أکثر من 30 ملیون شخص فی الشرق الأدنى وشمال أفریقیا یعانون من الانعدام الحاد فی الأمن...

وأشار التقریر المعنون "نظرة إقلیمیة عامة على انعدام الأمن الغذائی فی الشرق الأدنى وشمال أفریقیا" إلى أن هذا التدهور سببه الرئیسی انتشار وکثافة النزاعات والأزمات المطولة.

ویبیّن التقییم الذی أجرته الفاو باستخدام مقیاس تجربة انعدام الأمن الغذائی أن نسبة انتشار انعدام الأمن الغذائی الحاد بین فئة البالغین فی الشرق الأدنى وشمال أفریقیا کانت قریبة من 9.5 بالمائة فی 2014-2015، وهو ما یمثل حوالی 30 ملیون شخص.

وقال المدیر العام المساعد والممثل الاقلیمی لمنظمة الفاو فی الشرق الأدنى وشمال أفریقیا عبد السلام ولد أحمد: "تواجه المنطقة تحدیات غیر مسبوقة لتحقیق أمنها الغذائی نظراً لمخاطر متعددة ناتجة عن النزاعات، وندرة المیاه، والتغیر المناخی. تحتاج دول المنطقة إلى تنفیذ استراتیجیة إدارة میاه طویلة الأجل وشاملة ومستدامة لتحقیق أهداف التنمیة المستدامة فی التخلص من الجوع بحلول عام 2030".
وعلى وجه الخصوص، فقد تزایدت حدة الأزمة السوریة خلال الفترة من 2015-2016 مما ترک أکثر من نصف السکان بحاجة للمساعدات الغذائیة وتسبب فی لجوء أکثر من 4.8 ملیون شخص، معظمهم إلى الدول المجاورة. وتشهد أعداد الأشخاص الذین یعانون من انعدام الأمن الغذائی والنازحین تزایداً کذلک فی کل من العراق والیمن.

وإلى جانب النزاعات والأزمات، یشیر التقریر إلى ندرة المیاه والتغیر المناخی بوصفهما التحدیین الأساسیین أمام إنهاء الجوع وتحقیق الأمن الغذائی وتحسین التغذیة ونشر الزراعة المستدامة بحلول 2030. وتعتبر ندرة المیاه العامل الأساسی الذی یعیق الإنتاج الزراعی فی إقلیم الشرق الأدنى وشمال أفریقیا، کما تعد السبب الأساسی لاعتماد الإقلیم على استیراد الأغذیة.

ویستعرض التقریر کذلک عدداً من الخیارات الأساسیة الأخرى للتکیف مع آثار التغیر المناخی على قطاعی المیاه والزراعة، بما فی ذلک الحاجة إلى وضع إجراءات الحمایة الاجتماعیة وتنفیذها لبناء قدرة المزارعین على الصمود فی وجه الأحداث المتطرفة، والحد من الفاقد الغذائی والارتقاء بمستوى سیاسات التبادل التجاری.