الیوم الدولی للتوعیة بمخاطر الألغام
الیوم الدولی للتوعیة بمخاطر الألغام
عندما تنتهی الصراعات، کثیراً ما یترک المقاتلون وراءهم ألغاماً أرضیة، ویهجرون عتاداً، وأسلحة غیر منفجرة، کالقنابل العنقودیة والقنابل الیدویة. وتشکل کلها تهدیداً خطیراً للمدنیین، وخاصة للأطفال الذین ینحون إلى اللعب بأشیاء لا یعرفونها.
موضوع عام 2017 : تلبیة احتیاجات الناس محور العمل
أعلنت الجمعیة العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها 97/60 المؤرخ فی 8 کانون الأول/دیسمبر 2005، یوم 4 نیسان/أبریل من کل عام رسمیا الیوم الدولی للتوعیة بالألغام والمساعدة فی الأعمال المتعلقة بالألغام.
ودعت إلى استمرار الجهود التی تبذلها الدول، بمساعدة من الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة المشارکة فی الأعمال المتعلقة بالألغام، للقیام، حسب الاقتضاء، بتشجیع بناء قدرات وطنیة وتطویرها فی مجال الأعمال المتعلقة بالألغام فی البلدان التی تشکل فیها الألغام والمخلفات المنفجرة للحرب تهدیدا خطیرا على سلامة السکان المدنیین المحلیین وصحتهم وأرواحهم، أو عائقا أمام جهود التنمیة الاجتماعیة والاقتصادیة على الصعیدین الوطنی والمحلی.
وتعتبر الإجراءات المتعلقة بالألغام عملاً إنسانیاً لإنها تنقذ الأنفس. وتضمن تلک الإجراءات إیجاد الألغام الأرضیة وأخطار المواد المنفجرة فی المناطق التی مزقتها الحروب ومن ثم تدمیر تلک الألغام والمواد، مما یمکن فی نهایة المطاف من إیصال المساعدات الإنسانیة إلى المحتاجین لها. وتنسق إدارة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام أعمال فرق لتطهیر الطرق والمدارج من المواد المنفجرة فضلا عن تدریب السکان المحلیین على إزالة الألغام والتخلص من المواد المنفجرة. ولذا، فعمل هذه الإدارة الأممیة هو عمل أولی حاسم فی الجهود الإنسانیة التی تبذل فی ما بعد.
بمناسبة الیوم الدولی للتوعیة بخطر الألغام، حث الأمین العام للأمم المتحدة أنطونیو غوتیریش جمیع الدول الأعضاء على إبقاء هذه المسألة فی صدارة جدول الأعمال الدولی وذلک عند التفاوض بشأن السلام، وعند السعی إلى منع وقوع الأذى أثناء النزاعات، وعند نشر عملیات الاستجابة الإنسانیة الطارئة فی مناطق الحرب.
وفی رسالة بمناسبة هذا الیوم والذی یحتفل به فی الرابع من نیسان أبریل، قال غوتیریش" فی عالم الیوم، ما فتئت النزاعات تتضاعف ویتزاید ترابطها. وأکثر ما یبعث على القلق أن کثیرا من الأطراف المتحاربة لا تبدی أی خجل فی استهداف المدنیین بل تبدی تجاهلا صارخا للقانون الدولی الإنسانی".
ویسلط موضوع هذا العام على "تلبیة احتیاجات الناس محور العمل". وتواصل الأمم المتحدة الدعوة إلى تعمیم الأطر القانونیة القائمة وتشجیع الدول الأعضاء على توسیع نطاق هذه الأنظمة، ووضع صکوک دولیة جدیدة لحمایة المدنیین من ویلات الألغام الأرضیة ومخلفات الحرب من المتفجرات. وتقوم بهذا العمل بالتعاون مع الدول المهتمة، والمجتمع المدنی والمنظمات المعنیة بالإجراءات المتعلقة بالألغام والمنظمات الدولیة.
