الأمم المتحدة: عدم إیلاء الأهمیة اللازمة للأزمة الإنسانیة فی لیبیا یساهم فی تفاقم...
الأمم المتحدة: عدم إیلاء الأهمیة اللازمة للأزمة...
وقال "هم محرومون من الأدویة واللقاحات ویعانون من خدمات متردیة فی المستشفیات. کما یوجد حوالی 300 ألف طفل غیر منتظم بالتعلیم وما یقارب 350 ألف لیبی نازح فی البلاد. ولا یجب أن ننسى الوضع المقلق للغایة لما یزید على 270 ألف مهاجر عالقین فی لیبیا فی محاولتهم الهرب من الأوضاع المزریة فی بلادهم، ومحنة آلاف المحتجزین فی ظروف غیر إنسانیة فی مراکز الاحتجاز."
وأثنى على التضحیات المتفانیة للعاملین فی المجال الإنسانی فی لیبیا.
وأضاف قائلاً "إن الاحتیاجات الإنسانیة التی أوجدتها الأزمة فی لیبیا هی احتیاجات مهولة ویجب أن یکون هذا بمثابة حافز لنا جمیعاً للقیام بأقصى ما فی وسعنا لإعطاء الأمل للناس، خاصة أولئک الذی هم بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانیة".
إلى ذلک قال منسق الشؤون الإنسانیة فی لیبیا علی الزعتری إنه یأمل أن یستطیع اللیبیون تجاوز الأزمة الإنسانیة بحلول العام القادم وأن تعاود لیبیا خطاها على درب التنمیة والتعاون الدولی.
ووصف ما تمر به لیبیا بأنها صعاب لا تستطیع تحمل وطأتها بمفردها: "کنت أتمنى ألاّ أرى خطة جدیدة للیبیا، بمعنی أن تستطیع تجاوز الأزمة الإنسانیة فی عام 2016 وأن ترى فی 2017 صفحة جدیدة من صفحات التنمیة والعودة إلى الاستقرار الأهلی والأمنی. ولکننا للأسف نرى أن الأزمة لا زالت مستعرة بین شرق وغرب و أیضا جنوب، وأن هناک احتیاجات إنسانیة متعددة، أهمها التدهور فی القطاع الصحی والحالة العامة التی یعانی منها النازح داخل لیبیا والمهاجر الآتی إلى لیبیا أو المحتجز أو الذی ینتظر أن یرکب قاربا إلى أوروبا رغبة فی حیاة أفضل."
وشدد منسق الشؤون الإنسانیة على ضرورة الوقوف مع الرجال والنساء والأطفال الذین یهربون من منازلهم کل عام لضمان حمایة حقوقهم وکرامتهم أینما کانوا، وأن یکون هذا التضامن والتعاطف فی قلب الاستجابة الجماعیة: "الثورة أتت ولکن لحقها کثیر من الفوضى. هذه الفوضى للأسف أدت إلى اقتتال داخلی وانهیار للخدمات الداخلیة، خاصة الإنسانیة منها، وتشرذم حکومی. کل هذا أدى إلى مآس إنسانیة یعانی منها حوالی 2,4 شخص یعیشون فی لیبیا، سواء کانوا لیبیین أو غیر لیبیین. یمثل اللیبیون العدد الأکبر منهم، بینما یمثل من یعبرون لیبیا رغبة فی الهجرة أو العمل أو البقاء فیها العدد الأقل، هربا من مآس أخرى فی بلادهم."
ووفقا لإحصاءات المنظمة الدولیة للهجرة، فخلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاری، بلغ عدد الواصلین إلى أوروبا عن طریق لیبیا ما یقرب من سبعة وسبعین ألف شخص، بما فی ذلک أکثر من سبعة آلاف طفل غیر مصحوبین بذویهم، وبالتالی تعد لیبیا البلد الأساسی للهجرة إلى أوروبا من شمال أفریقیا.