“فی یوم حقوق الإنسان، دعونا نجدد التزامنا بضمان الحریات الأساسیة وحمایة حقوق الإنسان...
“فی یوم حقوق الإنسان، دعونا نجدد التزامنا بضمان...
ما لم تحظ هذه الحقوق بمعنى فی تلک الأماکن، فإن معناها سیکون أقل شأناً فی أی مکان آخر. وما لم تتضافر جهود المواطنین لصونها حتى تکون لصیقة بالوطن، فإنه من غیر المجدی أن نتطلع إلى تعمیمها فی العالم..
إلیانور روزفلت
فی عام 1948، شکل إعتماد الإعلان العالمی لحقوق الإنسان علامة فارقة فی تاریخ حقوق الإنسان. وللمرة الأولى، تم وضع حقوق الإنسان الأساسیة للجمیع، لتکون محمیة عالمیا. والیوم، وبعد مرور 68 عاما، لا یزال هذا الإعلان ذات صلة أکثر من أی وقت مضى.
یحتفل بیوم حقوق الإنسان فی 10 کانون الأول/دیسمبر من کل عام. ویرمز هذا الیوم للیوم الذی اعتمدت فیه الجمعیة العامة فی عام 1948 الإعلان العالمی لحقوق الإنسان. وفی عام 1950، اعتمدت الجمعیة العامة القرار 423 (د - 5) الذی دعت فیه جمیع الدول والمنظمات المعنیة للاحتفال بـ10 کانون الأول/دیسمبر سنویا بوصفه یوم حقوق الإنسان.
یدعو الیوم العالمی لحقوق الإنسان هذا العام الجمیع إلى الدفاع عن حقوق إنسان ما! إن مسؤولیة إحترام حقوق الإنسان تقع على عاتق حمیع الناس. ویجب على کل الانسان القیام بعمل ما.
قم بخطوة إلى الأمام ودافع عن حقوق أحد اللاجئین أو المهاجرین، أو أحد الأشخاص ذوی الإعاقة، أو أحد الأشخاص المثلیین، أو إمرأة، أو احد الأشخاص من السکان الأصلیین، أو أحد الأطفال، أو أحد الأسخاص من أصل أفریقی، أو أی شخص آخر یعانی من خطر التمییز أو العنف .
یجب أن نؤکد من جدید على أهمیة إنسانیتنا المشترکة. یمکننا أن نحدث فرقا حقیقیا أینما تواجدنا، سواء فی الشارع، أو فی المدرسة، أو فی أماکن العمل، أو فی وسائل النقل العام، أو فی صنادیق الاقتراع، ووسائل الإعلام الاجتماعیة.
إن الوقت المناسب هو الآن. "نحن الشعوب" یمکن أن نتخذ موقفا للحقوق. ، یمکننا ومعا أن نتخذ موقفا للبشریة جمعاء.
إنه یبدأ مع کل شخص منا. لذا قم بخطوة إلى الأمام ودافع عن حقوق شخص لاجئ أو مهاجر، أو أحد الأشخاص من ذوی الإعاقة، أو أحد الأشخاص من المثلیین، أو لحق إمرأة، أو طفل، أو لحقوق الشعوب الأصلیة، أو أقلیة، أو أی شخص آخر یعانی من التمییز أو العنف.
ینتاب الخوف العدید منا حول المسار الذی یتجه نحوه العالم. فالحرکات المتطرفة تعرِّض الناس لعنفٍ رهیب، فیما تغادر أسر منازلها قسراً بفعل الصراعات والحرمان، ویجعل التغیر المناخی آفاقنا سوداویة – وفی کل صقع من أصقاع الأرض، یبدو أن حالات الجزع تزداد عمقاً. إن القیم الإنسانیة تتعرَّض للانتهاک، ونشعر أننا مغلوبون على أمرنا – غیر واثقین ماذا نفعل أو إلى أین نتجه.
تتغذى مخاوفنا هذه جراء رسائل قوامها التعصب والعدائیة. هذه الرسائل ینشرها أشخاص یسعون إلى النفوذ ویحرِّفون المنطق ویطلقون الوعود المغلوطة ویؤلفون الأکاذیب صراحة. وتدعو قصصهم إلى الأنانیة والتفرقة – وهذا ما یمثل تشویهاً ویعطی نظرة ضیقة عن العالم. ورویداً رویداً، نلاحظ أن هذا المد والجزر السام من الکراهیة یتنامى من حولنا، فی حین أن المبادىء العمیقة والحیویة التی من شأنها أن تصون المجتمعات السلمیة أصبحت عرضة للزوال.
علینا أن نصوِّب المسار – ونحن قادرون على فعل ذلک. وثمة طریقة أخرى، وهی تبدأ بأن نتخذ جمیعنا خطوات عملیة لإعادة التأکید على إنسانیتنا المشترکة.