وعلى مدى السنوات العشرین الماضیة، قامت الأمم المتحدة وشرکاؤها بتطهیر مساحات شاسعة من الأراضی الملوثة بالألغام الأرضیة والمتفجرات من مخلفات الحرب، فتم إعادة أراض إلى المواطنین کانت منطویة على مخاطر وغیر منتجة، وبذلک تمکنوا من إعادة بناء مجتمعاتهم المحلیة. کما أن إزالة الألغام الأرضیة من الطرق ومهابط الطائرات سهّلت وصول المساعدات الإنسانیة إلى من هم فی حاجة إلیها.
وقال الأمین العام "إن الأجهزة المتفجرة الیدویة الصنع تتسبب فی مقتل وإصابة آلاف المدنیین سنویا. وهذه الأجهزة الخبیثة مخبأة فی المنازل والمدارس وتروِّع السکان المحلیین."
وأشار الأمین العام فی رسالته إلى جهود الأمم المتحدة فی تقدیم المساعدة الطبیة للضحایا، وتثقیف الملایین من الناس بشأن کیفیة العیش بأمان أثناء النزاع أو فی أعقابه مباشرة. کما أشار أیضا إلى تدریب آلاف الرجال والنساء على الإجراءات المتعلقة بالألغام، وبتوظیفهم فی هذا المجال الذی یدعم السلام ویصونه.
کما أشاد بدائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، التی بلغت الآن سنتها العشرین، لما تبدیه من روح القیادة ومن شجاعة والتزام بالسلام.
وقال، "إن السلام بدون الإجراءات المتعلقة بالألغام هو سلام غیر کامل. ولا ینبغی لأحد أن یعیش وهو خائف من الموت حتى بعد توقف القتال."
مواجهة الاحتیاجات - ومساعدة الناس
لیوم الدولی للتوعیة بخطر الألغام 2017 تحت شعار "مواجهة الاحتیاجات - ومساعدة الناس"،حیث یهدف الاحتفال إلى الدعوة إلى استمرار الجهود التی تبذلها الدول منذ 20 عامًا بمساعدة من الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة المشارکة فی الأعمال المتعلقة بالألغام، للقیام حسب الاقتضاء بتشجیع بناء قدرات وطنیة وتطویرها فی مجال الأعمال المتعلقة بالألغام فی البلدان التی تشکل فیها الألغام والمخلفات المنفجرة للحرب تهدیدا خطیرا على سلامة السکان المدنیین المحلیین وصحتهم وأرواحهم، أو عائقا أمام جهود التنمیة الاجتماعیة والاقتصادیة على الصعیدین الوطنی والمحلی.
وتعتبر الإجراءات المتعلقة بالألغام عملًا إنسانیًا لأنها تنقذ الأنفس، وتضمن تلک الإجراءات إیجاد الألغام الأرضیة وأخطار المواد المنفجرة فی المناطق التی مزقتها الحروب ومن ثم تدمیر تلک الألغام والمواد، مما یمکن فی نهایة المطاف من إیصال المساعدات الإنسانیة إلى المحتاجین لها، وتنسق إدارة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام أعمال فرق لتطهیر الطرق والمدارج من المواد المنفجرة، فضلا عن تدریب السکان المحلیین على إزالة الألغام والتخلص من المواد المنفجرة ولذا، فعمل هذه الإدارة الأممیة هو عمل أولی حاسم فی الجهود الإنسانیة التی تبذل فی ما بعد.
ووفقا لتقریر مرصد الألغام الأرضیة عام 2016، قتل أو أصیب 6461 شخصًا على الأقل بسبب الألغام الأرضیة فی عام 2015، بزیادة بنحو 75% عن عام 2014، ووفقًا للبیانات کان 78% من الضحایا مدنیین، من بینهم 38% من الأطفال، تلیهم 14% نساء.
وکانت الجمعیة العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت بموجب قرارها 97/60 فی 8 دیسمبر 2005، یوم 4 أبریل من کل عام رسمیا الیوم الدولی للتوعیة بالألغام والمساعدة فی الأعمال المتعلقة بالألغام.
