الیوم الدولی للأسر 15 أیار/مایو
الیوم الدولی للأسر 15 أیار/مایو
فالأسرة تضطلع بدور فرید فی ضمان صحة الأطفال ورفاههم. ویمکن للوالدین تحسین صحة الأطفال من خلال توفیر الدعم المعنوی وضمان حصولهم على الرعایة الصحیة الوقائیة، بما فی ذلک التطیعم فی الوقت المناسب والحصول على العلاجات اللازمة والمناسبة فی أوقات المرض.
والمراد من احتفالیة هذه السنة إذکاء الوعی بالدور التی تضطلع به السیاسات المعنیة بالأسرة فی تعزیز الصحة بما یضمن مستقبل مستدام. وسیناقش الأکادیمیون والممارسون القضایا المتصلة بالبیئة الأسریة وتلک المتعلقة بخلق توازن بین العمل والأسرة بما یحسن صحة أفراد الأسرة. وسترکز المناقشات على دور الوالدین فی رفاه الأطفال والشباب، وعلى وجه الخصوص فی ما یتصل بالدور الذی یضطلع به الرجل فضلا عن إیلاء الاهتمام لدورة الانتقال بین الأجیال ورفاه المسنیین.
ما فتئت قضایا الأسرة موضع اهتمام متزاید فی الأمم المتحدة خلال عقد الثمانینات. ففی عام 1983، وبناء على توصیة مقدمة من لجنة التنمیة الاجتماعیة فی دورتها 28، طلب المجلس الاقتصادی والاجتماعی بموجب قراره (1983/33) بشأن الدور الذی تضطلع به الأسرة فی عملیة التنمیة إلى الأمین العام - من بین جملة أمور – أن: یعزز الوعی بین صانعی القرار والجمهور بشأن مشاکل الأسرة واحتیاجاتها، فضلا عن الوسائل الفعالة لتلبیة تلک الاحتیاجات. ودعى المجلس – فی قراره (E/RES/1983/23) (ملف بصیغة الـ PDF المؤرخ فی 29 أیار/مایو 1985 – الجمعیة العامة إلى النظر فی إمکانیة إدراج بند معنون "الأسر فی عملیة التنمیة"بغیة النظر فی احتمال أن تطلب إلى الأمین العام المبادرة إلى عملیة تنمیة الوعی العالمی بشأن القضایا المطروحة.
وفی وقت لاحق، دعت الجمعیة العامة – بموجب قرارها 42/134 (ملف بصیغة الـ PDF المؤرخ 7 کانون الأول/دیسمبر 1987، وبناء على التوصیة المقدمة من لجنة التنمیة الاجتماعیة فی دورتها الثلاثین (بناء قرار المجلس الاقتصادی والاجتماعی 1987/42 (ملف بصیغة الـ PDF الصادر فی دورته العادیة الأولى والمؤرخ فی 28 أیار/مایو 1987) جمیع الدول الأعضاء إلى: عرض وجهات نظرهم المتعلقة بإمکانیة إعلان سنة دولیة للأسرة ولتقدیم تعلیقاتهم ومقترحاتهم بهذا الشأن. کما طلبت إلى الأمین العام أن یقدم إلى الجمعیة العامة فی دورتها الثالثة والأربعین تقریرا شاملا، بناء على تعلیقات الدول الأعضاء ومقترحاتها، بشأن إمکانیة إعلان سنة دولیة بتلک الصفة، والسبل والوسائل الأخرى المتوافرة لتحسین وضع الأسرة ورفاهها ولتکثیف التعاون الدولی فی إطار الجهود الدولیة المبذولة للدفع بعجلة التقدم الاجتماعی والتنمیة.
أعلنت الجمعیة العامة للأمم المتحدة سنة 1994 سنة دولیة للأسرة، بموجب قرارها 44/82 (ملف بصیغة الـ PDF المؤرخ 9 کانون الأول/دیسمبر 1989.
وقررت الجمعیة العامة أن تکون الأنشطة الرئیسیة للاحتفال بالسنة مرکزة على الصعد المحلیة والإقلیمیة والوطنیة، وأن تساعد فیها الأمم المتحدة ومؤسسات منظومتها.
وعیّنت الجمعیة العامة کذلک لجنة التنمیة الاجتماعی هیئة تحضیریة للسنة الدولیة للأسرة والمجلس الاقتصادی والاجتماعی هیئة تنسیقیة لها.
