الیونسکو تعدّ مسحاً أوّلیّاً لوضع علوم المحیطات حول العالم

رمز المدونة : #2414
تاریخ النشر : دوشنبه, 29 خرداد 1396 14:48
عدد الزياراة : 564
طبع الارسال الى الأصدقاء
سوف ترسل هذا الموضوع:
الیونسکو تعدّ مسحاً أوّلیّاً لوضع علوم المحیطات...
  • Reload التحديث
بزرگ یا کوچک بودن حروف اهمیت ندارد
الإرسال
ینشط عدد قلیل من البلدان الصناعیّة فی مجال علوم المحیطات. ویعدّ جمع المعلومات وتقییم وضع المحیطات أمر ضروری بالنسبة لجمیع دول العالم نظراً إلى أهمیة المحیطات الاقتصادیّة ودورها المحوری فی تنظیم المناخ، وهذه هی المفارقة التی یثیرها التقریر العالمی لعلوم المحیطات والذی أطلقته لجنة الیونسکو الدولیّة الحکومیّة لعلوم المحیطات داعیة إلى زیادة الاستثمار فی البحوث وتعزیز التعاون العلمی على الصعید الدولی.

وجدیر بالذکر أنّه تم عرض التقریر المعنون "الحالة الراهنة لعلوم المحیطات فی العالم"، والذی یقدّم ولأول مرة خریطة عالمیّة لوضع علوم المحیطات، فی مقرّ الأمم المتحدة فی نیویورک یوم 8 حزیران/ یونیو بمناسبة الیوم العالمی للمحیطات وذلک فی إطار مؤتمر الأمم المتحدة بشأن المحیطات والمنظّم فی الفترة بین 5 و 9 حزیران/ یونیو.

وبهذه المناسبة، قالت المدیرة العامة للیونسکو، إیرینا بوکوفا: "یشکّل نشر التقریر العالمی لعلوم المحیطات نقطة تحوّل کبرى حیث أنّه یعدّ الأداة الأولى الموضوعة تحت تصرّف الدول والأطراف الفاعلة لمساعدتهم فی اتخاذ قرارات مدروسة وإرشادهم فی استثماراتهم لصالح المحیطات. حیث یضطلع هذا التقریر بدور هام فی رصد التقدّم المحرز فی تنفیذ الهدف التنموی الرابع عشر والذی اعتمدته الأمم المتحدة بهدف حفظ المحیطات التی تشکّل أحد موارد الإنسانیّة الرئیسة ."

استثمارات متفاوتة من بلد إلى آخر

یفید التقریر بأنّ علوم المحیطات عالیة التکلفة حیث أنّ عملیّة مسح المحیطات تتطلّب سفناً بحثیّة واستخدام صور الأقمار الصناعیّة وغواصات ومرکبات یمکن التحکم بها عن بعد من تحت الماء ما یتطلّب استثماراً کبیراً. کما تعتمد البحوث على جمع ودراسة البیانات على ید آلاف العلماء الذین یعملون فی البحر وفی المختبرات. ووحدها البلدان الصناعیّة قادرة على توفیر الاستثمار اللازم فی هذا المجال. وجدیر بالذکر أنّ الولایات المتحدة وأسترالیا وألمانیا وفرنسا وجمهوریة کوریا من الدول التی تخصّص المیزانیّة الأکبر لعلوم المحیطات.

وعموماً، تتراوح مشارکة البلدان تراوحاً کبیراً وفقاً لحجم البلد وطول شواطئها ومقدار الفائدة الاقتصادیة التی تعود علیها من الموارد البحریّة. ووفقاً للبیانات التی جمعها التقریر، تتراوح نسبة المیزانیّة الوطنیّة للعلوم الطبیعیّة المخصّصة لعلوم المحیطات من 0,1% (فی الاتحاد الروسی) إلى 21,4% (فی الأرجنتین). کما تشهد الحصّة التی تخصّص من میزانیّة البحث والتنمیة لعلوم المحیطات تفاوتاً کبیراً من 0,04% (فی الإکوادور) إلى 4,7% (فی کرواتیا). وجدیر بالذکر أن کرواتیا والولایات المتحدّة والنرویج وتایلاند وترینیداد وتوباغو وجمهوریّة کوریا من البلدان التی تخصّص جزءاً کبیراً من میزانیّة البحث والتطویر لعلوم المحیطات.