وأشار أنطونیو غوتیریش الأمین العام للأمم المتحدة،فی رسالته، إلى أنه فی عالم الیوم، ما فتئت النزاعات تتضاعف ویتزاید ترابطها وأکثر ما یبعث على القلق أن کثیرا من الأطراف المتحاربة لا تبدی أی خجل فی استهداف المدنیین بل تبدی تجاهلا صارخا للقانون الدولی الإنسانی وإن الأجهزة المتفجرة الیدویة الصنع تتسبب فی مقتل وإصابة آلاف المدنیین سنویا، وهذه الأجهزة الخبیثة مخبأة فی المنازل والمدارس وتروِّع السکان المحلیین.
وأضاف غوتیریش أنه وعلى مدى الـ 20 سنة الماضیة، قامت الأمم المتحدة وشرکاؤها بتطهیر مساحات شاسعة من الأراضی الملوثة بالألغام الأرضیة والمتفجرات من مخلفات الحرب، فأعیدت إلى المواطنین أراض کانت منطویة على مخاطر وغیر منتجة، وبذلک تمکنوا من إعادة بناء مجتمعاتهم المحلیة، کما أن إزالة الألغام الأرضیة من الطرق ومهابط الطائرات سهلت وصول المساعدات الإنسانیة إلى من هم فی حاجة إلیها، کما قدمت الأمم المتحدة المساعدة الطبیة للضحایا، وقامت بتثقیف الملایین من الناس بشأن کیفیة العیش بأمان أثناء النزاع أو فی أعقابه مباشرة.
وأوضح غویتریش، أننا قمنا أیضا بتدریب آلاف الرجال والنساء على الإجراءات المتعلقة بالألغام، وبتوظیفهم فی هذا المجال الذی یدعم السلام ویصونه وإننی أتوجه بالشکر للنساء والرجال البواسل المشتغلین بالإجراءات المتعلقة بالألغام على عملهم المنقذ للحیاة.
وأثنى غویتریش على فریق التنسیق المشترک بین الوکالات المعنی بتنسیق الإجراءات المتعلقة بالألغام لاتباعه نهجا یقوم على تلبیة الاحتیاجات ویتمحور حول الناس، وأشاد بدائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، التی بلغت الآن سنتها الـ 20، لما تبدیه من روح القیادة ومن شجاعة والتزام بالسلام وإن السلام بدون الإجراءات المتعلقة بالألغام هو سلام غیر کامل.
ودعا غویتریش جمیع الدول الأعضاء على إبقاء هذه المسألة فی صدارة جدول الأعمال الدولی عند التفاوض بشأن السلام، وعند السعی إلى منع وقوع الأذى أثناء النزاعات، وعند نشر عملیات الاستجابة الإنسانیة الطارئة فی مناطق الحرب، فالإجراءات المتعلقة بالألغام ترسی الأسس اللازمة للإنعاش والتنمیة الدائمین ولا ینبغی لأحد أن یعیش وهو خائف من الموت حتى بعد توقف القتال.
وقال إن مشکلة الألغام الأرضیة ومخلفات الحرب المتفجرة أنها تقتل أو تصیب آلاف الأفراد کل عام وبالإضافة إلى الخسائر البشریة فهی لها آثار أخرى، فهی تغلق الطرق وتحول دون ذهاب الأطفال إلى المدارس وتوقف فلاحة المزارعین للأرض؛ تعوق التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة؛ تحرم السکان من سبل معیشتهم؛ تعوق التعمیر بعد الحرب؛ تعوق النشر الآمن لحفظة السلام وتقدیم الإغاثة الإنسانیة والألغام الأرضیة والقنابل العنقودیة غیر المتفجرة لا تعرف التمییز، فهی یمکن أن تقتل طفلا تماما کما یمکن أن تقتل جندیا وهی تواصل القتل زمنًا طویلا بعد أن تصمت مدافع الحرب، وتأتی الألغام الأرضیة على شکلین ألغام مضادة للأفراد، وألغام مضادة للمرکبات، وقد تسبب هذان الشکلان کلاهما فی آلام مبرحة فی العقود الماضیة.
