توفیر الغذاء بشکل مستدام للبشریة أمر ممکن، حسب المجلس الاستشاری العلمی للأمین العام...
توفیر الغذاء بشکل مستدام للبشریة أمر ممکن، حسب...
من الضروری أن یعترف العالم بخطورة مشکلة الأمن الغذائی والتغذیة الجدیدة وأن یتخذ إجراءات للاستثمار فی مجال العلوم والتکنولوجیا والابتکارات، فضلاً عن تعزیز السیاسات الداعمة لذلک فی الوقت الحاضر حتى یتم ضمان تلبیة الاحتیاجات المستقبلیة الخاصة بالغذاء والتغذیة على الصعید العالمی.
جاء ذلک فی موجز عن السیاسات أصدره الیوم المجلس الاستشاری العلمی للأمین العام للأمم المتحدة. ویسلط هذا الموجز الضوء على سبع رسائل وتوصیات رئیسیة لتحدید ومعالجة المشاکل المرتبطة بالأمن الغذائی والصحة، وذلک من أجل تحقیق خطة التنمیة المستدامة لعام 2030، ولاسیما الهدف الثانی للتنمیة المستدامة الرامی إلى "القضاء على الجوع وتوفیر الأمن الغذائی والتغذیة المحسّنة وتعزیز الزراعة المستدامة".
برزت مسألة توفیر الغذاء للبشریة بشکل مستدام بوصفها عملا حیوی الأهمیة للمجتمعات فی العالم أجمع. وتتعلق المشاغل الخاصة بالأمن الغذائی، على المدى القصیر، بمعالجة الجوع والفقر بین الفئات الفقیرة، وهی الظواهر التی تشتد حدة والحاحاً فی البلدان النامیة، حیث یعانی ما یقرب من 800 ملیون شخص من الجوع ویتعرض الأطفال لعدم النمو الجسدی.
وقد درس المجلس مسألة الأمن الغذائی فی سیاق أوسع نطاقاً، من قبیل استخدام مواردنا الطبیعیة وحفظها، واتباع ممارسات لإنتاج الأغذیة ونماذج لاستخدامها تتسم بمزید من الفعالیة، وتداعیات تغیر المناخ، فضلاً عن التقلیل من الخسائر الغذائیة والنفایات على الصعید العالمی. أما التغییرات الخاصة بالحمیة الغذائیة المطلوبة وما یقترن بها من التحول من الأغذیة ذات السعرات الحراریة العالیة إلى الأغذیة المستندة إلى البروتین فقد کانت من بین المسائل التی نوقشت فی الموجز المذکور..
تم إعداد هذا الموجز تحت إشراف جیبیسا إجیتا، عضو المجلس الاستشاری العلمی. ووفقاً لهذا المجلس، فإن القدرات البشریة والمؤسسیة فی کثیر من البلدان الفقیرة فی حاجة ماسة إلى التعزیز؛ فهذه القدرات تحتاج إل مزید من الدعم حتى تتمکن هذه الأمم من أن تشکل جزءاً من الحلول بوصفها أطرافاً فاعلة فی نظام غذائی عالمی جدید من شأنه تلبیة احتیاجات الأغذیة والتغذیة المتنامیة على الصعید العالمی.
کما یقدم المجلس الحجج المؤیدة لإقامة شراکات قویة من القطاعین العام والخاص تتسم بأهمیة حاسمة فیما یتعلق بتعزیز إنشاء 'نظم غذائیة' تجاریة مستدامة وناجحة لدعم النمو الاقتصادی، وتوفیر العمالة المربحة، وتلبیة الاحتیاجات الخاصة بالغذاء والتغذیة من أجل تهیئة ظروف صحیة أفضل للمجتمع.
ویسلط الموجز المذکور الضوء على الحاجة إلى ربط الأمن الغذائی العالمی بسیاسات وطنیة وعالمیة تتسم بقدر أکبر من القوة من شأنها دعم نظم الإنتاج الذکیة مناخیاً مع شرکات ونظم غذائیة مربحة تلتزم بالإشراف على هِبات کوکب الأرض.
ویخلص المجلس إلى أنه "من خلال الاستثمارات فی مجال العلوم یکون فی مقدورنا خلق فرصة لإبطاء وعکس الأحداث والاتجاهات الضارة استناداً إلى القرارات التی نتخذها الیوم".
"لقد تعلمنا من الماضی أن الاستثمارات فی العلوم الزراعیة فی القرن العشرین قد جنبتنا الکوارث وجلبت لنا أرباحاً کبیرة. ومواءمة مع خطة عام 2030 الخاصة بأهداف التنمیة المستدامة، لیس من المستحیل أن یکون فی مقدورنا إنتاج ما یکفی من الغذاء فی هذا الکوکب الفرید بغیة توفیر الأغذیة لتسعة ملیارات نسمة بأسالیب من شأنها تحقیق الاستدامة البیئیة من خلال العلوم الخلاقة والابتکارات، فضلاً عن الأفکار المحلیة والسیاسات الفعالة" حسب جیبیسا إجیتا.
وجدیر بالذکر أن المجلس الاستشاری العلمی، الذی أنشئ فی عام 2014 اعترافاً ب
دور العلوم الحاسم فی تنفیذ أهداف التنمیة المستدامة هو المختبر الوحید الذی یوفر أسس المشورة العلمیة الجامعة للتخصصات للأمین العام للأمم المتحدة. وتتولى الیونسکو أمانة هذا المجلس.
مصدر: الیونسکو
مصدر الصورة: الیونسکو