الإتجار بالبشر

رمز المدونة : #2609
تاریخ النشر : دوشنبه, 16 مرداد 1396 12:06
عدد الزياراة : 736
طبع الارسال الى الأصدقاء
سوف ترسل هذا الموضوع:
الإتجار بالبشر
  • Reload التحديث
بزرگ یا کوچک بودن حروف اهمیت ندارد
الإرسال
قبلَتْ بامیلا عرض العمل فی إیطالیا الذی قدّمه لها أحد أصدقاء جیرانها، ظنًّا منها أنّه فرصة حیاتها لبناء مستقبل أفضل. کانت وقتذاک فی الـ21 من عمرها، فرأت فی فرصة العمل فی أوروبّا خیارًا جذّابًا مقارنة مع فرص العمل المحدودة فی بلدها الأمّ نیجریا. وتعرّفت إلى رجل قال لها أنّه یجدر بها أن تشارک فی طقس جوجو (juju) النیجیری التقلیدیّ فیحمیها من کلّ سوء– طالما أنّها تُنَفّذ کلّ ما یُطلب منها. ثمّ سلّم الرجل بانیلا إلى سائق باص نیجیری، وأعطاها بطاقة باص ورقم هاتف تتصلّ به عندما تصل إلى إیطالیا.

الهروب من خناق الإتجار بالبشر

قصّة بامیلا

 

 

قطعت بامیلا نیجیریا والنیجر فی باص مزدحم برجال ونساء، ووصلت بعد مرور شهر إلى لیبیا. ثمّ نُقِلَت مع الرکّاب الآخرین إلى منزل تدیره مجموعة من الرجال من نیجیریا والشرق الأوسط بلّغوا الرکّاب أنّه ممنوعٌ علیهم أن یغادروا المنزل فی انتظار الباخرة التی ستنقلهم إلى إیطالیا. وبعد مرور شهر على حبس بامیلا فی المنزل، شهدت خلالها الضرب والاغتصاب وغیرها من أشکال الإساءة الأخرى، نُقِلَتْ والمهاجرین الآخرین إلى الشاطئ حیث رکبت الباخرة إلى إیطالیا.

وعند وصولها إلى سیسیلیا، التقت هی والنساء الأخریات رجلاً نقلهنّ إلى شقّة امرأة نیجیریّة فی نابولی، أعطتهنّ بعض الملابس والواقیات الذکریّة، وشرحت لهنّ أنّهن سیمارسن الدعار​ة فی الشوارع، ویقبضن 100 یورو کمعدّل یومیّ لتسدید کلفة السفر إلى أوروبّا التی تبلغ 35,000 یورو. کما علیهنّ أن یأتین بزبائنهنّ إلى "منزل اتّصال" وأن یعطین الأرباح إلى المرأة التی تدیر المنزل.

وبعد مرور بضعة أیّام على وصولها إلى إیطالیا، أُجبِرَت بامیلا على العمل لیلاً نهارًا فی الدعارة فی الشوارع، وعلى البقاء محتجزة ما بین دوامات عملها. فیوم العمل یبدأ عند الساعة العاشرة صباحًا ویستمرّ حتّى التاسعة مساءً، وبعد ساعات قلیلة من الراحة، تعود النساء إلى الشارع لتأمین دوام اللیل المتأخّر، أیّ من منتصف اللیل حتّى الساعة السادسة صباحًا.

وبعد مرور أسبوع، وبعدما خبّأت بامیلا بعض المال، ترکت العمل ذات صباح وتوجّهت نحو المحطّة واستقلّت القطار نحو روما. وطلبت المساعدة من امرأة إیطالیّة اتّصلت بالشرطة التی أحالت بدورها بامیلا إلى منظّمة محلیّة غیر حکومیّة تُعرَف بتعاونیة کنّ حرًا الاجتماعیّة (BeFree Social Cooperative) وتدیر عددًا من الملاجئ التی تستقبل النساء اللواتی وقعن ضحیّة الإتجار.

وصرّحت مدیرة المشاریع الدولیّة فی المنظّمة التی یدعمها صندوق الأمم المتّحدة الاستئمانیّ للتبرّعات الخاص بأشکال الرقّ المعاصرة، الآنسة لوریتا بوندی ما یلی، فقالت: "کانت بامیلا فی حالة صدمة، وفی وضع مزرٍ للغایة، شأنها شأن معظم ضحایا الإتجار. هم یعیشون الجحیم ولکنّهم ینجون بحیاتهم."

