أم یمنیة على إبقاء أطفالها فی المدارس
أم یمنیة على إبقاء أطفالها فی المدارس
نتعرف على أم أسامة، وهی مناضلة یمنیة، ولکن فی سبیل قضیة مختلفة. ولیس بحوزتها أی سلاح سوى الأمل بمستقبل أفضل وأکثر أمناً لأطفالها، وهی أم لطفلین وعازمة على أن یواصل طفلاها تعلیمهما على الرغم من القتال الجاری.
وتقول، "کان ولدای یدرسان فی مدرسة خاصة، وکانت الأمور تجری على ما یرام إلى أن اندلع القتال، فقد تعیّن علینا أن نقتطع قدراً کبیراً من إنفاقنا، ولم یعد بوسعی إرسال ولدیّ إلى مدرسة خاصة. لذا ها أنا هنا فی مدرسة حکومیة لتسجیلهما للاتحاق فیها، وهما فی الصف الثانی والصف السابع على التوالی". وکانت هی نفسها قد درست حتى الصف السادس فقط.
ولیست أم أسامة وحیدة فی هذا النضال – فثمة مئات الآلاف من الأهالی القلقین على تعلیم أبنائهم. وتقدّر الیونیسف أنه یوجد حالیاً 350,000 طفل على الأقل غیر قادرین على التوجه إلى المدارس فی جمیع أنحاء البلد، إما لأن المدارس تعرضت لأضرار بسبب القتال الدائر أو أن المقاتلین یحتلونها، أو لأن المرافق المدرسیة تُستخدم کملاجئ لملایین الیمنیین الذین شُردوا عن بیوتهم. هذا إضافة إلى 1.6 ملیون طفل کانوا أصلاً خارج المدارس أثناء العام الدراسی 2015-2016.
وحتى المدرسة التی توجهت أم أسامة لتسجیل أطفالها فیها تعرضت لأضرار بسبب النزاع. فقد تضررت جزئیاً عندما سقطت ثلاث قنابل على أحد أبنیة المدرسة فی العام الماضی. ولحسن الحظ لم یکن الطلاب فی المدرسة فی وقت الانفجار. کما دمرت الغارات الجویة أجزاء من سقف مختبر العلوم، مما جعل بعض الصفوف المدرسیة غیر آمنة للأطفال والمعلمین. ولکن هذا لم یردع هذه الأم الشجاعة عن تسجیل أطفالها فی المدرسة.
وقالت، "بالتأکید أنا خائفة، بل خائفة جداً من أن یتعرض أطفالی لأذى بسبب النزاع، إلا أننی قلقة أکثر بشأن خسارتهم لسنوات حاسمة من تعلیمهم".
عملیات صیانة کبیرة جاریة
أحمد الطاشی هو مهندس إنشائی یعمل مع الیونیسف، وهو مسؤول عن إصلاح المدارس المتضررة فی صنعاء والمحافظات المجاورة. ویقول "لقد ساعدَتْ الیونیسف لغایة الآن فی إصلاح 174 مدرسة فی جمیع أنحاء المدینة کانت بحاجة إما لعملیات صیانة بسیطة، أو لعملیات صیانة کبیرة کما هی الحال فی هذه المدرسة. ونحن نعمل مع مدیریات التعلیم من أجل إتمام عملیات الصیانة قبل موعد عودة الأطفال إلى المدارس".
ثم أشار إلى ثقب کبیر فی السقف ناجم عن غارة جویة، وقال "بالطبع الإصلاحات الکبیرة مثل هذا الذی تراه ستتطلب وقتاً طویلاً".
وأمام مدخل المدرسة، کان یوجد طابور من الأهالی الذین ینتظرون تسجیل أطفالهم فی المدرسة للعام الدراسی الجدید، وکان الطابور یزداد طولاً على نحو بطیء ولکن مستمر. وکان مسؤول الاتصال من أجل التنمیة فی الیونیسف، عبد الخالق زینة، یقف مع المنتظرین ویتحدث إلیهم، ویطمإنهم بقدر ما یستطیع.
وهو یعلم مدى قلقهم ویمکنه أن یتفهم هذا القلق، إذ أنه أب أیضاً، ویقول "کجزء من حملتنا لعودة الأطفال إلى المدارس، فإننا نرید أن یلتحق الأطفال بمدارسهم وألا یخسروا فترة من تعلیمهم، وإلا فإننی أخشى أنه سینشأ جیل من الأطفال الذین خسروا فرصة الحصول على تعلیم".
وعودة إلى مرکز التسجیل، أتمت أم أسامة عملیة تسجیل طفلیها. وهی سعیدة أنهما سیواصلان تعلیمهما، إلا أنها تشعر بقلق شدید على سلامتهما. وعند سؤالها ما إذا کان لدیها رسالة ترید توجیهها إلى العالم، أجابت "أرجو أن تعملوا على نجاة أطفالنا وأن تفکروا بمستقبلهم. نحن بشر فی المقام الأول، ومن واجبنا أن نوفر لأطفالنا بیئة آمنة وصحیة کی یتمکنوا من إتمام تعلیمهم والسعی لتحقیق أحلامهم".
مصدر یونیسف