تحذیر أممی من انهیار حقوق الإنسان فی أفغانستان

قال مسؤول أممی رفیع المستوى إن حقوق الإنسان فی أفغانستان فی حالة انهیار، مما یؤثر بشدة على حیاة ملایین النساء والرجال والفتیات والفتیان.
وفی کلمته أمام مجلس حقوق الإنسان الیوم الثلاثاء، أشار مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى "المستوى المروع" من اضطهاد النساء والفتیات الأفغانیات.
وقال إن أفغانستان شکلت سابقة مأساویة باعتبارها الدولة الوحیدة فی العالم التی تُحرم فیها النساء والفتیات من الوصول إلى التعلیم الثانوی والعالی.
وأضاف تورک: "أصبحت القیود شدیدة على نحو متزاید، مما أدى إلى قمع الحریات الأساسیة للنساء والفتیات، وحبسهن فعلیا داخل جدران منازلهن بحیث لا یمکن رؤیتهن".

مراسیم مجحفة
وقال المفوض السامی إن التقریر المعروض على المجلس حول وضع حقوق الإنسان فی أفغانستان، یظهر تراجع الحمایة المؤسسیة لحقوق الإنسان على جمیع المستویات هناک.
وأشار إلى "القائمة الطویلة من القیود والمراسیم التی تتسم بکراهیة النساء مثل الحظر المستمر على التعلیم الثانوی والعالی وفرض ارتداء الحجاب فی الأماکن العامة، وتمتد العقوبات إلى الأقارب الذکور فی حالة عدم الالتزام". وأضاف:
"لا توجد حدائق عامة أو صالات ریاضیة أو حمامات عامة. لا توجد صالونات تجمیل. النساء ممنوعات من السفر لمسافة تزید عن 78 کیلومترا بدون محرم أو مرافق ذکر. لا یستطعن العمل فی المنظمات غیر الحکومیة المحلیة أو الدولیة، والآن فی الأمم المتحدة. وهذا الحظر الأخیر یتعارض مع میثاق الأمم المتحدة ومبدأه الأساسی المتمثل فی المساواة، مما یعرض حقوق الإنسان والاستجابة الإنسانیة للخطر".
وقال مفوض حقوق الإنسان إن النساء والفتیات اللاتی یعتبرن غیر ممتثلات لهذه المجموعة من القواعد یواجهن الاعتقال والاحتجاز التعسفی والمضایقة وحتى العنف الجسدی.
وفی الأسابیع الأخیرة، منعت سلطات الأمر الواقع (سلطات طالبان) مجموعة من الطالبات من السفر إلى دبی للدراسة لأنهن لم یکن جمیعا برفقة محارم.
وقال فولکر تورک: "أی احتمال لمستقبل مستقر ومزدهر لأفغانستان یعتمد على مشارکة النساء. إن حرمان النساء والفتیات من حقوق المشارکة فی الحیاة الیومیة والعامة لا یحرمهن من حقوقهن الإنسانیة فحسب، بل یحرم أفغانستان من الاستفادة من المساهمات التی یتعین علیهن تقدیمها".

خنق حریة التعبیر
وقال المفوض الأممی إن العدید من وسائل الإعلام اضطرت إلى وقف أنشطتها وإن المجتمع المدنی یواجه قیودا مماثلة، کما استخدمت سلطات الأمر الواقع الاعتقالات والاحتجازات التعسفیة، وفی بعض الأحیان، القوة المفرطة کأداة لإسکات المعارضة وحریة التعبیر. ومضى قائلا:
"إن البیئة الإعلامیة الیوم هی بیئة یُمنع فیها الصحفیون من نشر محتوى یعتبر مخالفا لتفسیرهم الدینی. حیث یتعین على الصحفیات تغطیة وجوههن أثناء البث. ویُحظر عرض الأفلام أو المسلسلات التی تظهر فیها ممثلات، وکذلک الأفلام الأجنبیة التی تعتبر مخالفة للقیم الأفغانیة أو تفسیرهم للقیم الإسلامیة".
وحث المفوض السامی الدول التی لها نفوذ على سلطات الأمر الواقع على مساعدتها فی عکس هذا المسار، الذی قال إنه یعد قاتلا لیس فقط لحقوق الإنسان ولکن أیضا للتنمیة والأمن فی البلاد فی المستقبل.

المصدر: أخبار الأمم المتحدة