الأمم المتحدة تعقد أول مؤتمر عالمی لضحایا الإرهاب، وتؤکد على حقهم فی الحصول على العدالة...
الأمم المتحدة تعقد أول مؤتمر عالمی لضحایا...
تحت شعار "النهوض بحقوق واحتیاجات ضحایا الإرهاب"، بدأت فی نیویورک، الیوم الخمیس، أعمال أول مؤتمر أممی معنی بضحایا الإرهاب.
ینظم المؤتمر العالمی لضحایا الإرهاب مکتب الأمم المتحدة لمکافحة الإرهاب، ومن المتوقع أن یجمع أکثر من 600 مشارک، وسیکون أکبر تجمع فی العالم وأکثره تنوعا لضحایا الإرهاب والدول الأعضاء والمجتمع المدنی والخبراء والأکادیمیین والقطاع الخاص.
وهدفت الجلسة الافتتاحیة رفیعة المستوى- التی عقدت فی قاعة الجمعیة العامة للأمم المتحدة- إلى تعزیز الحوار والمشارکة فی نهج یرکز على الضحیة لمکافحة الإرهاب ومنع التطرف العنیف المؤدی إلى الإرهاب.
أصوات الضحایا والناجین
بدأت الجلسة باستعراض شهادات عشر ضحایا، من الأرجنتین والولایات المتحدة إلى الکامیرون وباکستان، والهند، وهولندا، والعراق.
وتحدثت آنا إیفانز، من الأرجنتین حول الطریقة التی فقدت بها هی وأطفالها الثلاثة زوجها ووالدها فی الحادی والثلاثین من تشرین الأول/أکتوبر 2017 عندما "دهست حافلة کان یقودها إرهابیون مجموعة من الناس- کانا من ضمنها- یستقلون دراجات هوائیة بالقرب من نهر فی قلب المدینة".
أشرف الخالد، من الأردن، قال إن الخامس من تشرین الثانی/نوفمبر 2005 کان من المفترض أن یکون أسعد یوم فی حیاته، حیث کان على وشک الزواج.
فقد خسر والده وصهره وحماته و24 من أقاربه الآخرین نتیجة قصف استهدف ثلاثة فنادق، بما فی ذلک القاعة التی کان بها حفل زفافه.
"منع الإرهاب والقضاء علیه فی کل مکان"
وفی کلمته أمام المؤتمر، أشاد فلادیمیر فورونکوف، وکیل الأمین العام للأمم المتحدة لمکتب مکافحة الإرهاب بشجاعة الضحایا وقدرتهم على الصمود وثباتهم. وأضاف: "أعید التأکید على التزام الأمم المتحدة بإعلاء أصواتکم ومساعدتکم فی الحصول على الدعم الذی تحتاجونه وممارسة حقوقکم".
وأشارت نائبة الأمین العام، أمینة محمد إلى أن "التضامن ودعم ضحایا الإرهاب واجب أخلاقی وضرورة إنسانیة وحقوقیة".
ولکنها قالت إن المؤتمر الیوم لیس فقط لفائدة الضحایا، بل هو "جزء أساسی من جهودنا لمنع الإرهاب والقضاء علیه فی کل مکان."
أما رئیس الجمعیة العامة، عبد الله شاهد فقال: "یمکننا أن نتفق جمیعا على أن الدول تأخذ الإرهاب على محمل الجد باعتباره تهدیدا أمنیا"، لکنه قال إن الدول "لا تسعى بالضرورة إلى ضمان تقدیم الدعم الکافی للضحایا ولعائلاتهم".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى ضمان آلیات أکثر ترکیزا وتخصیصا لضمان حمایة حقوق ضحایا الإرهاب".
العراق یدعو إلى احترام حق الضحایا فی العدالة والإنصاف
بصفته الرئیس المشارک لمجموعة أصدقاء ضحایا الإرهاب، أکد مستشار الأمن القومی لجمهوریة العراق، الدکتور قاسم الأعرجی التزام العراق القوی تجاه ضحایا الإرهاب، مشیرا إلى أهمیة المؤتمر العالمی الأول للبناء على الجهود الدولیة لدعم الضحایا.
ودعا السید الأعرجی المجتمع الدولی إلى ضمان تلبیة احتیاجات الضحایا، والاعتراف بحقوقهم الإنسانیة وحمایتها، واحترام حقهم فی الوصول إلى آلیات العدالة والإنصاف.
"منسیون، وحیدون، مهملون، ولا صوت لهم"
وفی حدیثه إلى الصحفیین فی نیویورک، خلال الیوم الأول من المؤتمر، قال رافی غریغوریان، نائب وکیل الأمین العام لمکتب مکافحة الإرهاب إن "الضحایا غالبا ما یشعرون بأنهم منسیون، ووحیدون، ومهملون، ولا صوت لهم، إما بسبب أن حکوماتهم لا تملک آلیات لدعمهم، أو أن الإصابات النفسیة تضخم أوجه القصور التی قد تکون موجودة".
بالنسبة للکثیرین، یضیف غریغوریان "أن إجراءات الإغلاق أثناء جائحة کـوفید-19 جعلت کل شیء أسوأ بشکل واضح".
علاوة على ذلک، قال إنه "على العکس من ذلک، یشعر الضحایا فی کثیر من الأحیان بالخجل إزاء نجاتهم من هجوم إرهابی".
التواصل مع الضحایا
وإلى جانب الجلسة الافتتاحیة رفیعة المستوى فی قاعة الجمعیة العامة، سیعقد المؤتمر ست جلسات مواضیعیة تفاعلیة موزعة على مدار یومین.
ومن المتوقع أن تسفر هذه الجلسات عن توصیات واضحة وملموسة للعمل على جمیع المستویات.
کما یستعرض المؤتمر العالمی حملة "الذکریات" التی یتم فیها عرض قصص 22 ضحیة من ضحایا الإرهاب، من خلال الأفلام ومعرض للصور الفوتوغرافیة.
تسمح الحملة للجمهور بالتواصل مع الضحایا، والإحساس بمدى خسارتهم والتعلم من صمودهم، فضلا عن أنها تتیح للجمهور فهما أفضل لأهمیة تذکر ضحایا الإرهاب فی جمیع أنحاء العالم وتکریمهم.
ویوم أمس الأربعاء، قام فلادیمیر فورونکوف ووزیر الداخلیة الإسبانی فرناندو غراندی-مارلاسکا غومیز والرئیس المشارک لمجموعة أصدقاء ضحایا الإرهاب بجولة فی المعرض.
المصدر: أخبار الأمم المتحدة