الیوم الدولی للمرأة فی مجال العلوم 11 شباط/فبرایر
الیوم الدولی للمرأة فی مجال العلوم 11 شباط/فبرایر
الیوم العالمی للمرأة هو مناسبة عالمیة لجمیع النساء فی الأرض. إنها دعوة تجمع، للتفکیر فی الدروس المستفادة وفی الوقت نفسه لتسریع الزخم نحو تحقیق المساواة بین الجنسین وتمکین کل فتاة وامرأة.
إنه یوم للابتهاج فی أعمال استثنائیة للمرأة والوقوف إلى جانبها کقوة موحدة للنهوض بالمساواة بین الجنسین فی مختلف بلدان العالم.
لا تزال مقولة إن المرأة نصف المجتمع بعیدة عن التحقق على أکثر من صعید أو على الأقل على الصعید العلمی حسب الیونسکو، حیث لا یزال الرجال یهیمنون على وظائفه. ویتضح ذلک فی أحدث إحصائیات للمنظمة بمناسبة یوم المرأة العالمی.
لم تزل المساواة بین الجنسین القضیة الجوهریة التی تُعنى بها الأمم المتحدة. ذلک أن المساواة بین الجنسین وتمکین المرأة سیسهمان إسهاما مهما فی التنمیة الاقتصادیة العالمیة وإحراز تقدم فی جمیع الأهداف العالمیة (أهداف التنمیة المستدامة)، التی یُرمى إلى تحقیقها بحلول العام 2030.
فی 14 آذار/مارس 2011، اعتمدت لجنة وضع المرأة (أصبحت الآن تعرف بهیئة الأمم المتحدة للمرأة) فی دورتها الـ55 تقریرا اشتمل على استنتاجات متفق علیها بشأن تمکین المرأة والفتاة من الحصول على التعلیم والتدریب والعلم والتکنولوجیا، فضلا عن تعزیز حق المرأة فی العمل والعمل اللائق. وفی 20 کانون الأول/دیسمبر 2013، اعتمدت الجمعیة العامة قرارا بشأن العمل والتکنولوجیا والابتکار من أجل التنمیة.
وأقرت الجمعیة العامة فی ذلک القرار بأن تمکین المرأة والفتاة (فی کل الفئات العمریة) من الحصول على التعلیم والتدریب والتکنولوجیا هو ضرورة لتحقیق المساواة بین الجنسین وتمکین المرأة والفتاة.
وفی 15 کانون الأول/دیسمبر 2015، اعتمدت الجمعیة العامة قرارا عیّنت بموجبه یوم 11 شباط/فبرایر من کل عام بوصفه الیوم الدولی للمرأة فی مجال العلوم. ودعت الأمم المتحدة الجمیع — الدول الأعضاء والمنظمات والهیئات التابعة لنظام الأمم المتحدة وغیره من المنظمات الدولیة والإقلیمیة والقطاع الخاص والوسط الأکادیمی فضلا عن المجتمع المدنی بما فیها المنظات غیر الحکومیة والأفراد — إلى الاحتفاء بهذا الیوم بالأنشطة المناسبة وبالتقیف وبالأنشطة التی تذکرى الوعی العام.
فی إطار احتفال منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم والثقافة (الیونسکو) بیوم المرأة العالمی الذی صادف الثامن من مارس/آذار الجاری، أصدرت المنظمة أحدث الأرقام المتعلقة بعمل المرأة فی مجال البحث العلمی والتی توضح نسب عدد الباحثات الإناث بالمقارنة بالذکور والمستوى التعلیمی وقطاع العمل والحقل العلمی الذی تمارس فیه عملها فی کل دولة من دول العالم.
وبحسب المنظمة فإن النساء یتراجعن فی مجال البحث العلمی مقارنة بالذکور. فرغم أنهن یبلغن أعلى الدرجات العلمیة فإن 30% فقط منهن یشغلن وظائف علمیة، مشیرة إلى أن دولة من کل خمس وصلت إلى معادلة بین الجنسین حیث یکون ما بین 45% إلى 55% من الباحثین من النساء.