هذا وتعتمد علوم المحیطات حتى الیوم على الصنادیق الوطنیّة العامة إلى حدّ کبیر، حیث تشکّل هذه الصنادیق، فی المتوسط، أکثر من 70% من إجمالی المیزانیّة المخصّصة لعلوم المحیطات. وفی الواقع، تخضع هذه الصنادیق العامة للتقلّبات المربطة بالبیئة المحیطة : فبین عامی 2009 و 2013، قامت بعض الدول مثل النرویج وترکیا وإیطالیا بزیادة تمویلها فی حین أنّ أسترالیا وإسبانیا قلّلت تمویلها بنسبة کبیرة خلال نفس الفترة.

ویذکر معدّو التقریر أنّه من الضروری إیجاد استثمارات مستدامة ومستقرّة نظراً إلى أنّ المحیطات تعود علینا بفائدة اقتصادیّة کبیرة. ففی عام 2010، قدّرت منظمة التعاون والتنمیة فی المیدان الاقتصادی القیمة المضافة للمحیطات بحوالی 1,5 تریلیون دولار ما یجعل من الضروری إیجاد مصادر أخرى للتمویل.

وجدیر بالذکر أنّ القطاع الخاص یقدّم دعماً متزایداً فی هذا المجال. حیث تعرض بعض السفن التجاریّة خدماتها لجمع البیانات فی إطار البرامج العلمیّة. کما تساهم بعض المنظمات غیر الحکومیّة والمؤسسات الخاصة مثل ‏مؤسسة الأمیر ألبیر الثانی أمیر موناکو ومؤسسة دیفید ولوسیل باکارد فی تمویل برامج تعنى بعلوم المحیطات وحمایتها.

الدور المحوری للمعدّات

یضطلع کل من الوکالات المختصّة بعلوم المحیطات والمختبرات البحریّة، بوصفها الجهات الفاعلة الرئیسة المعنیّة بجمع وتحلیل البیانات، بدور رئیسیّ فی إجراء الدراسات حول التنوّع الحیوی فی النظم الإیکولوجیّة البحریّة وتحمّض المیاه وتأثیر الإنسان على البیئة الساحلیّة. ویوجد العدد الأکبر من هذه الوکالات البحثیّة فی کل من الولایات المتحدة وإسبانیا والمملکة المتحدة وألمانیا وفرنسا وکندا والیابان وجمهوریّة کوریا والبرازیل.

ویجسّد تخصّص هذه الوکالات أولویّات هذه البلدان. حیث أنّ الهند والنرویج وفنلندا تمتلک العدید من الوکالات المختصّة فی الصید فی حین أنّ إیطالیا والاتحاد الروسی وفرنسا والأرجنتین والکویت تمیل إلى ترکیز جهودها على رصد المحیطات.

کما تعدّ السفن البحثیّة عنصراً هامّاً فی البنیة التحتیّة اللازمة للبحوث حیث أنّها تمکّن من الوصول إلى المناطق الساحلیّة وأعالی البحار فی آن واحد. ویذکر أنّ هناک 371 سفینة بحثیّة حول العالم موزّعة کالتالی: 51 سفینة فی الولایات المتحدة و29 سفینة فی الیابان و28 سفینة فی ألمانیا و27 سفینة فی ترکیا و26 سفینة فی جمهوریّة کوریا و20 سفینة فی کندا و20 سفینة فی إیطالیا و18 سفینة فی فرنسا، حیث أنّ هذه البلدان تمتلک أکبر الأساطیل.