وتشیر المنظّمة إلى أنّ 75 فی المائة من ضحایا الإتجار هم من النساء، لا سیما نساء من نیجیریا وغیرها من بلدان إفریقیا الغربیّة، ویعانی معظمهنّ العنف الجنسیّ وغیرها من انتهاکات حقوق الإنسان الأخرى خلال سفرهنّ؛ کما یُجبَر ثلثاهنّ على ممارسة الدعارة ویَستَعبدهن المتجرین منذ لحظة وصولهنّ الأولى.

وتابعت الآنسة بوندی قائلةً: "لا یطلب العدید من المهاجرات ضحایا الإتجار المساعدة لأنّهن لا یستطعن الهروب، أو لا یعرفن کیف یطلبن المساعدة بسبب حاجز اللغة وغیرها من الحواجز الثقافیّة الأخرى."

وأضافت: "لا یدرک العدید منهنّ أنّ الإتجار جریمة. یعرفن أنّهنّ عانین العنف والإساءة. ولکنّهنّ لا یدرکن أنّهن ضحایا جرم دولیّ، وأنّه یحقّ لهنّ اللجوء إلى القضاء."

وبفضل منحة قدّمها صندوق الأمم المتّحدة، الذی یدیره مکتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان، تأخذ المنظّمة على عاتقها قضایا کقضیّة بامیلا وتنقلها إلى المحاکم. ومنذ تأسیسها منذ عقد تقریبًا، رفعت الدعاوى باسم مهاجرات تمّ الإتجار بهنّ. وفی حکم تاریخیّ صدر فی العام 2012، منحت المحکمة تعویضًا إلى 17 امرأة نیجیریّة وقعن ضحیّة الإتجار بقیمة أصول أعضاء شبکة المرتکبین الـ14.

وقد شدّد مفوّض الأمم المتّحدة السامی لحقوق الإنسان، زید رعد الحسین على أهمیّة استکمال الضغوط من أجل التوصل إلى حلول متعدّدة الأطراف تقضی على الشبکات الدولیّة فی مجال الإتجار بالبشر.

وأشار خلال مناقشة متعدّدة الأطراف تهدف إلى استعراض خطّة العمل العالمیّة لمکافحة الإتجار بالبشر إلى ما یلی فقال: "المساءلة ضروریّة. فالإتجار بالبشر من انتهاکات حقوق الإنسان المؤذیة وتترک آثارًا مدمّرة وعمیقة فی الضحایا، وهی جریمة بکلّ ما للکلمة من معنى. لذا لا بدّ من مطاردة المرتکبین وتحمیلهم مسؤولیّة أفعالهم. کما علینا أن نس​تکمل بذل کلّ جهد ممکن فنرکّز على حمایة الضحایا ومساعدتهم. ومعظمهم من المهاجرین – وغالبًا من النساء والأطفال- الذین خُدِعوا أو حتّى اختطفوا. فتمّ بیعهم، أو الإتجار بهم لغرض الاستغلال الجنسیّ، أو السخرة، أو سرقة أعضائهم وغیرها من أشکال الاستغلال التعسفیّة البالغة الأذیّة."

وقد منح مکتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان، من خلال صندوق الأمم المتّحدة الاستئمانیّ للتبرّعات الخاص بأشکال الرقّ المعاصرة، ملایین الدولارات الأمیرکیّة إلى منظّمات من مثل BeFree التی تقدّم خدمات تنقذ حیاة ضحایا الإتجار بالبشر الذین أُجبِروا على ممارسة الدعارة وغیرها من أشکال الرقّ المعاصرة.

وفی مراکز دعم BeFree، تحصل المرأة التی تمکّنت من التغلّب على الإتجار بها، على المساعدة القانونیّة والمشورة النفسیّة، وعلى دروس فی اللغة وتشارک فی ورش عمل خاصة بالتوجیه الثقافیّ کی تدرک حقوقها وعادات المجتمعات المستقبِلَة وتقالیدها المحلیّة.

وختمت الآنسة بوندی بالقول: "هو نضال مستمرّ لتحدید من یعانی بسبب الإتجار فنقدّم له المساعدة التی یحتاج إلیها. فالعدید غیر قادر على الهروب من قبضة المتجرین أو یخشى فضحهم. ولکن ما یسرّنا ویشجّعنا هو قدرة من تمکّنّا من إنقاذه على الصمود وعزمه على الإمساک بزمام مستقبله."

 

لمزید من المعلومات 

“ الإتجار بالبشر ”

التعليقات

bolditalicunderlinelinkunlinkparagraphhr
  • Reload التحديث
بزرگ یا کوچک بودن حروف اهمیت ندارد
الإرسال