یجب علی العالم ان یؤید اعتماد حلول عملیة لمواجهة الخوف والظلم، بما یجعل الحکومات تحمی حقوق کل المواطنین بناءً على ما یتوافق مع القانون الدولی. و یجب ان یراقب سیاساتها وننبهها فی حال ارتکبت أی تقصیر. و نحن یجب علینا ان نسعى إلى مساندة قدر أکبر قدر من الحریات والاحترام والتعاطف.
یجب ان نساعد حتى نکسر النماذج السامة لعالم یعتریه الخوف حتى نرسو على مستقبل أکثر سلاماً واستدامة.
فلا یجب أن نقف مکتوفی الأیدی، فی حین یحرِّک الحاقدون أمواج العدائیة ما بین المجتمعات – نستطیع أن نبنی الجسور. أینما تواجدنا، نستطیع أن نخلق فارقاً حقیقیاً. أکان ذلک فی الشارع، فی المدرسة، فی العمل، فی النقل العام، فی صنادیق الاقتراع، عبر مواقع التواصل الاجتماعی، فی المنزل وفی الملاعب الریاضیة.
أینما تواجد التمییز العنصری، فإن بمقدورنا أن نخطو خطوة إلى الأمام من أجل حمایة حق أحد الأشخاص للعیش بحریة بعیداً عن الخوف والانتهاک.
نستطیع أن نرفع أصواتنا دفاعاً عن قیم لائقة، مثلما نستطیع أیضاً أن نضم أیدینا بید الآخرین للدعوة من أجل قیادة وقوانین أفضل وتعزیز احترام الکرامة الإنسانیة.
اللآن هو الوقت الأنسب. «فنحن الشعوب» بمقدورنا أن نتضامن من أجل الحقوق.
وفی رسالته بمناسبة یوم حقوق الإنسان، الذی یصادف العاشر من دیسمبر، أشار السید بان إلى أنه وفی وقت تتکاثر فیه النزاعات وتتزاید فیه الاحتیاجات الإنسانیة ویزدهر فیه خطاب الکراهیة، یأتی الإعلان العالمی لحقوق الإنسان لیذکّر بأن الاعتراف ”بالحقوق المتساویة الثابتة لجمیع أعضاء الأسرة البشریة هو أساس الحریة والعدل والسلام فی العالم“.
وأشار بان کی مون إلى أن التمسک بحقوق الإنسان هو فی مصلحة الجمیع، واحترام حقوق الإنسان یساهم فی تحسین رفاه کل فرد، وفی تحقیق الاستقرار لکل مجتمع، وبث الوئام فی عالمنا المترابط.
وفی هذه المناسبة، قال زید رعد الحسین، المفوض السامی لحقوق الإنسان، إن الضغوط غیر المسبوقة على المعاییر الدولیة لحقوق الإنسان تهدد بانهیار مجموعة فریدة من الحمایة وضعت بعد الحرب العالمیة الثانیة.
وقال زید الحسین "لقد کانت 2016 سنة کارثیة لحقوق الإنسان فی جمیع أنحاء العالم، وإذا استمر تراجع نظام حقوق الإنسان وسیادة القانون الذی وضع بعنایة فی اکتساب الزخم، سیعانی الجمیع فی نهایة المطاف".
وأضاف " الکثیر منا قلق إزاء مسار العالم. الحرکات المتطرفة تخضع الناس لعنف مروع. الصراعات والحرمان یقتلعان الأسر من منازلهم. تغیر المناخ یهدد بتعتیم آفاقنا. التمییز، والفوارق الاقتصادیة والرغبة الجامحة للکسب أو الحفاظ على السلطة بأی ثمن هی الدوافع الرئیسیة للأزمات الحالیة السیاسیة وحقوق الإنسان. القیم الإنسانیة تتعرض للهجوم - والکثیر من الناس ینتابهم الشعور بالقهر والارتباک، غیر متأکدین مما یجب القیام به أو إلى أین یتجهون."
ودعا المفوض السامی المجتمع الدولی إلى الدفاع عن النظام الذی تم تصمیمه خصیصا لجعل العالم مکانا أفضل للجمیع.
وأکد السید زید على أن الوقت قد حان لتغییر المسار، معلنا عن إطلاق حملة "الدفاع عن حقوق شخص ما الیوم." وقال، "کل امرأة، کل رجل، کل طفل لدیه القدرة لمناصرة الاحترام والتسامح والحد من العنف والکراهیة التی تهدد عالمنا. لا یمکننا أن نقف مکتوفی الأیدی أما مشاهد بناء مروجی الکراهیة جدران العداء والکراهیة بین المجتمعات - یمکننا بناء الجسور یمکن أن نحدث فرقا، ولیس فقط من خلال فهم حقوقنا، ولکن من خلال مساعدة الآخرین."