الأمم المتحدة: عملیة الإجلاء من حلب اکتملت لکن الوضع فی سوریا مازال کارثیا
الأمم المتحدة: عملیة الإجلاء من حلب اکتملت لکن...
قال جون غینغ مدیر العملیات بمکتب الأمم المتحدة لتنسیق الشؤون الإنسانیة إن عملیة الإجلاء من شرق حلب قد انتهت، ولکن الوضع فی سوریا مازال کارثیا حیث یحتاج (13.5 ملیون) ثلاثة عشر ملیونا وخمسمئة ألف شخص إلى المساعدات الإنسانیة، من بینهم نحو تسعة ملایین یعانون من الجوع.
وفی کلمته فی جلسة مجلس الأمن الدولی التی تناولت الوضع فی سوریا، قال غینغ:
"شهد عام 2016 معاناة مروعة وفقدانا لأرواح الکثیرین، فی صراع اتسم بالانعدام المتزاید للإنسانیة ضد السکان المدنیین. الهجمات ضد البنیة الأساسیة المدنیة، بما فی ذلک المدارس والمنشآت الطبیة ومستوطنات المشردین داخلیا والأسواق العامة، دمرت المنشآت التی یعتمد علیها السوریون للحصول على الغذاء والمأوى والتعلیم والرعایة الطبیة."
وتحدث غینغ عن الوضع فی مدینة حلب والتدمیر شبه الکامل لأجزاء کبیرة من المدینة وتعرض المدنیین لفظائع لا یمکن وصفها. وأشار إلى ترحیب الأمم المتحدة بصدور قرار مجلس الأمن رقم 2328 هذا الأسبوع، أملا فی توفیر الحمایة والمساعدة للمدنیین.
"لدور الأمم المتحدة فی حلب ودعم الإجلاء من المدینة أربعة عناصر رئیسیة هی: أولا مراقبة الإجلاء، ثانیا: دعم من تم إجلاؤهم بمجرد مغادرتهم، ثالثا: السعی للوصول إلى المناطق التی أعیدت السیطرة علیها فی شرق حلب لتقدیم المساعدة لمن تبقوا فیها، رابعا: تقدیم الدعم الإنسانی المتواصل للمحتاجین فی المناطق الأخرى من المدینة. إجمالا، تم إجلاء 35 ألف شخص بمن فیهم عشرون ألفا منذ اعتماد القرار 2328، شمل ذلک مدنیین ومقاتلین وأسرهم. وخضع نحو 435 شخصا للإجلاء الطبی باستخدام سیارات الإسعاف وفقا لمنظمة الصحة العالمیة."
وأضاف أن عملیة الإجلاء کانت معقدة للغایة، واصطدمت بالإحباط فی کثیر من الأحیان بسبب المفاوضات بین الأطراف المعنیة التی کانت تضع شروط عملیة الإجلاء، بما فی ذلک الإصرار على الإجلاء المتزامن من شرق حلب وبلدتی کفرایا والفوعة.
وبمجرد إجلائهم من المناطق المحاصرة، ترک اختیار المقصد للمدنیین. واختار غالبیتهم التوجه إلى مناطق خاضعة لجماعات مسلحة غیر تابعة للدولة. وقد أنشئ مرکزان للاستقبال فی أتارب فی حلب، وسرمده فی إدلب.
وقال جون غینغ إن عام 2016 ینتهی فیما تشتد الاحتیاجات للمساعدات الإنسانیة والحمایة فی سوریا، فی ظل استمرار القتال بأنحاء البلاد.
وعلى الرغم من التحدیات، ذکر غینغ أن الأمم المتحدة واللجنة الدولیة للصلیب الأحمر ولجنة الهلال الأحمر العربی السوری والشرکاء الآخرین، یواصلون من خلال الجهود البطولیة لموظفیهم على الأرض محاولة الوصول إلى کل سوری محتاج.
ولکنه قال إن الجمیع یقصر، بدون عذر، فی الوفاء بمسؤولیته لدعم المدنیین. ودعا الدول الأعضاء فی مجلس الأمن الدولی وأطراف الصراع وحلفاءها إلى مضاعفة الجهود لإنهاء النزاع، وتقدیم الدعم الفعال للعمل الإنسانی لمساعدة الضحایا الأبریاء.
وجدد غینغ التأکید على عدم وجود حل إنسانی لهذه الأزمة، مرحبا بإعلان المبعوث الدولی لسوریا ستیفان دی مستورا استئناف المحادثات السیاسیة فی شهر فبرایر شباط.
وفیما یواصل عدد القتلى والمشردین والمتضررین فی الارتفاع مع نهایة عام 2016، قال غینغ إن تغیر الوضع فی عام 2017 سیتطلب التزاما سیاسیا جدیدا.