وطرحت المنظمة على موقعها الإلکترونی أداة تفاعلیة تتیح للمهتمین مقارنة الفجوة بین الجنسین فی الدول حول العالم بشکل مبسط وسلس، کما أنها تظهر أهمیة تشجیع الفتیات على متابعة دراسة العلوم والریاضیات فی مرحلة مبکرة من أعمارهن.
وتقول الیونسکو رغم أن عدد الفتیات اللواتی یدرسن العلوم ارتفع، فإن نسبة محدودة منهن یتوجهن للعمل بوظائف علمیة، مما یؤدی إلى فقدان المجتمع لقوى عاملة موهوبة.
"ما نسبته 38% من العاملین فی البحث العلمی فی الوطن العربی هم من النساء، وقد تصدرت تونس الدول العربیة بنسبة 47% تلتها مصر بنسبة 42% ثم السودان بنسبة 40%"
الدول العربیة
على صعید الأرقام تشیر إحصائیات الیونسکو إلى أن ما نسبته 38% من العاملین فی البحث العلمی فی الوطن العربی هم من النساء، وقد تصدرت تونس الدول العربیة بنسبة 47% تلتها مصر بنسبة 42% ثم السودان بنسبة 40%.
أما باقی الدول العربیة فجاءت نسبة الباحثات العلمیات فیها مقارنة بالذکور کالتالی: العراق 34%، والکویت 38%، والجزائر 35%، والمغرب 30%، وعمان 25%، ولیبیا 25%، وفلسطین 25%، والأردن 23%، والسعودیة 1%.
فی حین لم تتوفر للمنظمة معلومات عن باقی الدول العربیة وهی الإمارات ولبنان وقطر وسوریا والیمن والبحرین وموریتانیا وجیبوتی.
إلى جانب ذلک فإن الأداة التفاعلیة التی طرحتها الیونسکو تقارن بین المؤهل العلمی للنساء والرجال فی مراحل البکالوریوس والدکتوراه، وکذلک قطاع العمل إن کان عاما أو خاصا أو ضمن المؤسسات الأکادیمیة، وکذلک مجال العمل حیث تقارن بین الرجال والنساء فی حقول "العلوم الطبیعیة"، و"الهندسة والتکنولوجیا"، و"العلوم الطبیة"، و"العلوم الزراعیة"، و"العلوم الاجتماعیة"، و"الإنسانیات"، لکن الإحصاءات لا تتوفر عن جمیع الدول.
الصعید الدولی
أما على الصعید الدولی فتشیر إحصائیات الیونسکو إلى أن آسیا الوسطى تضم 466% من الباحثات مقارنة بالذکور، وأبرز تلک الدول التی تقدم نماذج إیجابیة فی هذه المنطقة هی جورجیا بنسبة 533% وأذربیجان 52% وکزاخستان 50% ومنغولیا 49%.
"فی دولة مثل میانمار بلغت نسبة النساء العاملات فی مجال البحث العلمی 86% مقارنة بالذکور، فی حین کانت النسبة فی دولة متقدمة مثل کوریا الجنوبیة 17%"
أما نسبة الباحثات فی دول أمیرکا اللاتینیة والکاریبیفتبلغ 444% تتصدرها دولة بولیفیا بنسبة 63%، ثم فنزویلا بنسبة 55%، فباراغوای بنسبة 53%، ثم الأرجنتین بنسبة 52%، تلیها کوبا والأورغوای و"ترینیداد وتوباغو" بنسبة 49% لکل منها.
وفی أوروبا الوسطى والشرقیة بلغت نسبة الباحثات 40% مقارنة بالذکور، وتصدرت دول لیثوانیا ومقدونیا ولاتیفیا دول تلک المنطقة بنسبة 51% لکل منها، ثم مونتینیغرو بنسبة 50% وبلغاریا 499% وصربیا 49% وأوکرانیا 46%، فی حین کانت النسبة فی روسیا الاتحادیة 42%.
