رئیس الجمعیة العامة: مؤتمر المحیط دفعة قویة لجمیع غایات الهدف الـ 14 من أجندة 2030

السید تومسون قال إنه على ثقة تامة من نجاح المؤتمر، استنادا إلى ما لمسه فی جولاته الأخیرة التی التقی فیها عدد من زعماء العالم فی إطار التحضیر للمؤتمر.

أخبار الأمم المتحدة: کیف یتم التحضیر لمؤتمر المحیطات؟

تومسون: فی هذه المرحلة ونحن على بعد بضعة أیام من المؤتمر، یجب أن أقول إننی أشعر بحماسة شدیدة إزاء الردود التی تلقیناها. أعتقد أن الزخم ضخم وأنا على ثقة تامة بأننا سنحقق أسبوعا مثمرا جدا بین الـ 5 و 9 من حزیران / یونیو.

أخبار الأمم المتحدة: قمت بعدد لا بأس به من الرحلات تتعلق بالمؤتمر مؤخرا، ما الذی أثمرت عنه رحلاتک هذه وما الذی تحقق فی هذا الشأن؟

تومسون: کنت فی جزر المحیط الهادئ فی بلدی فیجی. حکومة فیجی واحدة من دولتین مضیفتین للمؤتمر، مع حکومة السوید. نظمت حکومة فیجی مؤتمرا إقلیمیا لمنطقة المحیط الهادئ الدول الجزریة للالتقاء والحدیث عن مؤتمر المحیط، لذلک ذهبت إلى هناک لمخاطبتهم، ولمست إحساسا قویا جدا بأن هذا هو الوقت المناسب لنا لاتخاذ هذه الخطوة لإعطاء دفعة قویة للهدف الـ14 من أهداف التنمیة المستدامة، الهدف المتعلق بالمحیطات. کان هناک الکثیر من رؤساء الحکومات والقادة القادمین من جزر المحیط الهادئ لجعل قضیة تنفیذ الهدف الـ14 أولویة رئیسیة.

قمت بزیارتین إلى أفریقیا مؤخرا، وما تعلق بذاکرتی من هذا دولتان ساحلیتان، واحدة فی الساحل الغربی وواحدة فی الساحل الشرقی. فی السنغال، مرة أخرى، لمست رسالة دعم قویة جدا للمؤتمر. السنغال بها واحدة من مجتمعات الصید الکبیرة فی غرب أفریقیا. قمت بزیارة بعض تلک المجتمعات، وکانت الرسالة قویة جدا من کل من الحکومة ومجتمعات الصید: إنهم بحاجة إلى المؤتمر للنجاح فی تحقیق الإدارة السلیمة للأرصدة السمکیة، فالصیادون فی أفریقیا یجدون أن مخزوناتهم السمکیة تستنفد من قبل مصائد الأسماک الصناعیة التی تزیل جمیع الأسماک من مناطق صیدهم التقلیدیة. وتتکرر نفس القصة على الساحل الشرقی. وفی اجتماع مع الرئیس کینیاتا فی کینیا، کان هناک فهم قوی جدا بأن الاقتصاد الأزرق المستدام مهم للغایة للدول الساحلیة فی أفریقیا على وجه الخصوص، ولکن أیضا لبقیة القارة أیضا. لذلک نتوقع من أفریقیا اهتماما کبیرا بالجانب الاقتصادی المستدام للبیئة البحریة خلال المؤتمر.

کما قمت بزیارة الصین مؤخرا، حیث قضیت الکثیر من الوقت مع إدارة الدولة لعلوم المحیطات وأعجبت حقا بالتزامهم بالهدف الـ14. سیأتون إلى المؤتمر بقوة لضمان حدوث تقدم فی التنفیذ؛ سیتم التطرق إلى کل شیء من مصائد الأسماک والإعانات ونظم السواحل الإیکولوجیة والتطویر والاقتصاد الأزرق، وفی الواقع مساعدة البلدان النامیة.