وأطلقت الأمم المتحدة نداءً دولیًا فی شهر فبرایر الماضی، تدعو فیه لضرورة توفیر 511 ملیون دولار أمریکی للأعمال الإنسانیة المتعلقة بالتعامل مع الألغام المضادة للأفراد فی المناطق التی شهدت نزاعات، وقد جاء هذا النداء الدولی بالتزامن مع مرور 18 عامًا على بدء تنفیذ معاهدة "أوتاوا" لحظر استخدام الألغام التی تستهدف الأشخاص فی مارس عام 1999 ویعد هذا النداء بمثابة إعلان عن زیادة بنسبة 50% فی احتیاج الأمم المتحدة من المال لمواجهة الألغام خلال عام 2017، بعد أن شهد عام 2016 إطلاق نداء مماثل لکن بهدف جمع 347 ملیون دولار فقط.
ووفقا لإحصائیات عام 2017 لحافظة مشاریع الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام التی تستهدف الأشخاص، والعاملة على 200 مشروع موجه لمکافحة الألغام وآثارها بالتعاون مع 22 دولة، هناک حاجة ملحة لمکافحة الألغام فی مناطق النزاع النشطة، وعلى رأسها أفغانستان والعراق، وتشیر الإحصائیات إلى أنه خلال العام الجاری، ستحتاج أفغانستان 124 ملیون دولار أمریکی؛ والعراق 75 ملیون دولار؛ وسوریا 52 ملیون دولار؛ والیمن 17 ملیون دولار، وذلک لمکافحة الألغام.
وتنوه الأمم المتحدة بأن العام المقبل یتطلب أیضًا توفیر مبالغ قدرها 23 ملیون دولار أمریکی لکمبودیا؛ و26 ملیون دولار لجمهوریة لاو الدیمقراطیة الشعبیة لمکافحة الألغام فی البلدین من جهتها ورغم أن الولایات المتحدة لم توقع على معاهدة "أوتاوا" لحظر استخدام الألغام الأرضیة، إلا أنها ساعدت فی إعلان موزمبیق دولة خالیة من الألغام عام 2015، بعد أن کانت تضم أراضیها قرابة 3 ملایین لغم أرضی.
ویشیر تقریر مرصد الألغام الدولی، الذی أعد فی عام 2008، إلى قائمة بأکثر الدول التی تعج بالألغام الأرضیة، وتصدرت هذه القائمة مصر بوجود 23 ملیون لغم أرضی معظمها من مخلفات الحرب العالمیة والحربین بین مصر وإسرائیل خلال عامی 1956-1967، وجاءت إیران فی المرتبة الثانیة بوجود 16 ملیون لغم فی المناطق الغربیة والجنوبیة منها، تبعتها فی القائمة أنغولا بعدد ألغام یتراوح بین 10 و20 ملیون لغم أرضی، وتضم القائمة أیضًا کل من أفغانستان، والعراق، وکمبودیا؛ حیث یتواجد على أراضی کل دولة من هذه الدول حوالی 10 ملایین لغم، فیما جاءت البوسنة والهرسک فی المرتبة السابعة ضمن قائمة أکثر الدول ألغامًا بوجود 3ملایین لغم، تلتها الصومال بوجود ملیون لغم فقط على أرضها.
وأوضح التقریر بخصوص ضحایا هذا السلاح المدمر، خلصت إحصائیات حدیثة للأمم المتحدة أن 85% من ضحایا الألغام وقعوا فی أفغانستان، وأنغولا، وکمبودیا، وإن أطفال إفریقیا یعیشون فی القارة التی تحتوى على أکبر عدد من الألغام الأرضیة المزروعة.
وتوضح الأمم المتحدة، فی تقاریرها المتعلقة بمکافحة الألغام المضادة للأفراد، أن هناک 37 ملیون لغم فی 19 دولة إفریقیة؛ تضم أنغولا وحدها أکثر من 10 ملایین لغم أرضی، والتی أسفرت عن بتر أطراف 70 ألف مواطن انغولی، من بینهم 8 آلاف طفل، فیما بلغت نسبة الأطفال الذین لقوا حتفهم أو أصیبوا ببتر أطرافهم بسبب الألغام فی رواندا قرابة 100 ألف منذ مایو 1995.
