الأمین العام یدعو إلى جعل منع نشوب النزاعات أولویة رئیسیة

فی أول مشارکة له فی مجلس الأمن بعد تولیه منصبه، قال غوتیریش إن الأمم المتحدة أنشئت لمنع الصراعات وإلزام الجمیع بنظام دولی قائم على القواعد. وذکر أن هذا النظام یتعرض الیوم لخطر جسیم.

"ملایین العالقین فی الأزمات، یتطلعون إلى هذا المجلس لیحافظ على الاستقرار الدولی ولیحمیهم من الضرر، ولکن التکلفة البشریة والاقتصادیة الهائلة للصراعات حول العالم تظهر کیف أن هذا الأمر معقد وصعب. ولکننا نقضی وقتا أطول ونستخدم موارد أکبر فی الاستجابة للأزمات بدلا من منع وقوعها. ویدفع الناس ثمنا باهظا. وتدفعون أنتم، الدول الأعضاء، ثمنا باهظا أیضا. إننا بحاجة إلى نهج جدید."

وأضاف غوتیریش أن إقناع صانعی القرارات على المستویین الوطنی والدولی بضرورة جعل منع نشوب الصراعات أولویة أمر صعب. وذکر أن ذلک قد یعود إلى أن المنع الناجح للنزاع لا یجذب الاهتمام، فلا تنتشر الکامیرات عندما یتم تجنب وقوع أزمة ما.

وقال غوتیریش إن معظم صراعات الیوم هی داخلیة فی الأساس، تغذیها المنافسة على السلطة والموارد وعدم المساواة والتهمیش والإقصاء وسوء الإدارة والمؤسسات الضعفیة والانقسامات الطائفیة.
وشدد على أهمیة الالتزام بإحداث طفرة فی الدبلوماسیة من أجل السلام، والشراکة مع المنظمات الإقلیمیة.

وقال إنه سیطلق مبادرة لتعزیز قدرة الأمم المتحدة فی هذا المجال، داخل المقر الرئیسی وفی المیدان، ولدعم جهود الوساطة الإقلیمیة والوطنیة.

وفیما تترابط أسباب الأزمات بشکل عمیق، تبقى استجابة الأمم المتحدة مجزأة کما قال أنطونیو غوتیریش.

"إن الطبیعة المترابطة لأزمات الیوم تتطلب منا الربط بین جهودنا من أجل السلام والأمن والتنمیة المستدامة وحقوق الإنسان لیس فقط بالکلمات، ولکن بالممارسة. إن أجندة التنمیة المستدامة 2030 وقرارات الجمعیة العامة ومجلس الأمن حول تحقیق السلام المستدام، تظهر الدعم الحکومی الدولی القوی للنهج المتکامل. التحدی الآن یتمثل فی إدخال تغییرات تتناسب مع ذلک، فی ثقافتنا واستراتیجتنا وهیاکلنا وعملیاتنا."

وأکد الأمین العام، الذی تولى منصبه فی الأول من الشهر الحالی، أن الحرب لیست أمرا حتمیا ولکنها خیار للإقصاء والتمییز والتهمیش واللجوء إلى العنف. وقال إن منع وتجنب حدوث الصراعات ممکن، من خلال استعادة الثقة بین الحکومات ومواطنیها وبین الدول الأعضاء.

السلام أیضا لیس أمرا حتمیا، وفقا لغوتیریش، ولکنه نتیجة لقرارات صعبة وعمل شاق وتسویات. وشدد على ضرورة عدم النظر إلى السلام باعتباره أمرا مسلما به، بل یتعین تقدیره ورعایته فی کل الدول وفی جمیع الأوقات.

وشدد أمین عام الأمم المتحدة على ضرورة جعل منع نشوب النزاعات الأولویة الرئیسیة. واختتم غوتیریش کلمته بتجدید ندائه، الذی وجهه للعالم مع بدایة السنة الجدیدة لجعل 2017 عاما للسلام.