الأمم المتحدة: کارثة الیمن من صنع البشر وکان من الممکن تجنبها
الأمم المتحدة: کارثة الیمن من صنع البشر وکان من...
"الیوم یواجه ملایین الأشخاص فی الیمن مأساة ثلاثیة: شبح المجاعة، وأکبر تفش للکولیرا فی عام واحد فی العالم، والحرمان الیومی والظلم بسبب صراع وحشی یسمح العالم باستمراره فیما کان من الممکن منعه وتجنبه ومعالجته. إن المأساة الإنسانیة متعمدة ووحشیة، إنها سیاسیة وبالإرادة والشجاعة غیر المتوفرتین الآن، یمکن وقفها."
ویعانی 17 ملیون یمنی من انعدام الأمن الغذائی، ویواجه 7 ملایین خطر حدوث المجاعة. وشدد أوبراین على ضرورة تذکر أن تلک الأرقام تمثل بشرا ومعاناة هائلة، وآباء لا یستطیعون إطعام أسرهم وأطفالا یخضعون لخطر سوء التغذیة أو الأمراض.
وتحدث أوبراین عن طفلة فی السادسة من العمر، اضطرت أسرتها إلى النوم فی جحر فی الأرض لیلا خوفا من القصف الجوی قرب منزلهم. وقال إن حالة تلک الطفلة، التی کانت تعانی من سوء التغذیة، تدهورت أثناء اختبائها مع أسرتها. وبعد عدة جولات من العلاج، وفیما کانت تتعافى أصیبت بالإسهال المائی الحاد ولقیت حتفها بعد خروجها من المستشفى بوقت قصیر.
"من أجل هذه الطفلة البریئة وغیرها الکثیرین، یجب ألا تحجب الأرقام المروعة لهذه الأزمة حقیقة أن کارثة الیمن من صنع البشر بشکل کامل. إنها نتیجة مباشرة للسیاسات والأسالیب والأفعال المتعمدة من قبل الأطراف ووکلائها الأقویاء فی الصراع."
وقال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، الذی زار الیمن ثلاث مرات منذ تولیه منصبه فی عام 2015، إن العمل الإنسانی وحده لا یمکن ولا یجب أن یحل محل القطاعات العامة أو التجاریة فی الیمن، ولا یستطیع حل الأزمة.
وشدد المسؤول الدولی على عدد من المطالب هی:
- ضمان فتح جمیع الموانئ، البریة والبحریة والجویة، للمدنیین بما فی ذلک أمام الحرکة التجاریة.
- التأثیر على أطراف الصراع لاحترام القانون الإنسانی الدولی وحقوق الإنسان.
- دفع راتب الموظفین.
- تعزیز المساءلة.
- المطالبة بالوقف الفوری للأعمال العدائیة، والعودة إلى المفاوضات والتسویة السیاسیة.
وفی نفس الجلسة حث إسماعیل ولد الشیخ أحمد المبعوث الخاص للأمین العام للیمن الأطراف على الموافقة على إجراءات تهدف إلى المحافظة على مؤسسات الدولة وتدفق المساعدات الإنسانیة ودفع رواتب الموظفین والحد من تهریب السلاح.
وقال ولد الشیخ أحمد عبر دائرة تلیفزیونیة من عمّـان:
"یهدف المقترح المطروح بشکل أساسی إلى ضمان استمرار عمل میناء الحدیدة دون انقطاع وبشکل آمن کونه الشریان الأساسی للاقتصاد الیمنی. ویشتمل المقترح على خطة عملیة ترتکز على تسلیم المیناء إلى لجنة یمنیة مکونة من شخصیات عسکریة واقتصادیة تحظى بقبول واسع وتعمل تحت إشراف وإرشاد الأمم المتحدة. ستعمل اللجنة على الحد من تهریب السلاح وضمان أمن وسلامة المیناء؛ عملیاته وبنیته التحتیة، کما ستعمل على ضمان التدفق السلس للمواد الإنسانیة والبضائع التجاریة من خلال المیناء إلى کافة أرجاء الیمن وتحویل إیرادات المیناء لدعم استئناف دفع الرواتب للموظفین المدنیین."