داعش أصبح فی وضع دفاعی ولکنه ما زال یمثل تهدیدا للسلم والأمن فی العالم
داعش أصبح فی وضع دفاعی ولکنه ما زال یمثل تهدیدا...
جاء ذلک فی جلسة عقدها مجلس الأمن الدولی واستمع خلالها إلى إفادة من فیلتمان حول تقریر الأمین العام بشأن تهدید تنظیم داعش للسلم والأمن الدولیین.
"یتکیف تنظیم داعش بعدة طرق مع الضغط العسکری، فیلجأ بشکل متزاید إلى الأسالیب السریة للاتصال والتجنید بما فی ذلک من خلال (شبکة الإنترنت المظللة) والتشفیر. والأکثر من ذلک، وسّع التنظیم منطقة هجماته لتصل إلى دول مجاورة للعراق وسوریا، فیما یواصل تشجیع أتباعه فی مناطق أبعد على ارتکاب الهجمات. وفی نفس الوقت یزید المقاتلون الإرهابیون الأجانب الذین یغادرون العراق وسوریا من تهدید الإرهاب فی بلدانهم الأصلیة."
وتعتمد الجماعة، بشکل رئیسی، فی دخلها على الابتزاز واستغلال الموارد الهیدروکربونیة على الرغم من تقلص هذه الموارد. وذکر فیلتمان أن الدول الأعضاء تشعر بالقلق من أن یحاول تنظیم داعش توسیع مصادر دخله، بما فی ذلک عن طریق أعمال الاختطاف للحصول على الفدیة وزیادة اعتماده على التبرعات.
ورکزت التقاریر السابقة للأمین العام بشأن تهدید داعش على منطقة جنوب شرق آسیا والیمن وشرق أفریقیا ولیبیا وأفغانستان.
ویرکز هذا التقریر الرابع على أوروبا وشمال وغرب أفریقیا.
ومنذ إعلان تنظیم داعش فی عام 2014، نیته لمهاجمة أوروبا ارتکب التنظیم عددا من الهجمات فی المنطقة بعضها بإدارة وتیسیر من أعضاء داعش والبعض الآخر بمساعدة وتوجیه من أفراد الجماعة أو بتحریض عبر دعایتها.
وفیما تمکنت العملیات العسکریة فی لیبیا من إبعاد داعش عن معقله فی سرت، إلا أن تهدید الجماعة للیبیا والدول المجاورة ما زال قائما. وقد انتقل مقاتلو داعش، الذین یتراوح عددهم بین عدة مئات وثلاثة آلاف، إلى مناطق أخرى فی لیبیا.
وفی هذا السیاق قال فیلتمان:"زاد تنظیم داعش من وجوده فی غرب أفریقیا والمغرب، رغم أن الجماعة لا تسیطر على جزء کبیر من الأراضی فی المنطقة. إن ما أفید عن إعلان الولاء لداعش من قبل فصیل (المرابطون) بقیادة الحبیب ولد علی قد یرفع مستوى التهدید."
وتحاول جماعة بوکو حرام الموالیة لداعش توسیع نطاق نفوذها وارتکاب أعمال إرهابیة خارج نیجیریا. وتمثل الجماعة تهدیدا خطیرا إذ یتبعها عدة آلاف من المقاتلین.
إلا أن الجماعة، کما قال فیلتمان، تواجه صعوبات مالیة وصراعا داخلیا على السلطة مما أدى إلى انشقاقها إلى فصیلین.
ویفصل تقریر الأمین العام بعض التدابیر التی اتخذتها الدول الأعضاء، من خلال مجلس الأمن والجمعیة العامة، وأشار إلى التعاون الدولی وتبادل المعلومات بین الدول. وتطرق أیضا إلى الخطوات التی اتخذتها الأمم المتحدة لدعم الدول الأعضاء فی مواجهة تنظیم داعش.
وفی ختام إحاطته شدد جیفری فیلتمان على ضرورة فعل المزید فیما تواجه الدول الأعضاء تحدیات کبیرة لضمان التعاون الدولی الفعال.
"تحسین استجابتنا أمر مهم للتصدی للإرهاب العابر للدول، فیما یوسع تنظیم داعش منطقة هجماته ویغادر المقاتلون الإرهابیون الأجانب سوریا والعراق. وعلى الرغم من أن الکثیرین من المقاتلین الإرهابیین الأجانب یبقون فی منطقة الصراع، إلا أن من یعودون أو یغادرون مناطق الصراعات یمکن أن یمثلوا خطرا جسیما على دولهم الأصلیة أو الدول التی یتوجهون إلیها أو یمرون عبرها مثل البلدان المجاورة للعراق وسوریا ودول المغرب."
وحذر الأمین العام فی تقریره من أن الإرهاب یفاقم الصراعات. وشدد وکیل الأمین العام للشؤون السیاسیة فی إحاطته على ضرورة تکثیف جهود منع نشوب الصراعات وحلها، وقال إن نشر السلام والأمن والتنمیة وحقوق الإنسان، سیحرم الإرهاب بشکل فعال من الأوکسجین الذی یحتاجه للبقاء والاستمرار.