فی خضم النزاع وانعدام الأمن الغذائی، فتاة صغیرة تحارب من أجل حیاتها
فی خضم النزاع وانعدام الأمن الغذائی، فتاة صغیرة...
ازدادت معدلات سوء التغذیة فی الیمن بنسبة 200 فی المائة منذ عام 2014. تعرف على الطریقة التی تدعم بها الیونیسف مراکز علاج الأطفال الصغار الذین یهدد سوء التغذیة الشدید والحاد حیاتهم بالخطر.
صنعاء، الیمن 27 مارس/ آذار 2017 - ترقد خولة محمد - وهی فی عامها الأول – على السریر فی مستشفى السبعین فی العاصمة الیمنیة صنعاء وفی أنفها أنبوب طبی. فهی تعانی إضافة الى معاناتها من سوء التغذیة، من التهاب فی الصدر أثّر على تنفسها.
والى جانبها أمها القلقة، أم خولة، تنظر للأعلى لتشرح بأن ابنتها تعانی من المرض منذ أن کان عمرها أربعة أشهر.
وتقول "فی البدایة کان إسهالًا. وأصبحت خفیفة لدرجة أنی صرت أستطیع حملها بید واحدة. ثم فقدت شهیتها مما جعلنی أقلق".
تقول أم خولة، کنتیجة لذلک أصبح من الضروری الذهاب الى المستشفى بشکل منتظم فی الأشهر الستة الماضیة. شخّص الأطباء حالة خولة على انها سوء تغذیة ووصفوا لها العلاج فی مرکز التغذیة العلاجی والذی تدعمه الیونیسف.
عندما تم إحضار خولة هذه المرة، کان وزنها 13 رطلًا فقط (5.91 کیلو)، وهو أقل بکثیر من الوزن الطبیعی 20 رطلًا (9.09 کیلو) بالنسبة لطفلة فی عمرها.
خلال الأیام العشرة التی قضتها فی المستشفى، تم إعطاءها F100، وهو بسکویت غنی بالطاقة یستخدم لعلاج سوء التغذیة. وتتم إذابة البسکویت فی سائل ما ومن ثم تغذیتها به من خلال أنبوب. کما یتم إعطاءها مضادات حیویة لعلاج التهاب الصدر الذی تعانیه.
ازدادت معدلات سوء التغذیة فی الیمن بنسبة 200 فی المائة منذ عام 2014. ویعانی 462000 طفل الیوم من سوء التغذیة الشدید والحاد، وهم معرضون للوفاة فی حال لم تتم معالجتهم بشکل عاجل. وتُقدر الیونیسف بأن 10000 طفل إضافی معرضون للوفاة بسبب أسباب یمکن تفادیها مثل سوء التغذیة والإسهال والالتهاب الرئوی.
وعبر البلاد، هناک 17 ملیون شخص – أی ما یزید على 60 فی المائة من السکان – یعانون من انعدام الأمن الغذائی، وما یزید على 7 ملیون شخص لا یعرفون من أین ستأتی وجبتهم التالیة. کما لا یحصل 14.5 ملیون شخص على الأقل على ماء شرب آمن.
وتواجه الیمن أیضا أزمة اقتصادیة کنتیجة رئیسیة للنزاع الحالی. وازدادت معدلات التضخم والأسعار بشکل کبیر. وبدأت العائلات تفقد مدخراتها الضئیلة بسرعة کبیرة مما أدى الى إجبارهم على تقلیص حصص الطعام أو إلغاء الوجبات الغذائیة.
تقول أم خولة: " قبل النزاع، کان زوجی یعمل وکان راتبه یکفی لسد احتیاجاتنا"، " ولکن عندما انهار کل شیء مع بدء القتال، حاولنا أن نزرع الخضروات فی مزرعتنا ولکن ذلک لم یکن آمنا بسبب القنابل والرصاص. والآن لیس لدینا أی شیء".
حالیا أم خولة لیست قلقة على خولة فقط، بل على أخویها فی المنزل ایضًا، والذین تُرکا فی رعایة جدتهما. وهم أیضا لا یعرفون من أین ستأتی وجبتهم التالیة.
وبالرغم من انعدام الأمن، فإن الیونیسف وشرکائها فی المیدان، یزیدون من عملیات الفحص وعلاج سوء التغذیة والامراض، ویوفرون المیاه الآمنة لمنع الوفیات. وستزید الیونیسف فی عام 2017 من مراقبة سوء التغذیة وتقدیم العلاج لعدد یصل الى 323000 من الأطفال الذین یعانون من سوء التغذیة الشدید والحاد. ومنذ شهر ینایر/کانون الثانی من هذا العام بدأت الیونیسف بالفعل بدعم علاج ما یزید عن 6000 طفل.
وبدون نهایة للنزاع فی الأفق، یعیش أطفال الیمن على حافة الهاویة. فالوقت ینفذ منا والعالم بحاجة للقیام بشیء من أجل إنقاذ حیاتهم.
مصدر: UNICEF