المدافعون عن حقوق الانسان

المدافعون عن حقوق الانسان" عبارة تستخىم لوصف أولئک الذین یعملون، منفردین أو بالاشتراک مع أخرین، من أجل تعزیز آو حمایة حقوق الانسان. و یتم التعرف علی المدافعین عن حقوق الانسان فی المقام الاول من خلال الاعمال التی یقومون بها، و أفضل تفسیر لهذه العبارة هو فی وصف الأعمال التی یؤدونها و بعض السیاقات التی یعملون ضمنها.
إن عمل المدافعین عن حقوق الانسان هو عمل قانونی یستمد شرعیته من المجتمع المدنی الذی یمثلونه. یتعرض المئات من المدافعین عن حقوق الانسان عبر العالم للعنف السیاسی بسسب دفاعهم عن حقوق الاخرین. وهم یجازفون بسلامتهم الجسدیة والنفسیة، ویکافحون من أجل وضع حد لافلات منتهکی حقوق الانسان من العقاب، ومن أجل النهوض بالعدالة الاجتماعیة والسلم. صادقت الجمعیة العامة لأمم المتحدة لعام 1998 على الاعلان المتعلق بحق ومسؤولیة الافراد والجماعات وهیئات المجتمع فی تعزیز وحمایة حقوق الانسان والحریات الاساسیة (الذی سیشار إلیه بالإعلان الأمم المتحدة المعنی بأوضاع المدافعین عن حقوق الانسان").
بمعنى آخر، بعد خمسین عاما من المصادقة على الاعلان العالمی لحقوق الانسان، وبعد عشرین عاما من المفاوضات بشأن مشروع إعلان خاص بالمدافعین عن حقوق الانسان، اعترفت الامم المتحدة أخیرا بحقیقة مفادها أن الألاف من الاشخاص کانوا یساهمون فی النهوض بحمایة حقوق الانسان عبر العالم. ویعد هذا اعلان شامل یکرم الاشخاص الملتزمین بالعمل من أجل ترویج وحمایة حقوق الانسان.
فی البدایة، تم استحداث منصب الممثل الخاص لأمین العام لأمم المتحدة المعنی بالمدافعین عن حقوق الانسان من أجل "تلقی ودراسة المعلومات الخاصة بأوضاع وحقوق کل من یعمل بطریقة فردیة أو جماعیة من أجل الترویج لحقوق الانسان والحریات الاساسیة وحمایتها".
وقد شهد المنصب تغییرا عام 2008 ،فتم استبدال الممثل الخاص بالمقرر الخاص المعنی بالمدافعین عن حقوق الانسان. ولم تکتف المبادئ التوجیهیة المتعلقة بالمدافعین عن حقوق الانسان الاتحاد الأوروبی لعام 2004 ،بتبنی کل ما ورد فی إعلان الامم المتحدة الخاص بالمدافعین عن حقوق الانسان فقط، بل قدمت توصیات ُ محددة للدول الاعضاء.
ویَعتَبر عمل المدافعین عن حقوق الانسان عملا قانونیا یستمد شرعیته من ّ المجتمع المحلی والدولی.
وتبنت PI تعریف المدافع عن حقوق الانسان کما ورد فی إعلان الامم المتحدة َّ الخاص بالمدافعین حقوق الانسان ، وکما أکدت المبادئ التوجیهیة للاتحاد الاوروبی الخاصة بالمدافعین عن حقوق الانسان.
مسؤولیة حمایة المدافعین عن حقوق الانسان
من الواضح أن مسؤولیة حمایة المدافعین عن حقوق الانسان ملقاة أولا على عاتق الحکومات، بمقتضى إعلان الامم المتحدة الخاص بالمدافعین عن حقوق الانسان. لذا، ینبغی أن نواصل العمل من أجل حث کل الحکومات على تحمل مسؤولیاتها فی هذا المجال وأخذها محمل الجد، واتخاذ تدابیر فعلیة بقصد ضمان حمایة المدافعین عن حقوق الانسان. لکن بالنظر إلى جدیة المخاطر التی یتعرض لها المدافعون عن حقوق الانسان بشکل یومی، ینبغی التفکیر بآلیات إضافیة لتعزیز أمنهم.
یضمن القانون الدولی احترام حقوق االانسان، لکن الدفاع عن هذه الحقوق وعن من تعرضت حقوقهم للانتهاک، قد یکون مصدرا للخطر فی کل دول العالم. ویمثل المدافعون عن حقوق الانسان القوة الفاصلة بین عموم الناس وسلطة الدولة الطلیقة العنان، وهم یقومون بدور محوری فی تطویر العملیة الدیموقراطیة وبناء المؤسسات، و مناهضة الحصانة التی تؤدی الى الافلات من العقاب والترویج لحقوق الانسان والدفاع عنها. فی العادة، یتعرض المدافعون عن حقوق الانسان للتحرش والاحتجاز والتعذیب وتشویه السمعة والتسریح من العمل، کما یواجهون عدة عراقیل فی ما یتعلق بحریة التنقل واستحصال التراخیص الرسمیة لجمعیاتهم.
کما یتعرض المدافعون عن حقوق الانسان فی بعض البلدان إلى القتل أو الاختطاف، أو "الاخفاء". فی خلال السنوات الاخیرة، لاحظنا ازدیاد نسبة الوعی فی ما یتعلق باالاخطار الکبرى التی یواجهها المدافعون عن حقوق الانسان أثناء مزاولتهم لعملهم. ویسهل التعرف على هذا الخطر عندما یعمل المدافعون عن حقوق الانسان فی ظروف عدائیة، أی على سبیل المثال، عندما یعملون فی دول یجرم قانونها العمل فی مجال معین من مجالات حقوق الانسان. قانون دولة ما یعاقب الافراد الذین یقومون للدفاع عن حقوق الانسان فى مجال معین. ویواجه المدافعون عن حقوق الانسان کذلک أخطارا فی الدول التی تتیح قوانینها ممارسة کل الانشطة ذات الصلة بحقوق الانسان، لکنها فی المقابل لا تعاقب ُ من یهدد المدافعین عن حقوق الانسان أو یعتدی علیهم.
و تزداد الاوضاع سوءا عند نشوب نزاع مسلح. وباستثناء بعض الظروف الفوضویة التی قد تضع حیاة المدافعین عن حقوق الانسان بین أیدی جنود على حاجز ما، لا یمکن اعتبار الاعتداءات على المدافعین عن حقوق الانسان أحداثا عشوائیة. ففی أغلب الحالات، تعتبر الاعتداءات العنیفة ردا مقصودا ومخططا بدقة على أنشطة المدافعین عن حقوق الانسان، ومتصلا بمصالح سیاسیة أو عسکریة واضحة.
بیئة عمل المدافعین عن حقوق الانسان
فی العادة، یعمل المدافعون عن حقوق الانسان فی ظروف معقدة، حیث هناک مجموعة فاعلین، متأثرین بعملیات صنع القرار السیاسیة. وتقع عدة أحداث فی الوقت نفسه ویکون لکل حدث تأثیر على باقی الاحداث. ویؤثر تغیر کل فاعل أو معنی بشکل قوی على علاقته بباقی الفاعلین أو المعنیین، مما یبرز حاجة المدافعین عن حقوق الانسان إلى الحصول على معلومات لا تتصل فقط بأعمالهم، بل کذلک بأدوار مختلف الفاعلین والمعنیین. ومن الممکن البدء کخطوة أولى بتنظیم اجتماعات للتفکیر من أجل تحدید وادراج کل العوامل الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة التی قد تؤثر على ظروفکم الامنیة الحالیة.