بدورها، تصنف منظمة "کیر" الدولیة (منظمة إنسانیة تهتم بمحاربة الفقر فی العالم) کل من أفغانستان، وأنغولا، وکمبودیا، وجمهوریة لاو الدیمقراطیة الشعبیة، على أنها الدول الأکثر خطرًا من حیث تواجد الألغام الأرضیة، فیما اعتبرت المنظمة أن الألغام تمثل مشکلة حقیقیة فی کل من البوسنة، وکرواتیا، وجورجیا، والصومال، وسیریلانکا، والسودان.
من جهه أخری، کشف تقریر عام 2016 للحملة الدولیة لمنع الألغام الأرضیة المضادة للأفراد، وهو تقریر خاص بجهود مکافحة الألغام فی العالم، عن زیادة مفزعة فی ضحایا الألغام الأرضیة خلال عامی 2015 و2016، وذلک مقارنة بالأعوام الـ10 الماضیة.
وأرجع التقریر تلک الزیادة الحادة فی ضحایا الألغام إلى النزاعات المسلحة فی کل من أفغانستان، والعراق، ولیبیا، وسوریا، وأوکرانیا، والیمن.
وتسلط الحملة الضوء على أن 2015 سجل مقتل 6461 جراء الألغام، حوالی 78% منهم من المدنیین، أی بزیادة قدرها 75% عن العام السابق، وهو أعلى مجموع یسجل منذ العام 2006 حیث قتل خلال ذلک العام 6573 شخصا جراء الألغام،بینما أودت الألغام بأرواح 1310 أشخاص فی أفغانستان خلال 2015، وهو رقم مماثل تقریبًا لإحصائیة العام 2014، کما أسفر انفجار الألغام عن مقتل 1004 فی لیبیا، و988 فی الیمن، و864 فی سوریا، و589 فی أوکرانیا، وأشارت "الحملة الدولیة لمنع الألغام الأرضیة" إلى أن الدول التی تزرع قواتها الحکومیة ألغاما أرضیة تنحصر فی میانمار وکوریا الشمالیة، وسوریا، موضحة أن الدول الثلاث لم توقع على معاهدة "أوتاوا" لحظر الألغام الدولیة.
وحول مخزونات الألغام لدى الدول، ذکر تقریر الحملة الدولیة لمنع الألغام الأرضیة لعام 2016، ونشر بالتزامن مع مرور 18 عامًا على نفاذ اتفاقیة "أوتاوا"، أن 51 ملیونا من مخزون الألغام الأرضیة دمرته بشکل کامل 28 دولة من الدول الأعضاء فی معاهدة "اوتاوا"، وأن بولندا کانت آخر دولة تنتهی من تدمیر مخزونها، ولفتت الحملة إلى أن أسترالیا کانت أول دولة تنتهی من تدمیر مخزونها من الألغام الأرضیة، فی سبتمبر 1999، والذی قدر عددها بـ 128 ألفا و161 لغمًا.
کما دمرت الدول الأطراف ما یقرب من 40 ملیون لغم مضاد للأفراد، ویبلغ مجموع عدد الدول الأطراف التی لم تعد تمتلک مخزونًا من الألغام المضادة للأفراد 143 دولة، کما أن جمیع الدول تقریبا التی وصلت إلى الموعد المحدد لتدمیر مخزونها قد أبلغت عن انتهاء تنفیذ برامج التدمیر التی وضعتها، الأمر الذی یمثل معدلًا ممتازًا من الامتثال للاتفاقیة؛ انتهت 7 دول من عملیات إزالة الألغام بینما أبلغت 45 دولة أخرى عن استمرار وجود مناطق ملوثة بحاجة لتطهیرها من الألغام، وتشهد الغالبیة العظمى من هذه الدول حالیا عملیات کبیرة لإزالة الألغام، وقد خصصت الدول بین عامی 1992 - 2005، 2،9 بلیون دولار أمریکی لصالح عملیات إزالة الألغام وتدمیر المخزون منها ومساعدة الضحایا والاضطلاع بأنشطة أخرى تتعلق بالألغام.
