ماموستا لم یتمکن إلى الآن من إقامة العزاء

رمز المدونة : #3033
تاریخ النشر : شنبه, 25 آذر 1396 21:47
عدد الزياراة : 485
طبع الارسال الى الأصدقاء
سوف ترسل هذا الموضوع:
ماموستا لم یتمکن إلى الآن من إقامة العزاء
  • Reload التحديث
بزرگ یا کوچک بودن حروف اهمیت ندارد
الإرسال
کتبت صحیفة إیران فی تقریر لها: "حقا یجب أن نشکر ماموستا آزادی وهو الشخص یجبر الجمیع على مدیحه. ماموستا "عظیم آزادی" هو أحد الأکراد الشجعان الذی لم یجد إلى الآن فرصة للحداد على 27 من أحبائه الذین فقدهم".

 


فی الأشهر الأولى من حرب الثمان سنوات المفروضة کان مسقط رأسهم قد تحول إلى رکام ولکنهم أعادوا بنائه تحت ضوء الأمل وعلى الرغم من قسوة الحیاة وقلة التجهیزات إلى أنهم کانوا یعیشون بوئام إلى أن غافلتهم الهزات الأرضیة مرة أخرى. سأتکلم فقط عن أهالی قریة سهل ذهاب القریة الحدودیة الوحیدة فی کرمانشاه. أؤلئک القرویون الذین کان لهم دورٌ فریدٌ من نوعه فی بقاء إیران وقد عزمت الآن إیران کلها على دفع حصتها من أجل هذا البقاء.
ربما کان تحمل الأسى والحزن لفقدان أحد الأعزاء صعباً وساحقاً وربما لا یکون لمراجعة الطبیب النفسی ساعات عدیدة أی أثر فی محو هذا الحزن، فماذا إذا ما کنت مفجوعاً بـ27 من أحبائک الذین دفنوا تحت الرکام. لا أتصوّر رؤیة هکذا قدرة تحمل لدى أحد کما کانت عند رجل کردی شهد دمار مسقط رأسه للمرة الثانیة.
"انقطع الماء والکهرباء وخطوط الهاتف وغطى الأرجاء غبار غلیظ. لقد شعرت أننی فی جهنم عندما سمعت عویل النساء ونحیب الرجال الذین قدموا باتجاهی طلباً للمعونة. لم أصب بالصدمة بهذا القدر رغم کل الدمار والأزمات العدیدة فی سنوات الحرب المفروضة لکنی لم أمر فی تجربة کتلک أن یکون نظرائی فی الوجود تحت الرکام وقد تدمرت خمس قرى بالتزامن معاً، وقلت لنفسی اهدأ واذهب بسرعة إلى معارفک لتقدم لهم ید المساعدة".


ذروة التعاطف
یقول ماموستا آزادی: لا أعلم کیف قضیت اللیلة إلى أن حلّ الصباح. لم یغمض لی جفن أبداً، وکنت طوال الوقت أفکّر من أین أحضر الحفارة المیکانیکیة لننقل الرکام من مکان إلى مکان آخر وننقذ أی ناج من تحت الرکام إن وجدنا أحداً، وإلا لنخرج موتانا الذین دفنوا تحت الرکام ونخرج جثامینهم، مع العلم أنَّ الکثیر من الناس یملکون حیوانات وطیوراً ذهبت ضحیة الزلزال ویجب إخراجهم بأسرع ما یمکن من تحت الأنقاض ودفنهم فی مکان أبعد لتلافی مخاطر انتشار التلوث والأمراض.
بالإضافة إلى کون آزادی إمام جمعة أکبر قریة فی المنطقة (کوئیک حسن) فهو أیضاً المرشد الاجتماعی لمرکز قریة طشت ذهاب الصحی الذی یغطی 550 عائلة و2024 شخصاً، ولهذا هو على إطلاع أکثر من أی شخص آخر عن أعداد الأشخاص القاطنین فی کل قریة ومنزل، ولهذا ومن خلال زیارة للقرى الخمس "کوئیک حسن وکوئیک عزیز وکوئیک محمد وکوئیک محمود وکوئیک نامدار" أدرک مقتل 105 أشخاص أغلبهم من الأطفال والیافعین وأکثر من 6 آلاف رأس أغنام ذهبوا ضحیة لزلزال کرمانشاه 7.3 ریختر، وقال فی هذا الخصوص: "مع طلوع الفجر ذهبت إلى شرکة البناء فی القریة المجاورة. کان لدیها حفارتین میکانیکیتین وبدأت أعمال إزالة الأنقاض. ثم وضعنا قتلى القرى الخمس فی قبور جماعیة کل أربعة أو ستة معاً وقمنا بدفن الماشیة فی حفرة کبیرة. وحان الوقت حینها لتشکیل لجنة الأزمة لنستطیع وضع سیول تعاطف الشعب الإیرانی فی المخازن التی أعددناها لإدارتها ولتوزیعها بین ضحایا الزلزال. حتى ذلک الوقت لم أفکر للحظة فی نفسی وفی الأحداث التی وقعت إلى أن وقفت على التلة المشرفة على القریة لتقع عینی على تلة مشیدة من المنازل المدمرة. حینها فهمت ما حصل لنا فی اللیلة الماضیة والتی لم ندرک حجم الفاجعة فیها تحت جنح الظلام".


والأعجب من ذلک أنه ومنذ یوم الحادثة وإلى الیوم ما یزال "ماموستا عزیز" یصفق من بعید بکلتا یدیه للإجابة على مدى تعاطف وحجم تعازی أبناء محافظته، بینما یقوم مرتین کل یوم بزیارة القرى التی یقوم بتغطیتها لیبقى على علم بالنواقص والحاجات. وکلما رأى إمرأة تنتحب یقترب منها قائلاً: "ثقی بالله الذی وعد بأنَّ بعد العسر یسراً. إذا استطعنا أن نعید بناء مسقط رأسنا المدمر قبل 37 عاماً، إذاً نحن نستطیع أن نقف مرة أخرى على أقدامنا".


فی انتظار المساعدة
یقول ماموستا أنه بناء على أوامر الحکومة وبعد تشکیلنا اجتماعاً عاجلاً قررنا تسلیم کل عائلة من أهالی القریة ذوی الملفات فی المرکز الصحی غرفة مسبقة الصنع بمساحة 5 فی 5 أمتار بشکل مؤقت إلى أن یتم توفیر أوضاع أفضل وأکثر استقراراً فی المستقبل.
أعلم أننی وأهالی محافظتی لن نستطیع بأی جملة أو لغة أن نشکر کل هذه الرفقة واللطف التی أبداها أهل بلدنا من کل عقیدة ومذهب ودین، فلولاهم لکانت أوضاعنا أکثر سوءاً.
إنَّ ماموستا آزادی نموذج صغیر من بحر الخیرین الإیرانیین فی کارثة الزلزال، الکارثة التی ألفت بین قلوب الکرد والفرس والبلوش والآذریین والسنة والشیعة فی إیران.

“ ماموستا لم یتمکن إلى الآن من إقامة العزاء ”

التعليقات

bolditalicunderlinelinkunlinkparagraphhr
  • Reload التحديث
بزرگ یا کوچک بودن حروف اهمیت ندارد
الإرسال