أخبار الأمم المتحدة: یبدو أن هناک قدرا کبیرا من الحماس بشأن المؤتمر. ما النتیجة المثالیة التی تراها للمؤتمر؟

تومسون: لدینا زخم قائم ومستمر، لأن المؤتمر یعمل على جمیع أهداف التنمیة المستدامة. علینا أن نتذکر أن هناک أطرا فی الهدف الـ14یجب تحقیقها بحلول عام 2020، وأیضا فی عام 2025. إذا لدینا بالفعل ثلاث محطات أمامنا 2020 و2025 و2030 لتحقیق أهدافنا. لذلک، أود، من الناحیة المثالیة، أن أرى، الخروج من هذا المؤتمر بعملیة إیجابیة جدا نحو تلک المحطات الثلاث. وقد دعوت شخصیا إلى عقد المؤتمر الثانی والثالث والرابع للمحیط بموازاة هذه المحطات للحفاظ على جدیتنا فی تنفیذ الهدف الـ14. وفی الوقت نفسه، أرید حقا أن أرى هذه کعملیة متکاملة تماما فی خطة عام 2030 ککل. إن الهدف الـ14 یتطرق إلى جمیع أهداف التنمیة المستدامة الأخرى، سواء کانت الصحة أو الغذاء أو التنمیة الاقتصادیة أو الحیاة على الأرض. إننا نقترب من 400 التزام طوعی بشأن الإجراءات التی یمکن اتخاذها، وهذا أمر مشجع جدا.

أخبار الأمم المتحدة: ما هو الأثر الذی یتوقع أن یحدثه المؤتمر على أرض الواقع وفی حیاة الناس؟

تومسون: یجب علینا أن نقسم الهدف الـ14 إلى عدة مواضیع مهمة. إذا أخذنا التلوث البحری على سبیل المثال - الذی أصفه بأنه وباء التلوث البلاستیکی فی المحیط حالیا - تفید الإحصاءات بأن ما یعادل حمولة شاحنة قمامة من البلاستیک تنصب فی المحیط کل دقیقة من کل یوم، وأنه بحلول عام 2050 سیکون هناک بلاستیک فی المحیط أکثر من الأسماک. یتحتم علینا أن نفعل شیئا حیال ذلک، لأن هذا البلاستیک یتحول إلى جزئیات دقیقة تتناولها الحیوانات البحریة الصغیرة وتتسلق سلم سلسلة الغذاء وینتهی بها المطاف على موائدنا. هذا لا یمکن أن یکون جیدا بالنسبة لنا. لذلک، فإن إحدى نتائج المؤتمر العملیة ستکون وضع التلوث البحری تحت السیطرة. ومن الواضح أن هذا یتطلب الکثیر من العمل فی الأنشطة البریة، التی یعود الکثیر منها إلینا کأفراد. وعلینا أن نرفع الوعی العالمی تجاه ذلک.

فیما یتعلق بأرصدة الأسماک، نحن نقترب من نقطة التحول إلى عدم الاستدامة فی استهلاک الأسماک. ونحن لا نفعل ذلک فی حیاتنا الشخصیة. إذا بدأنا فی إنفاق المال ورأینا الاحتیاطیات تنفد، فإننا نتوقف عن إنفاق المال ونسعى إلى کسب المزید منه. إنه التوازن. الشیء نفسه ینطبق على الأرصدة السمکیة، لأنه بعد ذلک لن یکون هناک مزید من الأسماک لنا لنتناولها. لذلک إحدى نتائج المؤتمر الکبیرة ستکون الوصول إلى إدارة الأرصدة السمکیة بشکل مستدام.

ثم لدینا بالطبع أهداف المؤتمر المتعلقة بتغیر المناخ. وهذا هو السبب فی أننی أقول إن تغیر المناخ وعمل المحیط هما وجهان لعملة واحدة. الغازات الدفیئة الموجودة فی الغلاف الجوی، والتی توجد بسبب الأنشطة البشریة المتراکمة، ترفع من درجة حرارة المحیطات التی تتوسع بدورها وبطبیعة الحال نفقد أجزاء واسعة من السواحل الأرضیة. هذا یعنی أیضا أنه مع ارتفاع مستویات ثانی أکسید الکربون فی الغلاف الجوی، فإن المحیط یتحمض. وهذه أنباء سیئة للبیئة البحریة. لذلک علینا أن نعزز اتفاق باریس بشأن تغیر المناخ وما نقوم به فیما یتعلق بالعمل المناخی. نحن بحاجة إلى تعزیز إدارة المحیطات.