بیان منظّمة الدفاع عن ضحایا العنف فی خصوص الجرائم الأخیرة للکیان الإسرائیلی فی غزّة
بیان منظّمة الدفاع عن ضحایا العنف فی خصوص...
فی الأیام الماضیة، تسبّبت هجمات الکیان الإسرائیلی وعملیات القصف والعنف المفرط ضدّ الفلسطینیّین بقتل وجرح المئات منهم، بینهم عشرات الأطفال والنساء، وحتّى مساء الجمعة راح ضحیّتها 121 فلسطینیّاً وجرح ما یبلغ على 900 آخرین، کما ألحقت هذه الهجمات أضراراً کبیرة بالبنى التحتیّة للمدن الفلسطینیّة.
وفی الوقت نفسه، وممّا أدهش المراقبین الدولیّین ونشطاء حقوق الإنسان الغارة الجویّة الإسرائیلیّة واستهداف مبنى من 15 طابقاً کان یضمّ مکاتب إعلامیّة مثل مکتب الجزیرة وأسوشیتد برس.
ترى منظّمة الدفاع عن ضحایا العنف على غرار الکثیر من المنظّمات غیر الحکومیّة الوطنیة والدولیّة أن إسرائیل تهدف إلى الحفاظ على هیمنة یهود إسرائیل على الفلسطینیّین فی کافّة أجراء الأراضی المحتلّة، وحسب معطیات منظّمة مراقبة حقوق الإنسان فإن هذه الغایة تمّت فی المناطق المحتلّة من خلال الاضطهاد الممنهج والإجراءات اللاإنسانیّة ضدّ الفلسطینیّین ممّا یعنی وقوع جریمة الفصل العنصری (الأبارتاید).
بناء على إتفاقیّة قمع الفصل العنصری ونظام روما الأساسی، تتکوّن جریمة الفصل العنصری من ثلاث مکوّنات أساسیّة:
1ـ هدف الحفاظ على هیمنة جماعة عرقیّة على جماعة أخرى
2ـ الاضطهاد الممنهج من جماعة عرقیّة ضد جماعة أخرى
3ـ إجراء شامل أو ممنهج لواحد أو عدّة أعمال لاإنسانیّة من قبل جماعة عرقیّة ضد جماعة أخرى
نحن نعتقد أنّ مسؤلی الکیان الإسرائیلی ارتکبوا )جرائم ضدّ الإنسان) کما ارتکبوا جرائم التعذیب والمضایقات وذلک لتعاملهم العنصریّ مع الفلسطینیّین ومصادرة أراضیهم، ومنعهم من الإعمار والبناء ممّا أرغم الفلسطینیّین على مغادرة أرضهم، وإنکار حقّ الإقامة فیها وتضییقاتهم على حریّة التنقّل وانتهاک الحقوق الأساسیّة للفلسطنییّن.
وللأسف فعلى الرغم من أنّ الکیان الإسرائیلی لم یوقّف من انتهاکه الممنهج لحقوق الإنسان ضدّ الفلسطینیّین وأنّ الفلسطینیّین یُطردون من بیوتهم وأراضیهم منذ سنوات عدیدة، إلّا أنّ الدول الغربیّة لا تدین أعمال إسرائیل بل وتعتبر هذه الهجمات دفاعاً عن النفس فی أغلب الأوقات.
وفی هذا السیاق، ترد على بعض الدول العربیّة والإسلامیة الإقلیمیّة انتقادات کثیرة حیث إنّها ومن خلال تطبیع علاقاتها مع الکیان الإسرائیلی وکذلک صمتها وانفعالها إزاء جرائم إسرائیل، تسبّبت باندفاع الکیان نحو إشعال المزید من الحروب والتوسّع یوماً بعد یوم.
وعلى هذا الأساس، إذ تعرب منظّمة الدفاع عن ضحایا العنف قلقها الشدید إزاء حقوق الفلسطینیّین الإنسانیّة وإذ تدین جرائم إسرائیل:
ـ فإنّها تدعوا المجتمع الدولیّ والمنظّمات الدولیّة لحقوق الإنسان والقانون الإنسانیّ إلى الاهتمام بسیاسات الغصب والاحتلال والحصار المنظّم ضدّ قطّاع غزّة وأن تبادر إلى الاعتراف بحقوق الفلسطینیّین الأساسیّة فی تعیین مصیرهم وسیادتهم على الأرض.
ـ وتدعوا المجتمع الدولیّ والمنظّمات الدولیّة للتعامل مع إسرائیل بعنوان (منتهک لحقوق الإنسان) وذلک لعدم اکتراثها بالکثیر من القرارات الدولیّة ومنها قرار 452 (1979م) و 2334 (2016م) وعدم تنفیذها لالتزاماتها وللقوانین الدولیّة.
ـ وتدعوا منظّمات حقوق الإنسان الدولیّة والمقرّر الخاص للأمم المتحدة فی الأراضی المحتلّة أن تقوم بتوثیق وتقریر تفاصیل الجرائم الأخیرة فی الغارات الجوّیة على غزّة وتدینها.
ـ وتناشد الدول الإسلامیّة على أن تسجّل طلباً لجلسة خاصّة فی مجلس حقوق الإنسان لمعالجة الأوضاع المروعة الحالیّة. لقد کسر الکیان الإسرائیلیّ الأرقام القیاسیّة فی عدد القرارات الصادرة ضدّه من الجمعیّة العامّة للأمم المتحدة واللجنة السابقة لحقوق الإنسان وکذا مجلس حقوق الإنسان وأیضاً خصّ بنفسه أکثر الجلسات الخاصّة لمجلس حقوق الإنسان. وسلوک هذا الکیان فی الأیام الماضیة خیر دلیل على أنّ هذا الحجم من القرارات والجلسات کانت عن أسباب موضوعیّة، وخاصّة حین یحاول مسؤولو الکیان بمساعدة أمیرکیّة دائماً أن یتّهموا مجلس حقوق الإنسان بالترکیز غیر العادل على موضوع إسرائیل وأن یخرجوا انتهاک حقوق الإنسان فی فلسطین من قائمة أعمال المجلس.