منظمة الصحة العالمیة تدعو إلى تعزیز الدعم للمعونة الصحیة فی سوریا والبلدان المجاورة...
منظمة الصحة العالمیة تدعو إلى تعزیز الدعم...
وقال الدکتور میشال ثیرین، مدیر دائرة الطوارئ الإقلیمیة لدى منظمة الصحة العالمیة "إننی أشعر بقلق بالغ إزاء عواقب نقص تمویل المجتمع الدولی للاستجابة الصحیة الإنسانیة فی سوریا. إذا واصلنا المستویات الحالیة للتمویل، فإن أکثر من 13 ملیون شخص داخل سوریا سوف یحرمون من أبسط الرعایة الصحیة للوقایة والعلاج من الأمراض. وسیحرم نحو خمسة ملایین شخص من الرعایة الطارئة لإنقاذ الحیاة.
وتقول المنظمة إنه غالبا ما یتم تجاهل البؤس البشری وراء هذه الأرقام: الفتاة البالغة من العمر 17 عاما التی فقدت ساقها الیمنى فی هجوم بقذائف الهاون سحق جسدها وروحها. المرأة البالغة من العمر 45 عاما التی أوصلها شدة اکتئابها لسماع أصوات تهدد بقتل أطفالها. الفتاة البالغة من العمر خمس سنوات التی رأت والدها وشقیقها یموتان، وتستیقظ صارخة کل لیلة. الصبی البالغ من العمر 12 عاما یبکی معذبا فیما ینتشر السرطان فی جسده، ویقول الأطباء لوالدته أنه لیست لدیهم الأدویة اللازمة لتخفیف آلامه. وفی کل جزء من البلد، تحطمت ملایین الأرواح وتدمرت، والاحتیاجات الصحیة أکبر من أی وقت مضى.
وفی داخل سوریا، أدى نقص الموظفین الطبیین المتخصصین وسیارات الإسعاف والمعدات واللوازم الطبیة إلى تزاید أعداد الوفیات التی کان من الممکن منعها. ولا تزال أعداد کبیرة من السوریین الجرحى یموتون أو یواجهون إعاقات دائمة نتیجة محدودیة فرص الحصول على الرعایة الطبیة.
وأشار بیان منظمة الصحة العالمیة إلى أن الناس یموتون من مضاعفات الأمراض المزمنة التی یمکن السیطرة علیها بسهولة من خلال العلاج.
وکان ثلثا العاملین الصحیین المتخصصین قد فروا من البلاد، وأغلق أکثر من نصف المستشفیات العامة والمرافق الصحیة أو أنها تعمل بشکل جزئی فقط. وانخفض الإنتاج المحلی للأدویة بنسبة 70 فی المائة تقریبا. ویؤدی تعطل خدمات المیاه والصرف الصحی إلى تعریض الملایین من الناس لخطر متزاید من تفشی الأمراض، کما انخفضت معدلات تحصین الأطفال إلى النصف.
ولأکثر من 000 640 شخص یعیشون فی المناطق المحاصرة، فإن الوضع بالغ الأهمیة، مع إزالة الأدویة من القوافل ومنع المساعدات الإنسانیة بما یثیر قلقا شدیدا.
أما السوریون الذین یغادرون البلد فیجدون أنفسهم معرضین للخطر، حیث تعیش الغالبیة العظمى من اللاجئین فی البلدان المجاورة تحت خط الفقر. ویتعرض کل من اللاجئین والمجتمعات المضیفة لخطر متزاید من انتشار الأمراض الساریة بسبب ازدحام مساحات المعیشة، ومحدودیة فرص الحصول على المیاه الصالحة للشرب، وخدمات الرعایة الصحیة الأولیة.
وأضاف ثیرین، "علینا أیضا أن ننظر إلى المستقبل وأن نبدأ بالمساهمة فی إعادة بناء النظام الصحی السوری تدریجیا. ویلزم أیضا اتخاذ إجراءات عاجلة لملایین اللاجئین والمجتمعات المضیفة فی البلدان المجاورة، حیث یشکل الطلب المتزاید على الخدمات الصحیة ضغوطا هائلة على البنیة التحتیة للصحة العامة ".
وفی عام 2017، ناشدت منظمة الصحة العالمیة والشرکاء فی مجال الصحة 455 ملیون دولار أمریکی للاستجابة الصحیة فی سوریا، و 373 ملیون دولار إضافیة للاستجابة الصحیة فی خمسة بلدان مضیفة للاجئین (ترکیا ولبنان والأردن ومصر والعراق).