شباب غزة یواجهون مزیدا من الفقر والبطالة فی یومهم العالمی
شباب غزة یواجهون مزیدا من الفقر والبطالة فی...
قبل أربعة أعوام، تسلّم الشاب عمّار واکد، بفرحة عارمة، شهادته الجامعیة على منصة التخرج فی إحدى الجامعات الفلسطینیة فی قطاع غزة.
لکن منذ ذلک الحین، لم تتح الفرصة أمام الشاب الذی یبلغ من العمر (28 عامًا)، للعمل فی مجال التدریس الذی تعلمه فی الجامعة، وأن یقف أمام طلبة المرحلة الابتدائیة، یشرح لهم دروسهم المدرسیة.
ولم یدخر واکد جهدًا، کما یقول لمراسلة الأناضول، فی البحث عن عمل، وتقدیم أوراقه وشهادته، فی کل مرة تفتح فیها وکالة غوث وتشغیل اللاجئین الفلسطینیین «أونروا»، أو غیرها من الجهات، الباب لتوظیف مدرسین جدد.
ویتابع سرد حکایت :«لقد استغرقت کثیرًا من الوقت بعد تخرجی، لأجد وظیفة، ولم أجد، وها أنا أقضی جلّ وقتی جالسًا أمام البیت».
وصادف أمس «الیوم الدولی للشباب»، کما أقرت الجمعیة العامة للأمم المتحدة ذلک، فی عام 1999.
لکن أوضاع الشباب، فی قطاع غزة، لا تزال صعبة للغایة، حیث تُخرّج مؤسسات التعلیم العالی الفلسطینیة سنویا حوالی 30 ألف طالب وطالبة، وتبلغ نسبة العاملین منهم 25%، والعاطلین عن العمل 75%، وفق إحصائیات نشرها مرکز الإحصاء الفلسطینی (حکومی) مطلع العام الجاری.
وتبدو فرحة الحصول على معدل جید فی الثانویة العامة، للفتاة سُندس علی، قد تبددت بشکل نهائی، بعد أن أخبرها والدها بأنه لم یتمکن حتى اللحظة من توفیر رسوم الدراسة الجامعیة لها. وبصوت یشوبه الغضب، تقول علی (17 عامًا): « ألا نستحق الحیاة؟ لقد کنت أحلم بأن أکون مصممة إعلانات وأدرس الغرافیک، أظن أننی لن أتمکن من تحقیق حلمی».
ولا یلوح فی الأفق أی أمل للشابة علی، فوالدها لن یلجأ للاستدانة من أحد، لأن علیه دیونًا متراکمة، ولم یعد أحد یقرض أحدًا فی هذا الوقت، بسبب تردی الظروف المعیشیة حسب قولها.
وفقد والد علی عمله فی البناء، فی ظل شح «الاسمنت» فی أسواق قطاع غزة، عقب فرض الحصار الإسرائیلی، قبل نحو ثمانی سنوات، وتوقف حرکة الإعمار بشکل ملحوظ.
ویعانی القطاع من نقص حاد فی مواد البناء، التی تقیّد إسرائیل إدخالها منذ 8 سنوات، إذ تسمح بإدخال کمیات «محدودة» من «الإسمنت» عبر معبر کرم أبو سالم (المنفذ التجاری الوحید للقطاع)، لا تکفی لإعمار ما خلفته الحرب الأخیرة من دمار، وتلبیة احتیاجات قرابة ملیونی مواطن. ورغم أنه شارف على الثلاثین، ما زال الشاب عُدی عدس عازبًا ولا یستطیع البحث عن شریکة حیاته، فهو لا یملک من تکالیف الزواج التی قد تتجاوز الـ 25 ألف دولار، أی مبلغ.
وهو یشعر بالحیرة والحزن الضغط، وهو یفکر دومًا بالطریقة التی سیوفر بها مهر العروس على الأقل، فهو یعمل بائع خضار على عربة متجولة، ویظن أنه لن یجنی المال الکافی لزواجه، إلا بعد 8 سنوات أخرى.
ویقول عدس «ما أحصل علیه من مال، لقاء بیع الخضراوات، یوفر أقل من الحد الأدنى لاحتیاجات عائلتی المکونة من 7 أفراد، أنا أکبرهم». وأضاف:» حتى وإن تمکّنت من الزواج، فأین سأسکن، منزلنا ضیق جدًا». ویشـعر عدس بالاستیاء من أوضاع الحیاة والشباب فی غزة، ویتساءل دومًا متى «سیتنفس الفلسطینیون الحیاة الکریمة، وتتوفر احتیاجاتهم ومتطلباتهم».
یتدخل شقیقه محمود (19 عامًا) ویقول:» الحیاة هان (هنا) مش (لیست) حیاة، تعبنا نفسیًا، وبالکاد بنلاقی (نجد) طـعامنا». ووفقا لتقاریر أعدتها مؤسسات دولیة، فإن نسبة کبیرة من سکان غزة باتت تعتمد، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولیة من أجل العیش.
وحسب إحصائیة صادرة عن الجهاز المرکزی للإحصاء الفلسطینی، أول من أمس الخمیس، فإن 3 أفراد من کل 10 فی المجتمع الفلسطینی هم من الشباب.
ووفق الإحصائیة فإن نسبة الشباب فی فلسطین للفئة العمریة من (15-29) سنة، بلغت 30% من إجمالی السکان، یتوزعون بواقع 37% للفئة العمریة (15-19) سنة، و63% للفئة (20-29 سنة.
وأشارت الإحصائیة إلى أن 4 شباب من بین کل 10 شباب فی فلسطین، عاطلون عن العمل، مع الإشارة إلى أن عدد سکان فلسطین یبلغ 4.82 ملـیون نسمة.
وقال التـقریر السنوی، الصادر عن منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمیة «الأونکتاد»، مطـلع تشرین الأول/ أکتوبر 2015، إن غزة قد تصبح منطقة غیر صالحة للسکن بحـلول عام 2020، خـاصة مع تواـصل الأوضاع والتـطورات الاقتـصادیة الحـالیة فی التراجع.