یُحتفل بالیوم الدولی للأسر فی الخامس عشر من أیار/مایو من کل عام. وقد أعلنت الأمم المتحدة هذا الیوم بموجب قرار الجمعیة العامة (A/RES/47/237) (ملف بصیغة الـ PDF الصادر عام 1993، ویراد لهذا الیوم أن یعکس الأهمیة التی یولیها المجتمع الدولی للأسر. ویتیح الیوم الدولی الفرصة لتعزیز الوعی بالمسائل المتعلقة بالأسر وزیادة المعرفة بالعملیات الاجتماعیة والاقتصادیة والدیموغرافیة المؤثرة فیها.
منذ عشرین عاماً مضت، سلَّم المجتمع الدولی، فی المؤتمر الدولی للسکان والتنمیة المعقود فی القاهرة، بأن الأسر بجمیع أشکالها ینبغی تعزیزها وأن تتمتع بالحمایة والدعم الشاملین.
وإننا إذ نستعد لوضع خریطة طریق بشأن خطة التنمیة لما بعد عام 2015، نرى أنه من المناسب عملیاً أن یکون الموضوع الرئیسی للاحتفال بالذکرى السنویة العشرین للسنة الدولیة للأسرة هو ’’أهمیة دور الأسر فی تحقیق الأهداف الإنمائیة‘‘. وسیکون فی ذلک تأکید على الحقیقة القائلة بأنه من خلال اتباع السیاسات جیدة التخطیط والمراعیة للاعتبارات الجنسانیة والقائمة على حقوق الإنسان سیکون بوسع الأسر أن تقوم بدور حاسم فی تحقیق التنمیة.
وعلى مدى العشرین عاماً الماضیة، شهدنا تحولات ملحوظة فی تکوین الأسر المعیشیة، حیث زادت فی مختلف أنحاء العالم أعداد الناس الذین یعیشون بمفردهم، وحیث زاد عدد النساء اللاتی ترأسن أسراً معیشیة. إن الذکرى السنویة العشرین للسنة الدولیة للأسرة هی فرصة ممتازة للاعتراف بهذه التغییرات وللدعوة إلى الأخذ بنهجٍ وسیاسات جدیدة مناسبة لجمیع الأسر ویکون من شأنها المساعدة على مکافحة الفقر والنهوض بالمساواة بین الجنسین وضمان تحقیق التوازن بین الأسرة والعمل وتعزیز التضامن بین الناس من مختلف الأجیال.
وإننا إذ نحتفل الیوم بالأسر وبما تقدمه من إسهامات کثیرة إلى المجتمع، فإننی أناشد الحکومات أن تقوم بتهیئة البیئات التی من شأنها أن توفر الدعم إلى جمیع الأسر، وذلک على سبیل المثال من خلال اتخاذ التدابیر التی تمکّن الوالدین من التوفیق بین مسؤولیات الأسرة والعمل، والسکن، والتعلیم، واعتماد سیاسات الدعم الاجتماعی التی تعترف بالتنوع المتزاید لترتیبات الأسر المعیشیة.
وینبغی لهذه التدابیر أن تشمل التأمین الصحی والضمان الاجتماعی وإجازات الأمومة والوالدیة المدفوعة الأجر وتوخی المرونة فی تحدید مواعید العمل وإنشاء مراکز الرعایة النهاریة.
وأهم من کل ذلک، ینبغی أن تتاح للجمیع، وبخاصة النساء والفتیات، القدرة على الاختیار الحر والآمن والمتسم بالمسؤولیة بشأن مسارات حیاتهم وهم ینتقلون من مرحلة التعلیم إلى مرحلة العمل ومرحلة تکوین الأسر والأسر المعیشیة. ذلک أنه حینما تنعم النساء والفتیات بالتعلیم والصحة، وحینما یکون بوسعهن أن یقررن خیاراتهن، وحینما تتوافر لهم ولوالدیهم من المعلومات والموارد ما یمکنهم من تنظیم أسرهم، فإن هذه الأسر تغدو أفضل حالاً، وتغدو مجتمعاتها المحلیة أکثر قوة، ونصبح جمیعاً أکثر قرباً من تحقیق المستقبل المستدام الذی ننشده.