الیمن و غارات الجویة
الیمن و غارات الجویة
نهار الجمعة 20 نیسان/ أبریل، وفی حوالى الساعة 11 من قبل الظهر، قتلت غارة جویّة بقیادة السعودیّة کافة رکّاب مرکبة مدنیّة، بالقرب من قریة العریش فی مدیریّة المزّة فی محافظة تعز. وأفید بأنّ 21 مدنیًّا قد لاقوا حتفهم خلال الهجوم، بما فی ذلک خمسة أطفال. وأخبر شهود عیان موظّفی مکتبنا فی الیمن، أن الضحایا کانوا عائدین إلى منزلهم عبر طریق ریفیّ ضیّق، عندما استهدفَت الغارة مرکبتهم. وقد أُحرِقَت وشُوِّهَت جثث الضحایا بالکامل لدرجة یصعب التعرّف إلیها. وأکّد السکّان المحلّیون أنّه ما من أهداف عسکریّة بالقرب من الموقع المستَهدَف وقت الهجوم.
وبعد یومَین على الهجوم، أیّ نهار الأحد الواقع فیه 22 نیسان/ أبریل، أدّى القصف الجویّ إلى سقوط أعداد کبیرة من الضحایا المدنیّین فی حادثَیْن منفصلَیْن.
والضربة الأکثر مأساویّة وقعت فی حوالى الساعة 8:30 – 9:00 مساءً، خلال حفل زفاف فی مدیریّة بنی قیس فی محافظة حجّة، وتفید التحقیقات الأوّلیّة التی أجراها موظّفو مکتبنا إلى أنّ الغارتَیْن الجویّتَیْن قتلتا 19 مدنیًّا أقلّه وأصابتا 50 آخرین، أکثر من نصفهم من الأطفال. کما تشیر معلومات وردت إلى موظّفی مکتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان فی الیمن، إلى أنّ غارتَیْ التحالف دمَرتا خیمة زفاف شُیّدت على أراضی منزل مدنیّ فی قریة الرقّة بینما کان الضحایا یحتفلون بزواج أحد أقربائهم. وأعلم السکّان المحلیّون موظّفی مکتبنا أنّه لیس للضحایا أیّ انتماء سیاسیّ – مع العلم أنّ ذلک لا یجعل حفل الزفاف هدفًا مشروعًا. کما أکّدوا أنّه ما من أهداف عسکریّة بالقرب من الموقع المستَهدَف وقت الهجوم.
ولا یزال مکتبنا یبذل کلّ جهد ممکن من أجل جمع المعلومات الخاصة بأسماء الضحایا المدنیّین من قتلى وجرحى، بالإضافة إلى أعمارهم وجنسهم. وتشیر المعلومات الأولیّة إلى سقوط 29 طفلاً من بین الجرحى الـ50. وقد یأتی العدد النهائیّ للقتلى والجرحى أعلى من ذلک بعد.
وفی وقت سابق من الیوم ذاته، وفی حوالى الساعة 2:00 من بعد الظهر، فی مدیریّة میدی فی محافظة حجّة، أفادت التقاریر إلى أنّ غارة جویّة للتحالف استهدفت منزلَ مدنیٍّ، فقتلت أفراد الأسرة جمیعهم، ویبلغ عددهم خمسة أشخاص، بما فی ذلک ثلاثة أطفال وامرأة. وعلم موظّفو مکتبنا أنّ الضحایا کانوا یتناولون العشاء فی منزلهم، الواقع فی منطقة تُعرَف بالحدوریّة عندما استهدفت المنزل قذیفة مباشرة. وأفاد أحد جیران الأسرة إلى موظّفی مکتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان أنّه رأى طائرات حربیّة فی أجواء المنطقة قبیل وقوع الحادث.
ونشیر إلى أنّ أعضاء التحالف یجرون استعراضًا لاحقًا للهجوم على حفل الزفاف، ولکنّنا نحثّهم على إجراء تحقیقات کاملة مستقلّة ودقیقة وشفّافة فی هذه الهجمات القاتلة الأخیرة. ولا بدّ من محاسبة المسؤولین عنها وتأمین الانتصاف والجبر للضحایا. کما نحثّهم مرّة جدیدة على ضمان أن تمتثل قوات التحالف لمبادئ التمییز بین الأهداف، والتناسب، واتّخاذ التدابیر الاحترازیّة اللازمة.
نرغب أخیرًا فی أن نقدّم أحرّ تعازینا إلى أسرة اللجنة الدولیّة للصلیب الأحمر التی قُتِل أحد أعضائها بإطلاق نار على مرکبته نهار السبت من قبل مجهول أو أکثر، وذلک فی مدیریّة صبر الموادم فی محافظة تعز.