الأمین العام یؤکد أن العمل فی مجال المناخ ضرورة وفرصة
الأمین العام یؤکد أن العمل فی مجال المناخ ضرورة...
"ولد جدی فی عام 1875، لم یکن لیتخیل العالم الذی أعیش فیه الیوم. والآن لدی ثلاث حفیدات، أکبرهن فی الثامنة من عمرها. لا أستطیع تخیل العالم الذی سیعشن فیه عندما یصبحن فی عمری. ولکن عدم المعرفة لیس عذرا للتقاعس عن العمل من أجل ضمان عدم تقویض مستقبلهن. أرید أن ترث حفیداتی عالما صحیا، خالیا من الصراع والمعاناة، وکوکبا یتمتع بالصحة یضرب جذوره فی الحلول المستدامة قلیلة الانبعاثات الکربونیة."
ویعد تغیر المناخ تهدیدا مباشرا فی حد ذاته، وعاملا یفاقم التهدیدات الأخرى من الفقر إلى النزوح والصراع. وتتجسد آثار تغیر المناخ وتتسارع فی أنحاء العالم بالفعل.
وشدد غوتیریش على ضرورة تطبیق اتفاق باریس حول المناخ، قائلا إن تغیر المناخ أمر لا یمکن إنکاره، وإن العمل المناخی لا یمکن وقفه، وإن الحلول المناخیة توفر فرصا لا تضاهى.
وأشار إلى الحقائق العلمیة التی تؤکد حدوث التغیر المناخی، وتحذیرات کبار العلماء فی العالم.
ودعا غوتیریش قادة الحکومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدنی إلى دعم العمل الطموح فی مجال المناخ من أجل مصلحة هذا الجیل والأجیال القادمة.
وقال إن الابتکار یظهر بشکل جلی ما الذی یمکن فعله.
"إذا أردنا حمایة الغابات والحیاة على الأرض والحفاظ على محیطاتنا، وتوفیر فرص اقتصادیة هائلة، ومنع حدوث مزید من الخسائر الکبرى وتحسین صحة ورفاه الناس والکوکب، فسنجد أمامنا خیارا واحدا بسیطا وهو: العمل المناخی."
وحدد الأمین العام أنطونیو غوتیریش خطة عمل مکونة من خمس نقاط لحشد العالم خلف العمل فی مجال المناخ.
أولا: تکثیف الانخراط السیاسی لرفع مستوى الجهود المبذولة للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى أقل بکثیر من درجتین مئویتین والاقتراب قدر الإمکان من درجة مئویة ونصف.
ثانیا: تعزیز الدعم المتکامل الذی تقدمة منظومة الأمم المتحدة الإنمائیة بأکملها للحکومات التی تسعى إلى الوفاء بالالتزامات المناخیة وتحقیق أهداف التنمیة المستدامة.
ثالثا: العمل مع الحکومات والجهات الفاعلة الرئیسیة، بما فیها أرباب صناعات الفحم والنفط والغاز، لتسریع خطى تحول العالم إلى الطاقة المستدامة.
رابعا: تعزیز الجهود لتعبئة الموارد الوطنیة والدولیة من أجل التکیف، والتأقلم، وتنفیذ خطط العمل المناخیة الوطنیة.
وخامسا: إقامة شراکات جدیدة ومعززة، بما فی ذلک مع القطاع الخاص ومن خلال التعاون بین الشمال والجنوب والتعاون فیما بین بلدان الجنوب والتعاون الثلاثی.
وأکد أن قطاع الأعمال الأخضر (المراعی للبیئة) هو قطاع ناجح یعود بالمکاسب.
""إن قطار الاستدامة قد غادر المحطة، فلترکب القطار أو تترک خلف الرکب. من یفشلون فی المراهنة على الاقتصاد الأخضر سیعیشون فی عالم رمادی. ولکن من یتقبلون ویدعمون التکنولوجیات الخضراء سیضعون المعاییر الذهبیة للقیادة الاقتصادیة فی القرن الحادی والعشرین."
وأشار الأمین العام إلى الحقائق المرتبطة ببطالة الشباب وتلوث الهواء وتغیر المناخ، وقال "من المنطقی أن نضع استثماراتنا فی المجالات التی ستعود بأکبر الفوائد وتولد أکثر الوظائف وأکبر المکاسب الصحیة، وتحدث أکبر أثر فی الاحتباس الحراری".
وأکد غوتیریش على الأهمیة الملحة لتمکین النساء والفتیات، وقال "لا یمکن أن توجد استجابة ناجحة لتغیر المناخ بدون تغییر طریقة التفکیر بشأن الدور الرئیسی للنساء فی التصدی لتغیر المناخ وبناء المستقبل الذی نریده."
کما شدد الأمین العام على أهمیة دعم المجتمع الدولی للدول النامیة کی تزید قدراتها على تولید مواردها الخاصة والوصول إلى الأسواق. وقال إن على المؤسسات المالیة الدولیة دورا رئیسیا یتعین علیها القیام به للمساعدة فی توفیر التمویل المبتکر الذی یضاهی الاحتیاجات الهائلة.
ویعتزم الأمین العام عقد مؤتمر قمة للمناخ فی عام 2019، وأکد التزامه بالعمل مع کافة الحکومات والشرکاء لتقریب الرؤى المتباینة وصوغ رؤیة مشترکة للمضی قدما من أجل معالجة مسألة تغیر المناخ - الذی یمثل تهدیدا لا سابق له ولکنه یتیح أیضا فرصة لا نظیر لها.