النساء یشکلن النسبة الأکبر من الباحثین فی مجال علوم المحیطات

تشهد الموارد البشریّة أیضاً اختلافات کبیرة. ونجد أکبر نسبة من الموظفین فی مجال علوم المحیطات من باحثین وفنیّین فی الصین حیث یصل عددهم إلى 38 ألف موظفاً. کما نجد أنّ الدول التی تمتلک أکبر عدد موظفین فی هذا المجال بعد الصین هی الولایات المتحدة التی تمتلک 4000 باحثاً، وألمانیا (3300) وفرنسا (3000) وجمهوریّة کوریا (2400) وإیطالیا (2100). وجدیر بالذکر أن النرویج تمتلک أکبر نسبة من الباحثین مقارنة بعدد مواطنیها حیث یصل عدد الباحثین فیها إلى 364 باحثاً لکل ملیون مواطن، وتلیها بلجیکا .

وجدیر بالذکر أنّ نسبة الباحثات فی مجال علوم المحیطات أکبر من نسبتهنّ فی المجالات العلمیّة الأخرى. ففی عام 2013، کانت نسبة الباحثات فی مجال علوم المحیطات 38% أی زیادة بنسبة 10% عن العدد الکلی للباحثات. أما فی کرواتیا والإکوادور والأرجنتین وسورینام وأنغولا، فإنّ أکثر من نصف عدد الباحثین فیها من النساء.

ومن أجل تقییم أهمیّة علوم المحیطات مقارنة بالمجالات الأخرى، قام معدّو التقریر على نحو خاص بإحصاء عدد المنشورات العلمیّة. وتبیّن أن الفترة بین عامی 2010 و 2014 شهدت أکثر من 372852 منشوراً علمیّاً، کما أن ّ33% من هذه المنشورات فی أوروبا ما یجعلها فی الصدارة، ثم تلیها آسیا بنسبة 28% وأمریکا الشمالیّة بنسبة 26%. أما على مستوى الدول، فقد سجّلت الولایات المتحدة أعلى نسبة من المنشورات، وتلیها الصین والمملکة المتحدة وألمانیا وفرنسا وکندا وأسترالیا والیابان. ولکنّ الصین أحرزت أعلى نسبة فی التقدّم فی ما یتعلّق بالمنشورات العلمیّة على غرار عدد من الدول الناشئة مثل البرازیل والهند وإیران وجمهوریّة کوریا.

التعاون أساس البحوث المستقبلیّة بشأن المحیطات

 

یخلص التقریر أخیراً إلى مجموعة من التوصیات لصالح واضعی السیاسات. حیث یدعو التقریر على نحو خاص لتعزیز التعاون بین الدول والمؤسسات المختلفة من أجل تمکین عدد أکبر من البلدان من إجراء البحوث وزیادة تأثیرها. کما یوصی التقریر بتعزیز عملیّة جمع ودراسة البیانات وإیجاد مصادر تمویل بدیلة.

یهدف التقریر العالمی للجنة الیونسکو الدولیة الحکومیة لعلوم المحیطات إلى رصد وضع علوم المحیطات حول العالم. هذا وسیساعد التقریر على وجه الخصوص فی تحدید الثغرات والإنجازات فی مجال علوم المحیطات الذی یؤثر تأثیراً مباشراً على الاقتصاد والبیئة. کما یوفّر هذا التقریر الذی ینشر مرّة کل خمس سنوات أداة لتقییم التقدّم المحرز فی تنفیذ الهدف التنموی الرابع عشر (link is external) الذی اعتمدته الأمم المتحدة فی إطار خطة التنمیة المستدامة لعام 2030، والذی ینص على "حفظ المحیطات والبحار والموارد البحریة واستخدامها على نحو مستدام لتحقیق التنمیة المستدامة".

مصدر : منظمة الیونسکو

“ الیونسکو تعدّ مسحاً أوّلیّاً لوضع علوم المحیطات حول العالم ”

التعليقات

bolditalicunderlinelinkunlinkparagraphhr
  • Reload التحديث
بزرگ یا کوچک بودن حروف اهمیت ندارد
الإرسال