الأمین العام: إلحاح الأزمة الإنسانیة فی الیمن لا یترک مجالا للرضا عن الذات
الأمین العام: إلحاح الأزمة الإنسانیة فی الیمن...
"الوضع فی الیمن هو أسوأ أزمة إنسانیة فی العالم. هذه لیست کارثة طبیعیة. إنها من صنع الإنسان. الیمن یقف الیوم على شفا الهاویة." جاءت هذه الکلمات على لسان أنطونیو غوتیریش الأمین العام للأمم المتحدة خلال حدیثه للصحفیین فی نیویورک الیوم الجمعة.
وأضاف الأمین العام فی کلمته"على الجانب الإنسانی، الوضع یائس. یجب أن نفعل کل ما فی وسعنا لمنع تدهور الأوضاع السیئة بالفعل إلى أسوأ مجاعة شهدناها منذ عقود. على الجانب السیاسی هناک بوادر أمل. یجب علینا بذل کل ما فی وسعنا لتعظیم فرص النجاح."
وأکد الأمین العام أن لدى المجتمع الدولی فرصة حقیقیة لوقف دورة العنف التی لا معنى لها ومنع وقوع کارثة وشیکة، قائلا "لقد حان وقت العمل".
وبحسب غوتیریش، أدى التصعید العسکری والأزمة الاقتصادیة الحادة والسریعة خلال الأشهر القلیلة الماضیة، إلى تفاقم الوضع الذی لا یطاق بالفعل. وقال "لقد تم الاستخفاف بالقانون الإنسانی الدولی مرارا وتکرارا".
ونقل الأمین العام تحذیر منسق الإغاثة فی حالات الطوارئ، مارک لوکوک، خلال حدیثه فی مجلس الأمن الأسبوع الماضی، من أن الیمن أقرب إلى المجاعة أکثر من أی وقت مضى، حیث تقوم الأمم المتحدة وشرکاؤها بتغذیة 8 ملایین شخص فی الیمن، کما أشار.
وشدد الأمین العام على أنه بدون اتخاذ إجراءات عاجلة، قد یتعرض نحو 14 ملیون شخص، أی نصف السکان بالکامل، للخطر فی الأشهر المقبلة.
ولتفادی کارثة وشیکة، قال الأمین العام إن هناک حاجة ملحة إلى اتخاذ عدة خطوات:
"أولا، یجب أن یتوقف العنف فی کل مکان، مع وقف فوری حول البنیة التحتیة الحیویة والمناطق ذات الکثافة السکانیة العالیة... ثانیا، یجب السماح بدخول الواردات التجاریة والإنسانیة من المواد الغذائیة والوقود وغیر ذلک من الضروریات إلى الیمن بدون قیود. یجب أن تظل الطرق مفتوحة، بحیث یمکن للسلع المنقذة للحیاة الوصول إلى المجتمعات فی جمیع أنحاء البلاد."
أما ثالث تلک الخطوات التی دعا الأمین العام إلى اتخاذها فهی وجوب دعم الاقتصاد الیمنی. "ویشمل ذلک اتخاذ خطوات حاسمة لتثبیت سعر الصرف ودفع الرواتب والمعاشات التقاعدی،" کما قال. وأضاف "رابعا، یجب زیادة التمویل الدولی الآن حتى تتمکن الوکالات الإنسانیة من توسیع نطاق وصولها."
وأضاف الأمین العام أنه وفی الوقت نفسه، "فمن الضروری مشارکة الأطراف الیمنیة بحسن نیة ودون شروط مسبقة مع مبعوثی الخاص مارتن غریفیثس للتوصل إلى تسویة سیاسیة تفاوضیة لإنهاء النزاع،" مشیرا إلى أن "إلحاح الأزمة الإنسانیة لا یترک مجالا للرضا عن الذات."
ورحب أنطونیو غوتیریش بالإعلانات الأخیرة للأحزاب الیمنیة التی أعربت عن استعدادها لاستئناف المشاورات، قائلا إن "هناک الآن فرصة للسلام فی الیمن. ویجب التمسک على موجة الزخم التی تم بناؤها هذه."
وحث الأمین العام الأطراف على التغلب على العقبات وحل الخلافات من خلال الحوار فی المشاورات التی سهلتها الأمم المتحدة فی وقت لاحق من هذا الشهر. داعیا جمیع الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة الآخرین إلى الحفاظ على هذا الزخم للتحرک صوب وضع حد للصراع.
واختتم الأمین العام حدیثه قائلا "یجب أن نفعل کل ما فی وسعنا الآن لإنهاء المعاناة الإنسانیة وتفادی أسوأ أزمة إنسانیة فی العالم من أن تزداد سوءا."