بمناسبة الیوم الدولی، الأمم المتحدة تبرز "واجب الرعایة تجاه البیئة فى أوقات السلم...
بمناسبة الیوم الدولی، الأمم المتحدة تبرز "واجب...
تحقیقا لرؤیة أجندة التنمیة المستدامة 2030 التی من شأنها أن تحدث تحولات تفضی إلى إحلال السلام والرخاء وحفظ کرامة جمیع البشر على کوکب ینعم بمقومات الصحة، علینا الاعتراف بأن من واجبنا رعایة البیئة فی أوقات السلم وأثناء الحرب.
هذا ما جاء فی رسالة الأمین العام للأمم المتحدة ، بان کی مون الیوم بمناسبة الیوم الدولی لمنع استغلال البیئة فی الحروب والنزاعات المسلحة والذی یصادف الالسادس من تشرین الثانی/نوفمبر. وقال، "سوء إدارة البیئة والموارد الطبیعیة یمکن أن تسهم فی نشوب النزاعات. ومن الممکن لها أن تؤجج النزاعات القائمة وتوفر التمویل اللازم لها، وأن تزید من خطر الانزلاق فیها من جدید. وفی المقابل، هناک العدید من الأمثلة على فائدة الموارد الطبیعیة کعناصر تحفز على التعاون السلمی وبناء الثقة والحد من الفقر." وأشار إلى أنه فی أعقاب النزاعات العنیفة، کثیرا ما تکون الموارد الطبیعیة، مثل الأراضی والأخشاب والمعادن والنفط والغاز، هی الأصول الرئیسیة التی تحتاجها الحکومات لدعم سبل کسب العیش وتحقیق الانتعاش الاقتصادی. وأوضح قائلا، "یمکن للکیفیة التی تدیر بها الحکومات هذه الموارد أن تحدث تغییرا جذریا فی مسار عملیة بناء السلام بعد انتهاء النزاع. ولهذا، فمن الأهمیة بمکان أن نعمل معا على مکافحة الجرائم البیئیة، وإنهاء الاستغلال غیر القانونی للموارد الطبیعیة، والنهوض بالشفافیة، وتوخی مزید من الإنصاف فی تقاسم الفوائد، والتشجیع على مشارکة المرأة والشعوب الأصلیة والفئات الضعیفة فی عملیة صنع القرار." وقال، "فی ظل اعتماد خطة التنمیة المستدامة لعام 2030 والجهود المتزامنة التی تبذلها جمعیة الأمم المتحدة للبیئة ولجنة القانون الدولی، تتوافر تحت تصرفنا مجموعة من الأدوات الهامة،" وحث الحکومات والمؤسسات التجاریة والمواطنین فی جمیع أنحاء العالم، فی هذا الیوم الدولی، "على إیلاء أولویة لرعایة البیئة وإدارة الموارد الطبیعیة على نحو مستدام، من أجل منع نشوب النزاعات، وبناء السلام، والعمل على تحقیق الازدهار الدائم." ووجد برنامج الأمم المتحدة للبیئة أن ما لا یقل عن أربعین فی المئة من الصراعات الداخلیة خلال السنوات الستین الماضیة کانت مرتبطة بإستغلال الموارد الطبیعیة، سواء کانت موارد ذات قیمة عالیة، مثل الأخشاب والماس والذهب و النفط، أو موارد نادرة مثل الأراضی الخصبة والمیاه. کما تم التوصل أیضاً إلى أن فرص تأجج النزاعات تتضاعف إذا کانت مرتبطة بالموارد الطبیعیة. وعلاوة على ذلک، فی بیان مشترک منفصل، حذر اثنان من کبار مسؤولی الأمم المتحدة أنه فی الأسابیع الأخیرة فی العراق، تم إحراق آبار النفط ، واکتست السماء والتربة باللون الأسود . وأشارا إلى أن حرق مخزونات ثانی أکسید الکبریت فی مرفق صناعی شکل سحابة سامة کبیرة. وقال مدیر برنامج الأمم المتحدة للبیئة إریک سولهایم "من بین 65 ملیون لاجئ فی العالم ضمن ظاهرة لم یسبق لها مثیل، سیروی العدید منهم قصص حول الإبادة البیئیة. حروب اندلعت بسبب الموارد الطبیعیة، ویطول أمدها بسبب الموارد الطبیعیة." نحن نشهد استخدام البیئة کسلاح. یجب أن تؤدی حمایة البیئة دورا بارزا فی استجابتنا للصراع." ویهدف الیوم العالمی لمنع استخدام البیئة فی الحروب والصراعات العسکریة إلى تسلیط الضوء على هذه الروابط واتخاذ إجراءات سریعة. وقال ستیفن أوبراین، وکیل الأمین العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانیة ومنسق الإغاثة فی حالات الطوارئ "تضررت الأسر الفارة من الموصل لسنوات من العیش تحت سیطرة تنظیم داعش والعملیة العسکریة الجاریة الآن، مما یجعلها فی حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانیة والحمایة. الغیوم والأبخرة السامة الخانقة الناتجة عن احتراق آبار النفط والمنشآت الصناعیة تفاقم من محنتهم. حمایة البیئة أثناء النزاعات أمر بالغ الأهمیة لحمایة صحة الإنسان وأیضا قدرة المجتمعات والدول على التعافی بعد الأزمات".