دارین طاطور: قصیدة إلى المقاومة الفلسطینیة
دارین طاطور: قصیدة إلى المقاومة الفلسطینیة
کانت دارین طاطور شاعرة غیر معروفة کثیراً قبل اعتقالها بتاریخ 11 تشرین الأول 2015. وکانت الفلسطینیة التی تبلغ من العمر 33 عاماً مواطنة فی إسرائیل وتکتب الشعر فی غموض نسبی منذ طفولتها. کانت تعیش قبل اعتقالها حیاة هادئة مع والدیها فی قریة الرینة بالناصرة.
قبل بضع سنوات، بدأت طاطور تنشر شعرها عبر مدونتها والیوتیوب والفیسبوک. وکانت تنشر صور الضحایا الفلسطینیین جراء العنف الاسرائیلی، وصوراً للاحتجاج والحیاة الیومیة فی ظل الاحتلال، وتسجل علیها صوتها وهی تقرأ الشعر.
وتتمحور کتابات طاطور حول الخسارة، والمقاومة، والحب، والمعاناة الوطنیة. وقالت طاطور بأنه قبل محنتها مع المحاکم الإسرائیلیة، کانت الاعجابات بمنشوراتها ومقاطع الفیدیو التی تنشرها لا تتعدى 20-30 اعجاباً لکل منشور. حیث قالت طاطور لموندویس: "لم یکن لدی أی فکرة بأن الکتابة یمکن أن تغیر أی شیء. کنت اکتب فقط لاعبر عن نفسی".
فی شهر تشرین الأول من عام 2015، أدى العنف فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة وإسرائیل إلى مقتل 199 فلسطینیاً و 28 إسرائیلیا. وووجدت طاطور بأنه لیس هناک حاجة بان تکون شخصیة أدبیة مرموقة لتغضب الحکومة الإسرائیلیة بشعرها. وکانت کلماتها هامة – بغض النظر عن اساءة ترجمتها بشکل کبیر فی المحکمة.
کانت طاطور شاهدة على عملیات القتل الخارجة عن نطاق القضاء بحق الشباب الفلسطینیین حولها، وعبرت عن غضبها وحزنها تجاه ذلک عبر وسائل الإعلام الاجتماعیة. ونشرت قصیدة على موقع یوتیوب بعنوان "قاوم یا شعبی، قاومهم". وأصبحت هذه القصیدة التی لم تتعدى 113 مشاهدة وقت اعتقالها نقطة محوریة لقضیة ضدها.
وفقا لعدالة-نیویورک، وهی منظمة مقرها نیویورک تناضل من أجل مقاطعة اسرائیل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات علیها، فقد اعتقلت القوات الاسرائیلیة خلال العام الماضی، وخاصة منذ تشرین الأول عام 2015 أکثر من 400 فلسطینی بسبب نشاطهم على وسائل الاعلام الاجتماعیة، وکانت طاطور من بینهم.
بعد اعتقالها الذی تم قبل الفجر ودون مذکرة تفتیش أو توقیف، أمضت الشاعرة الأشهر الثلاثة الأولى من الاعتقال بالانتقال من سجن إلى آخر. ولم تکن تعلم هی وعائلتها طبیعة التهم الموجهة إلیها خلال أول 20 یوما من اعتقالها. وکانت محتجزة بتهمة "التحریض على العنف" بسبب المنشورین على الفیسبوک ویوتیوب المذکورین سابقا. وتواجه طاطور السجن لمدة تصل إلى ثمانی سنوات إذا أدینت بجمیع التهم الموجهة إلیها.
وبتاریخ 14 کانون الثانی 2017، أطلق سراح تاتور لتکون تحت الاقامة الجبریة لغایة موعد محاکمتها التی بدأت فی آذار.
ومن شروط الإقامة الجبریة، یحظر على تاتور الدخول إلى الإنترنت، ویجب علیها ارتداء سوار إلکترونی على کاحلها. وحتى أیار 2017 عندما تم تخفیف شروط الإقامة الجبریة، کان علیها أن تبقى فی الداخل فی جمیع الأوقات. ویمکنها الآن مغادرة منزلها بین الساعة 9 صباحا و 7 مساء، بشرط أن یرافقها متطوعون "أوصیاء" والأصدقاء والأقارب الذین توافق علیهم المحکمة.
وبدلا من السماح لها بالذهاب إلى منزل والدیها فی الرینة، کان على عائلتها استئجار شقة بالقرب من تل ابیب وبعیدة عن قریتهم. کما اضطر اخاها وزوجته لترک وظائفهما ومنزلهما فی الرینة والانتقال معها کحراس متطوعین.
وأثناء جلسة الاستماع النهائیة لقضیة الادعاء بتاریخ تموز 2016، تم الاتفاق على السماح لتاتور بقضاء اقامتها الجبریة فی مع عائلتها فی الرینة مع عائلتها.
اعتقال طاطور ومحاکمتها کانت تجربة عاطفیة لها ولعائلتها، إلا أنها أصبحت معروفة عل المستوى الدولی. حیث قام أکثر من 300 من الکتاب والشعراء والمترجمین والمحررین والفنانین والمفکرین المشهورین، من ألیس ووکر وریتشارد فولک إلى نعومی کلاین وجاکلین وودسون، بالانضمام معا للمطالبة بالإفراج الفوری عنها. کما تبنت مؤسسة بن الدولیة قضیتها أیضاً.
لم تنجح الحکومة الإسرائیلیة باسکاتها أو تثبیطها، على العکس من ذلک قد قضت طاطور ساعات طویلة خلال الإقامة الجبریة لکتابة مجموعة جدیدة من القصائد التی تدور حول هذه التجارب، وذلک وفقاً لموقع موندوویس.
بدأ الدفاع فی محاکمة طاطور بتاریخ 6 أیلول 2016. وکان من المقرر أن تدلی بشهادتها فی المحکمة فی ذلک الیوم، ولکن تم تأجیل شهادتها إلى 9 تشرین الثانی، وأدلت بشهادتها واعترفت بنشر القصیدة. ورکزت المحاکمة منذ ذلک الحین على قضیة ترجمة الشرطة للقصیدة إلى العبریة بالمقارنة مع ترجمة الخبراء. وعقدت آخر جلسة استماع بتاریخ 27 نیسان. ولم یحدد موعد لوقت صدور الحکم. ولا تزال قید الإقامة الجبریة.