العودة الى المدرسة بعد القتال فی نزاع الیمن
العودة الى المدرسة بعد القتال فی نزاع الیمن
فی شهر مایو/أیار 2015 ومع تصاعد أعمال العنف فی الیمن، تم تجنید أحمد ذو السادسة عشر لیقاتل مع أحد أطراف النزاع. وبعد شهور من وجوده على الخطوط الأمامیة للمعرکة، استطاع الهرب والعودة الى المنزل. والآن یستکمل دراسته ویعمل بجهد لیستطیع تعویض ما فاته من الدراسة.
عدن، الیمن، 20 یولیو/تموز 2016 – کان الصمت والظلام یخیمان على الغرفة حیث کان أحمد* ذو الستة عشر عاما یقرأ کتبه فی ماعدا ضوء خافت من مصباح تتم إعادة شحنه فی الرکن. فمنذ ان غاصت الیمن فی نزاع وحشی فی مارس/أذار 2015، تأثرت الکهرباء بشکل کبیر فی جمیع أنحاء البلاد بما فی ذلک منطقة کریتر جنوب محافظة عدن حیث یسکن أحمد.
جلس أحمد بهدوء، منحنیا على کتبه. کان یدرس استعدادا لاختبارات نهایة العام. وأحضرت أمه المصباح الذی یعاد شحنة لیساعده فی اللحاق بما فاته من الدراسة خلال النزاع. وقال أحمد بأنه مُصر على أن یتم تعلیمه.
لم یهدد النزاع التعلیم فقط، ولکنه هدد حیاته. یقول أحمد، فی مایو/أیار 2015، وعندما اشتد النزاع فی عدن، طرقت مجموعة من الشباب بابه فی أحد اللیالی. وعندما قام بفتح الباب، ألقوا الیه مسدسا وأخبروه أن یتصرف کرجل ویتبعهم. وشعر بالغضب والحیرة، لکن لم یکن لدیه خیار أخر، فقد کان معدوم القوى فی تلک اللحظة. وبدلا من أن یکون فی المدرسة، وجد نفسه یتفادى الرصاص کمقاتل فی حرب لیست من صنعه.
والى الأن، لا یستطیع أحمد أن یتذکر – أو بالأحرى لا یرید أن یتذکر – الأحداث الفظیعة التی شهدها عندما کان یقاتل. أصوات الأسلحة الثقیلة، والرصاص المتطایر حوله والرحلات الطویلة التی قام بها وهو جائع هی بعض من التجارب الفظیعة التی یذکرها على مضض.
العودة الى المدرسة
طوال ذلک الوقت، لم یتخلى أحمد عن حلمه بأن یعود الى الحیاة الطبیعیة والى المدرسة. وفی دیسمبر/کانون الأول من العام الماضی، تسلل من معسکر الجیش وعاد الى أسرته. وخلال رحلة عودته الى المنزل، تذکر رؤیة أولاد صغار مازالوا مع المقاتلین.d
أطفال المدارس فی مدرسة منصورة فی عدن، بعد سبعة أشهر من إعادة فتحها بعد إغلاقها بسبب النزاع.
"مررت بنقاط تفتیش أمنیة یدیرها أولاد نحیلون ممن هم فی عمری أو أصغر. وجمیعهم یحملون أسلحة أثقل من أجسامهم"، ویضیف "کنت أستطیع رؤیة الخوف فی أعینهم، وأعرف جیدا ماذا یعنی الخوف، وکیف هو الاحساس به."
ولقد سانده والداه، ورحبا بعودته الى المنزل بأذرع مفتوحة وهما یساعدانه فی دراسته.
تقول والدة أحمد أنه فی الفترة التی تم تجنیده فیها إجباریا والفترة التی قضاها بعیدًا، کانت تبکی وتُصلی من أجل عودته. والآن وقد عاد الى المنزل، ستقوم بعمل أی شیء من أجل أن یکمل تعلیمه وأن یحقق أحلامه.
قام أحمد بفخر باطلاعنا على درجاته السابقة، والتی أظهرت بأن اداءه فی المدرسة جید الى الان. وأکد أحد مُدرسیه أیضا، والذی عرف بنفسه باسم السید عادل، بأن أداءه فی الصف جید جدا، وبأنه فخور بعودته للمدرسة ووصفه بأنه " طالب مؤدب ویعمل بجد".
والآن وقد استقر فی منزله لا یستطیع أحمد أن یتخیل العودة "یجب أن نقول لا للحرب"، ویضیف "یکفی ما حدث".
منذ تصاعد النزاع فی الیمن فی مارس 2015، سجلت الأمم المتحدة وتحققت من أکثر من 1000 طفل تم تجنیدهم من قبل أطراف النزاع. وتعمل الیونیسیف مع وزارة التعلیم لإعادة تأهیل المدارس وتقدیم مواد التعلم والتدریس فی أنحاء البلاد حتى یستطیع الأطفال أن یواصلوا ویستکملوا تعلیمهم.