الأمم المتحدة تشدد على ضرورة العمل العاجل للتصدی لتدمیر ونهب التراث الثقافی
الأمم المتحدة تشدد على ضرورة العمل العاجل...
جاء ذلک فی جلسة مجلس الأمن الدولی التی تناولت مشکلة تدمیر ونهب التراث الثقافی من قبل الجماعات الإرهابیة وأثناء الصراعات المسلحة.
وأضاف فیدوتوف عبر دائرة تلیفزیونیة:
"الحاجة للعمل أکثر إلحاحا أکثر من أی وقت مضى فی وجه التدمیر الواسع لأماکن التراث الثقافی فی سوریا والعراق والاستیلاء على آلاف القطع من الممتلکات الثقافیة قرب حدود هذین البلدین. إن عملیات الاستیلاء هذه قد تمثل قمة الجبل الجلیدی، إن تدمیر المعالم فی تدمر والأضحیة والمساجد فی تکریت والموصل هی محاولات مستهجنة لمحو التاریخ البشری."
وشدد یوری فیدوتوف على ضرورة عدم السماح باستمرار ارتکاب هذه الجرائم.
وأشار المسؤول الدولی إلى وجود معاهدات وإرشادات وأدوات لمحاربة تدمیر التراث الثقافی والاتجار به، وشدد على الحاجة لتفعیل الالتزامات بشکل أفضل وضرورة أن توفر الدول الأعضاء مزیدا من الموارد فی هذا المجال بروح المسؤولیة المشترکة.
ورحب فیدوتوف بقرار مجلس الأمن الدولی بشأن الاتجار بالممتلکات الثقافیة، الصادر فی جلسة الیوم. وقال إن القرار یعالج هذه القضیة الحیویة باعتبارها مصدرا لتمویل الإرهاب ویضع طرقا لحمایة التراث الثقافی أثناء الصراعات المسلحة.
وذکر فیدوتوف أن القرار سیعزز، بلا شک، قدرة المجتمع الدولی على التصدی لتلک المسألة الملحة.
ومن جانبها وصفت المدیرة العامة للیونیسکو، إیرینا بوکوفا، القرار بـ "التاریخی"، موضحة أنه یعکس أهمیة التراث الثقافی فی مجال السلم والأمن، ومشددة على أن "التراث هو الهویة وهو الانتماء".
بوکوفا اقتبست من الشاعر الألمانی هاینرینش هاین قوله إنه "فی کل مکان یحرق فیه الرجال الکتب والثقافة، ینتهی بهم الأمر إلى إحراق رجال آخرین"، مشیرة إلى أن التاریخ أثبت بشکل جلی هذا القول:"تدمیرُ التراث بشکل متعمد جریمةُ حرب. وقد أصبح تکتیکَ حرب ضمن استراتیجیة عالمیة للتطهیر الثقافی. لذلک فإن حمایة التراث لیست مجرد قضیة ثقافیة وحسب، بل هی ضرورة أمنیة لا تنفصل عن مسألة حمایة الحیاة البشریة. وراء جمال تدمر، یکمن تاریخ التأثیرات الثقافیة من آسیا وبلاد فارس وروما بما یشکل هویة الشعب السوری. وفی ضریح یونس بالموصل نرى تلاقی الیهودیة والمسیحیة والإسلام – إنه رمز الوحدة."
واعتبرت بوکوفا القرار الجدید رؤیة هامة وجریئة لطبیعة العلاقة بین السلام والتراث، مثنیة على فرنسا وإیطالیا راعیتی القرار.
"قوة السلاح لا تکفی لهزیمة التطرف العنیف. فالسعی من أجل السلام یتطلب أیضا ثقافة وتعلیما ووقایة ونقل التراث: هذه هی رسالة هذا القرار التاریخی، ونطاقه الضخم."
واعتبرت بوکوفا القرار الجدید رؤیة هامة وجریئة لطبیعة العلاقة بین السلام والتراث، مثنیة على فرنسا وإیطالیا راعیتی القرار.