مساجد العاصمة الألمانیة برلین تبذل مساعی حثیثة لتعزیز التعایش السلمی بین روادها
مساجد العاصمة الألمانیة برلین تبذل مساعی حثیثة...
قالت باحثة بارزة فی قضایا الأقلیات المسلمة بأوروبا إن مساجد العاصمة الألمانیة برلین تبذل مساعی حثیثة لتعزیز التعایش السلمی بین روادها، وتواجه فی الوقت نفسه مشکلات عدیدة تزایدت حدتها نتیجة تدفق أعداد کبیرة من اللاجئین على ألمانیا منذ خریف العام الماضی.
وفی مقابلة أجرتها معها صحیفة برلینر تسایتونغ الصادرة یوم الأربعاء حول دراستها عن تطور الوجود المسلم فی برلین، وإنجازات مساجد هذه المدینة والمشکلات التی تواجهها خلال العشرین عاما الأخیرة، قالت الأستاذة فی قضایا واقع الأقلیات المسلمة بأوروبا ریم شبیلهاوس إن مساجد العاصمة الألمانیة تعانی من مشکل إیجاد تمویل لنفقاتها وأنشطتها.
وأشارت شبیلهاوس إلى أن معاناة مساجد برلین من الارتفاع الحاد للإیجارات بالمدینة أدت خلال السنوات الأخیرة لإغلاق عدد منها بعد عجزها عن سداد إیجارات مقراتها. ولفتت إلى أن قدوم أعداد کبیرة من اللاجئین ضاعف من أعداد رواد هذه المساجد بشکل فاق القدرة على استیعابهم.
وأوضحت الباحثة أن أعدادا کبیرة من الفلسطینیین الذین وصلوا برلین فی ثمانینیات القرن الماضی احتاجوا نحو عشر سنوات لیتمکنوا من تأسیس مساجد خاصة بهم فی المدینة التی تکثر فیها المساجد الترکیة.
ونوهت إلى أن أعداد المساجد والمصلیات بعاصمة ألمانیا ارتفعت من 70 فی التسعینیات إلى 80 عام 2006، وبلغ عددها حالیا 98. وذکرت أن الفترة منذ تسعینیات القرن الماضی شهدت زیادة فی عدد المساجد العربیة، وتنوعا بطبیعة المساجد تمثل فی تأسیس مسجد بوسنی وآخر إندونیسی وثالث أنشئ هذا العام للمسلمین الأفارقة.
وأشارت الأستاذة بجامعة إیرلانغن الألمانیة إلى أن اللاجئین السوریین باتوا یتجهون للمساجد العربیة القائمة فی برلین بسبب عجزهم عن سداد إیجار لمسجد یمکن أن یؤسسوه لجماعتهم، وأوضحت أن اللاجئین السوریین لا یمکنهم جمع مبلغ شهری یتراوح بین ألف وثلاثة آلاف یورو لإیجار وسداد رسوم المیاه والکهرباء بمکان یتسع لـ250 شخصا.
وقالت شبیلهاوس إن مساجد العاصمة الألمانیة تحاول تجاوز الخلافات المذهبیة واللغویة لروادها، والتعامل بصوت واحد من خلال المنظمات الکبیرة التی تضمها، مع الحکومة برلین المحلیة ومنظمات المجتمع المدنی بهذه الولایة.
ورأت أن تزاید التصورات النمطیة السلبیة بین سکان برلین تجاه الإسلام خاصة منذ هجمات الحادی عشر من سبتمبر/أیلول 2001، دفع بعض مساجد هذه المدینة لشراء مقرات لها لأن الإیجار فیها أصبح عسیرا.
واعتبرت أن هذا المناخ غیر الودی انعکس أیضا سلبیا على المساجد بارتفاع الاعتداءات الموجهة لها، وضربت مثالا على هذه الاعتداءات بإحراق مسجد "مولانا" الذی لا یزال بطور الإنشاء، ومحاولة إحراق مسجد الشهداء وتوجیه رسائل تهدید له عام 2014.