وتشیر الأمم المتحدة، فی تقریر متعلق باتفاقیة أوتاوا، إلى وجود قرابة 110 ملایین لغم مزروعة فی مناطق مختلفة من العالم، فضلًا عن کمیات ضخمة أخرى مخزنة لدى الحکومات، وأوضح التقریر أن الصین وروسیا (دولتان غیر أعضاء فی اتفاقیة أوتاوا ولم یشرعا فی تدمیر مخزونهما) یمتلکان أکبر عدد من الألغام المخزنة، إذ تمتلک بکین 110 ملایین لغم، فی حین یتراوح عدد الألغام الروسیة المخزنة ما بین 50 إلى 60 ملیون لغم، وقد حدد مرصد الألغام الأرضیة 11 دولة منتجة للألغام وهی: الصین، کوبا، الهند، إیران، میانمار، کوریا الشمالیة، کوریا الجنوبیة، باکستان، روسیا، سنغافورة وفیتنام.
وتظل معاهدة أوتاوا التی تعرف أیضًا باسم "اتفاقیة الأمم المتحدة لحظر استعمال أو تخزین أو إنتاج أو نقل الألغام التی تستهدف الأشخاص فی کافة أنحاء العالم"، إحدى أبرز المعاهدات فی مسیرة الأمم المتحدة، وأحد أهم النجاحات التی حققتها الدبلوماسیة الدولیة، حسب ما قال کوفی عنان الأمین العام الأسبق للأمم المتحدة، فی الثانی من مارس 2016، وتلزم معاهدة "أوتاوا" الدول بإزالة التهدید الذی تمثله الألغام المزروعة فی الأرض، ومخزونها من الألغام المضادة للأفراد خلال 4 سنوات، بالإضافة إلى تطهیر جمیع مناطق الألغام الموجودة تحت سیادتها أو سیطرتها خلال 10سنوات، وفیما وقع على الاتفاقیة 123 دولة فی العام 1997، ارتفع عدد الدول الموقعة علیها إلى 162 دولة بحلول العام 2012. وتشکل نسبة الدول الأعضاء فی تلک المعاهدة، استنادًا إلى بیانات "الحملة الدولیة لمنع الألغام" 80% من إجمالی دول العالم، فیما لا یتعدى عدد الدول غیر الأعضاء فی الاتفاقیة 34 دولة، أبرزها الولایات المتحدة، وروسیا، والصین.
وذکرت الحملة أن الدول التی لم توقع على الاتفاقیة هی أرمینیا، أذربیجان، البحرین، الصین، کوبا، مصر، جورجیا، الهند، إیران، إسرائیل، کازاخستان، کوریا الشمالیة، کوریا الجنوبیة، قیرغیزستان، جمهوریة لاو الدیمقراطیة الشعبیة، لبنان، لیبیا، میکرونیزیا، منغولیا، المغرب، میانمار، نیبال، باکستان، فلسطین، روسیا،السعودیة، سنغافورة، سریلانکا، سوریا، تونغا، الإمارات، الولایات المتحدة، أوزبکستان، فیتنام.
وتوضح اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر أن تلک الاتفاقیة الدولیة تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد، لکنها فی المقابل لا تحظر الألغام المضادة للمرکبات أو الدبابات، وتشیر إلى أن تلک الاتفاقیة أنقذت آلاف الأرواح، موضحة أنه بعد أن کان یقضی قرابة 20 ألف شخص حتفهم بسبب الألغام الأرضیة سنویًا، انخفض هذا العدد منذ دخول المعاهدة حیز النفاذ عام 1999، إذ یقدر الیوم بحوالی 3500 شخص فی الظروف العادیة.
مصادر:
http://www.albawabhnews.com/2455746
http://www.unmultimedia.org/arabic/radio/archives/238266/#.WOM-8oGGPIU
http://www.un.org/ar/events/mineawarenessday/