زید رعد الحسین: نحن مرآة للحکومات وانتقاداتنا لیست وصفة للنجاح

واستعرض زید فی کلمته، التی استمرت لمدة ساعة، حالة حقوق الإنسان فی العدید من بلدان العالم، بما فیها الیمن وترکیا والصومال والولایات المتحدة ومصر وغیرها. المزید فی التقریر التالی. استهل مفوض الأمم المتحدة السامی لحقوق الإنسان زید رعد الحسین مؤتمره الصحفی فی جنیف بانتقاد الطرق التی یتعامل بها عدد من الحکومات حول العالم مع أعمال العنف.

وذکر زید على وجه التحدید الاستخدام المفرط لحالات الطوارئ وارتفاع حالات القتل خارج نطاق القضاء وحالات الاعتقال التعسفی والحرمان من حریة التعبیر وتدمیر المجتمع المدنی، والتی تم توثیقها کلها فی عدد من البلدان المختلفة، وتثیر قلق المفوضیة الشدید. وأشار زید إلى اتجاه متنام، وهو افتراض بعض الحکومات بأن "إظهار القوة یحل المشاکل"، مضیفا أن هذا الافتراض یقود البعض إلى الاعتقاد بأنه "حیثما یبدو أن القانون یقف فی الطریق، یجب تجنبه".

"کما قلنا من قبل، فإن انتهاک الجهات الفاعلة غیر الحکومیة لمعاییر حقوق الإنسان والقانون الدولی لا ینبغی أن تکون سببا للانتهاکات من جانب الجهات الحکومیة الفاعلة. ویجب أن نفعل کل ما فی وسعنا لتجنب هذا المسار، إذا کان المجتمع الدولی یرید التغلب على آفة العنف الشدید." وانتقل زید إلى حملة القمع الحالیة فی ترکیا منتقدا إیاها قائلا "نعم، یجب معالجة الهجمات الإرهابیة، ولکن لیس على حساب حقوق الإنسان"، معربا عن قلق بالغ إزاء حالة الطوارئ المتجددة التی تم فرضها فی منتصف أبریل ومناخ الخوف فی البلاد: "فی ترکیا، وفق بعض الشهادات، تم تعلیق عمل ما یصل إلى 150 ألف موظف حکومی.

والأسبوع الماضی فقط أفید بإیقاف عشرة آلاف شرطی، وتم القبض على ألف منهم. وأفید بأنه خلال عطلة نهایة الأسبوع تمت إقالة أربعة آلاف موظف حکومی آخر، ألف منهم من موظفی وزارة العدل. مع ضخامة هذه الأعداد، فمن غیر المحتمل جدا أن تکون عملیات الإیقاف والاحتجاز هذه قد استوفت معاییر الإجراءات القانونیة الواجبة." کما أدان المفوض السامی التفجیرین الإرهابیین اللذین وقعا فی مصر الشهر الماضی مستهدفین کنیسیتین فی مدینتی طنطا والإسکندریة. وقال إنه بینما یتفهم ما تواجهه الحکومة من صعوبات فی التصدی للتطرف العنیف، حذر من أن فرض حالة الطوارئ لفترات طویلة والاعتقالات التعسفیة وأعمال التعذیب غیرها لا تؤدی إلى القضاء على الإرهاب، بل تساعد على خلق بیئة ینمو فیها الإرهاب. وانتقل زید إلى انتهاکات حقوق الإنسان التی أدت إلى ظروف إنسانیة کارثیة بما فیها المجاعة. وأضاف: "انتهاکات حقوق الإنسان أدت أیضا إلى مجاعات فی الیمن وجنوب السودان. والافتقار إلى حقوق الإنسان أدى إلى تفاقم آثار الجفاف فی أماکن أخرى مثل کینیا والصومال وشمال نیجیریا". وفی إطار الاحتفال بالیوم العالمی لحریة الصحافة، الثالث من أیار / مایو، أعرب المفوض السامی عن قلقه إزاء الضغوط المتزایدة التی یواجهها الصحفیون وغیرهم من المدافعین عن حقوق الإنسان، لا سیما فی کولومبیا والصین والمکسیک وترکیا وتایلاند.

وقال إن المدافعین عن حقوق الإنسان والصحفیین وغیرهم من أعضاء المجتمع المدنی "مازالوا فی خطر". کما تطرق زید إلى الانتقادات الموجهة ضد مکتبه من عدد من البلدان مفندا هذه الادعاءات قائلا: "نحن لا نزال نتعرض للانتقادات بصفتنا مکتب حقوق الإنسان من قبل بعض الدول التی تشکک فی ما نقوم به. أحیانا نتهم بالتآمر کما قالت حکومة بوروندی، أو أن لدینا أجندة ضد الحکومة وهذا ما قالته جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة، أننا منحازون کما ادعت کمبودیا، أو یلقى علینا اللوم بمهاجمة سیادة الدول، أو حتى وصفی بالغبی کما حدث من قبل رئیس الفلبین. ولکن دورنا هو الوصول والتحقق بشکل مستقل من التقاریر التی تصلنا. وفی نهایة المطاف ما نقوم به فی الأساس هو وضع مرآة أمام الحکومات والجهات الفاعلة غیر الحکومیة." مضیفا أنه إذا لم یعجبهم ما یرون، فعلیهم حقا أن یغیروا من أنفسهم، ولیس مهاجمة المرآة. فهذه لیست وصفة النجاح..."