إعلان عمل مراکش یعبر عن زخم لا رجعة فیه بشأن المناخ
إعلان عمل مراکش یعبر عن زخم لا رجعة فیه بشأن...
بالإجماع تم إصدار (إعلان عمل مراکش) فی ختام أعمال الدورة الثانیة والعشرین لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (کوب 22)، الذی ینهی أعماله الیوم فی المغرب.
ویدعو الإعلان إلى الالتزام السیاسی على أعلى المستویات، من أجل البناء على الزخم المحرز حتى یمکن للعمل فی مجال المناخ أن یدعم بشکل کامل أهداف التنمیة المستدامة لصالح البشریة والکوکب.
ویحتفل الإعلان بحقبة جدیدة من الزخم الذی "لا یمکن وقفه" بشأن تغیر المناخ العالمی وعمل التنمیة المستدامة من قبل الحکومات والشرکات والمستثمرین وغیرهم.
وفی هذا الشأن، قال صلاح الدین مزوار، رئیس الدورة الحالیة للمؤتمر ووزیر خارجیة المغرب، إن الإعلان یشیر بوضوح إلى دخول العالم مرحلة التنمیة المستدامة.
وأضاف: "تم التطرق بشکل واضح إلى أننا دخلنا مرحلة التنمیة المستدامة ولم نعد نتحدث عن الجزئیات. فهناک المشاریع والمبادرات وضرورة توفیر الإمکانیات المادیة وهناک التزامات الدول وهناک مقاربات تدمج المناخ فی السیاسات العمومیة. ولکن الأمر الأساسی أننا بدأنا الحدیث عن التنمیة المستدامة وهذا أمر جدید. کما بدأنا نتکلم عن محاربة الفقر ومحاربة الهشاشة بشکل واضح ومخاطر التحولات المناخیة بشکل عملی. نحن فی قمة غیرت المسار وأدخلت دینامیة القمم المقبلة، فی منطق یتوجه نحو التنمیة المستدامة والتمویلات والمشاریع العملیة ومواکبة الدول ومساعدة البلدان التی لا تمتلک إمکانیات، فی تطویر سیاستها الحکومیة. هذا التحول إیجابی ونحن سعداء بأن یتم هذا فی قمة مراکش."
ودعا الإعلان إلى التضامن القوی مع الدول الأکثر عرضة لآثار تغیر المناخ، والتأکید على ضرورة دعم جهودها الرامیة إلى تعزیز القدرة على التکیف.
کما دعا الدول جمیع الأطراف إلى دعم وتعزیز جهود القضاء على الفقر، وضمان الأمن الغذائی واتخاذ سلسلة إجراءات للتعامل مع تحدیات تغیر المناخ فی الزراعة.
ووجه الإعلان نداء عاجلا لزیادة الطموح وتعزیز التعاون من أجل سد الفجوة بین مسارات تیار الانبعاثات الحالیة والمسار اللازم لتحقیق أهداف طویلة الأجل متعلقة بدرجات الحرارة وفقا لاتفاق باریس.
وأکدت الدول الأطراف من البلدان المتقدمة، على هدف التعبئة والمقدر بمئة ملیار دولار، ودعت بالإجماع إلى المزید من العمل من أجل المناخ والدعم قبل عام 2020، أخذا بعین الاعتبار الاحتیاجات والظروف الخاصة للدول النامیة والأقل نموا وخاصة المعرضة بشکل خاص لتغیر المناخ.
قد أصدرت الیوم مجموعة من خمسة وأربعین بلدا من أکثر المعرضین لمخاطر التغیر المناخی (إعلان منتدى المعرضین مناخیا)، وهو أجندة عمل لتنفیذ اتفاق باریس والحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة دون درجة ونصف مئویة.
ویمهد الإعلان السبیل لخارطة طریق تعمل على تحقیق الطاقة المتجددة بنسبة 100%.
وخلال الاجتماع رفیع المستوى الذی عقد صباح الیوم الجمعة على هامش أعمال مؤتمر مراکش المعنی بالمناخ، وافق أعضاء المنتدى على أن العمل فی مجال المناخ لا یحد من التنمیة بل یعززها وأکد على التزام جمیع الأعضاء باتخاذ إجراءات للحد من الاحترار العالمی إلى درجة ونصف مئویة.
وفی هذا الشأن، قال صلاح الدین مزوار وزیر خارجیة المغرب ورئیس الدورة الثانیة والعشرین للمؤتمر المعنی بالمناخ، فی حوار أجرته موفدتنا إلى المؤتمر:
"هذا هو الجدید فی هذا الإعلان فالدول تطرح إشکالیتها، ولکن فی نفس الوقت تطرح مشاریع بأفق محددة، وتؤکد کذلک انخراطها والتزامها ومسؤولیتها کذلک فی تدبیر هذا التحول."
ووافق المنتدى على انضمام کل من فلسطین ولبنان إلى عضویته، وهما من الدول المعرضة لتأثیر التغیرات المناخیة.
وفی هذا الشأن، قال رئیس وفد لبنان إلى مؤتمر مراکش، فهاکین کباکیان:
" سبب انضمامنا لمنتدى المعرضین مناخیا (CVF)، أننا قمنا بعمل دراسات فی لبنان ورأینا أن الحفاظ على هدف ارتفاع فی درجة حرارة یصل إلى درجتین، قد یؤدی إلى زیادة العبء على الاقتصاد بحدود 17 ملیار دولار بحلول عام 2040، وهذا یعود إلى التغیرات المناخیة. ورأینا بالدراسة أننا إذا وصلنا إلى هدف 1.5 درجة مئویة فإن تسعین فی المائة من العبء سیزال لیقدر العبء بـ 1.7 ملیار بدل 17 ملیار دولار. "
ویتضمن إعلان المنتدى العمل على تحدیث مراکز البیانات المتعلقة بالمساهمات الوطنیة فی أقرب وقت ممکن وقبیل عام 2020، فضلا عن السعی لتلبیة الإنتاج المحلی للطاقة المتجددة بأسرع وقت ممکن.