تصاعد وتیرة دخول اللاجئین الی تلک الدول اکثر من عام واحد.
خلال هذه الفترة القصیرة تم توجیه الأتهام سریعاً الی اللاجئین بالتسبب بالکثیر من المشاکل السیاسیة التی تعانی منها اوروبا حالیاً بدون أستناد الی أی دلیل او برهان.
عادةً ما یغفل منتقدو الدول المضیفة للّاجئین والمهاجرین فی اوروبا وامریکا عن ملاحظه مهمه وهی أن تحفیزالسیاسات المعادیة للهجرة واللجوء والدعایة لها یعتبران بمثابة غض الطرف عن الأسس والقیم الأساسیة لحقوق الانسان.
زهرا میرابیان
المصادر:
https://www.amnesty.org/ar/latest/news/2016/10/greece-evidence-points-to-illegal-forced-returns-of-syrian-refugees-to-turkey
https://documents-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/G16/076/66/PDF/G1607666.pdf?OpenElement
http://www.iom.int
صورة المقال:
https://www.dw.com