الأمین العام: بینما نجتمع هنا الیوم، سیموت 50 طفلا یمنیا من أسباب کان یمکن منعها
الأمین العام: بینما نجتمع هنا الیوم، سیموت 50...
وکان غوتیریش قد افتتح مؤتمرا رفیع المستوى فی جنیف لإعلان التعهدات لدعم الیمن، بالدعوة إلى تمویل النداء الإنسانی لعام 2017 الذی یبلغ 2.1 ملیار دولار لمساعدة الیمن.
وقال الأمین العام إن النداء لم یتم تمویله إلا بنسبة 15% حتى هذه اللحظة، فی وقت لم تکن فیه الحاجة إلى المعونة الإنسانیة وحمایة المدنیین أکبر من أی وقت مضى.
وأشار إلى أن ما یقرب من ثلثی السکان فی الیمن، أو حوالی 19 ملیون شخص، بحاجة إلى دعم طارئ، فضلا عن معاناة نحو 17 ملیون شخص من انعدام الأمن الغذائی، مما یجعل الأزمة فی الیمن أکبر أزمة جوع فی العالم.
"کما هو الحال دائما، فالأطفال هم أکبر المتعرضین لخطر الموت. فی المتوسط، یموت فی الیمن طفل دون الخامسة من العمر لأسباب یمکن الوقایة منها کل عشر دقائق. وهذا یعنی أن خمسین طفلا فی الیمن سیموتون خلال مؤتمر الیوم. کان من الممکن منع کل هذه الوفیات. وسیتأثر العدید من الأطفال بالتقزم وسوء الحالة الصحیة طوال حیاتهم. إننا نشهد جیلا بأکمله یتضور جوعا ویصاب بالشلل، وعلینا أن نتحرک الآن لإنقاذ الأرواح."
وتابع الأمین العام أن الیمن یشهد الیوم مأساة هائلة الأبعاد، حیث دمر عامان من الصراع حیاة الیمنیین العادیین والاقتصاد والخدمات الصحیة، وأجبرت الحرب ثلاثة ملایین شخص على ترک منازلهم، مما جعل الکثیرین غیر قادرین على کسب قوتهم أو زراعة المحاصیل.
وحذر غوتیریش من انهیار الخدمات الأساسیة، مع تضرر أو دمار ما یقرب من 300 مرفق صحی بسبب إطلاق النار أو القصف أو الضربات الجویة، مما یعرض الملایین لخطر المرض والتهدیدات الأخرى.
" أثرت الحرب على کل جوانب الحیاة، ووصل الناس إلى نقطة الانهیار. حیث نفدت مدخراتهم ولم یعد لدیهم أصول لیبیعوها، فقد استنفدوا کل آلیات التأقلم... وفیات الأمهات هی الأعلى فی المنطقة، وتعانی أکثر من ملیون امرأة حامل من سوء التغذیة. هناک ما یقدر بنحو ملیونی طفل خارج المدرسة، مما یجعلهم عرضة للتجنید أو التطرف من قبل الجماعات المسلحة. وتزوج الفتیات البالغات من العمر 13 عاما، حیث تسعى الأسر الیائسة إلى الحصول على أموال المهر لتلبیة الاحتیاجات الأساسیة. لقد سلبت هذه الأزمة - التی هی من صنع الإنسان- حیاة وأمل وکرامة ملایین الناس."
وقال الأمین العام إنه عمل لسنوات عدیدة مع الیمن عندما کان مفوضا سامیا لشؤون اللاجئین، ولطالما أعجب کثیرا بکرم الشعب الیمنی.
ففی الوقت، الذی کان الیمن یعانی فیه بالفعل من صعوبات هائلة، ساعد جمیع اللاجئین الصومالیین القادمین إلیه، وأضاف "أشعر بأننی شخصیا أتأثر جدا عندما أرى هؤلاء الناس الکرماء یعانون کثیرا، وأشعر بأنه یتعین علیّ أن أطلب منکم جمیعا أن تتضامنوا بکرمکم مع مثل هذا الشعب الرائع".