وفی دول أمیرکا الشمالیة وأوروبا الغربیة، تراجعت نسبة الباحثات إلى 32%، جاء على رأسها موناکو بنسبة 50%، ثم البرتغال بنسبة 46%، فی حین أن نسبة الباحثات فی المملکة المتحدة وإسبانیا کانت 388% لکل منهما، وفی فرنسا کانت النسبة 26%. بینما لم تتوفر معلومات عن نسبة الباحثات مقارنة بالذکور فی الولایات المتحدة.
وفی منطقة جنوب الصحراء الکبرى فی القارة الأفریقیة تعمل ما نسبته 29% من النساء فی البحث العلمی، تصدرتها "الرأس الأخضر" بنسبة 52%، فی حین کانت النسبة فی دول مثل جنوب أفریقیا 411% و السنغال 24% وکینیا 18%.
أما فی جنوب وغرب آسیا فتعمل ما نسبته 20% من النساء فی البحث العلمی، وجاءت باکستان وإیران کأول دولتین بنسبة 277% لکل منهما.
کما حملت النسبة ذاتها منطقة شرق آسیا والمحیط الهادئ (20%)، وجاءت میانمار فی المرتبة الأولى بنسبة مرتفعة بلغت 86%، فی حین بلغت النسبة فی دولة متقدمة مثل کوریا الجنوبیة 177%.
هیئة الأمم المتحدة للمرأة
هیئة الأمم المتحدة للمرأة، هی هیئة منظمة الأمم المتحدة المعنیة بالمساواة بین الجنسین وتمکین المرأة. والهیئة هی النصیر العالمی الرئیسی لقضایا المرأة والفتاة، حیث أنشئت لغرض التعجیل فی إحراز تقدم فیما تصل بتلبیة احیاجاتهن على الصعید العالمی.
وقد أنشئت الأمم المتحدة للمرأة، بموجب قرار الجمعیة العامة (A/RES/64/289 ) فی تموز/یولیه 2010، فی خطوة تاریخیة للدول الأعضاء فی الأمم المتحدة، لتکون هیئة جامعة فی الأمم المتحدة للمساواة بین الجنسین وتمکین المرأة.
وجاء إنشاء الهیئة کجزء من جدول أعمال الأمم المتحدة للإصلاح، من أجل جمع الموارد والولایات بما یکفل أثرا أکبر. ولذا فضمت الهیئة بذلک کل الولایات والمهام لأربع هیئات سابقة مختلفة کان محور عملها بشکل رئیسی یرتکز على المساواة بین الجنسین وتمکین المرأة. وهذه الهیئات هی:
• مکتب المستشارة الخاصة للقضایا الجنسایة والنهوض بالمرأة
• وشعبة النهوض بالمرأة فی الأمانة العامة
• وصندوق الأمم المتحدة الإنمائی للمرأة
• ومعهد الأمم المتحدة الدولی للبحث والتدریب من أجل النهوض بالمرأة
وأُنشئ مجلس تنفیذی جدید بوصفه مجلسا لإدارة الهیئیة یقدم الدعم الحکومی الدولی للأنشطة التنفیذیة التی تضطلع بها ویشرف علیها، على أن یناط بها المهام التالیة:
• دعم الهیئات الحکومیة الدولیة، مثل لجنة وضع المرأة، فی صیاغتها للسیاسات والمعاییر والقواعد العالمیة؛
• مساعدة الدول الأعضاء على تنفیذ هذه المعاییر، والاستعداد لتقدیم دعم تقنی ومالی ملائم للبلدان التی تطلب ذلک، وإقامة شراکات فعالة مع المجتمع المدنی؛
• مساءلة منظومة الأمم المتحدة بشأن التزاماتها فی ما یتعلق بالمساواة بین الجنسین، بما فی ذلک الرصد المنظم للتقدم المحرز على نطاق المنظومة.