خبیر أممی یدعو المجتمع الدولی إلى تحرّک حازم لإنهاء الاحتلال والضمّ الإسرائیلی
خبیر أممی یدعو المجتمع الدولی إلى تحرّک حازم...
دعا مقرر الأمم المتحدة الخاص المعنی بحالة حقوق الإنسان فی الأرض الفلسطینیة المحتلة منذ عام 1967، مایکل لینک، المجتمع الدولی إلى تحمّل مسؤولیاته وواجباته القانونیة لإرغام إسرائیل على إنهاء احتلالها غیر القانونی بالکامل وإزالة جمیع العقبات التی تحول دون حق تقریر المصیر للفلسطینیین.
وأضاف لینک فی تقریر قدّمه للجمعیة العامّة للأمم المتحدة الأربعاء، "إن الوضع الراهن الذی تفرضه إسرائیل عبر سیاسة الاحتلال والضم مستمر بلا توقف ودون تدخل دولی حاسم بسبب التباین الصارخ فی موازین القوى على الأرض."
ووصف المقرر الخاص الاحتلال المستمر "بالقفص الحدیدی" وأن مفتاح هذا القفص هو المحاسبة على الأفعال والممارسات. "لقد أصدر المجتمع الدولی قرارات وبیانات لا تعد ولا تحصى، تنتقد الاحتلال الإسرائیلی المستمر. وقد مضى وقت طویل لم تتسق فیه التصریحات مع العواقب العملیة."
وقدم المقرر الأممی فی تقریره تحلیلا للمادة الأولى المشترکة فی اتفاقیات جنیف الأربع لعام 1949 والمواد المتعلقة بمسؤولیة الدولة عن الأفعال غیر المشروعة دولیًا، والمادة 25 من میثاق الأمم المتحدة والتی تؤکد أن على المجتمع الدولی القیام بتحرک حاسم لضمان احترام التعهدات المنبثقة عن تلک الصکوک الدولیة.
"الاحتلال المستمر منذ 52 عاما، هو الأطول فی تاریخ العالم الحدیث، اصطبغ بالحصانة التی تتمتع بها قوة الاحتلال. وقد راهنت إسرائیل، وکانت محقة فی ذلک، على ضعف الإرادة السیاسیة لدى المجتمع الدولی، وخاصّة الدول الغربیة الصناعیة، لإرغامها على إنهاء الاحتلال بشکل کامل."
ویرى لینک أنه نتیجة لضعف الإرادة االسیاسیة لدى الدول الغربیة، لم تواجَه إسرائیل بعواقب ملموسة على "تصرفاتها الشرسة".
وأضاف مقرر الأمم المتحدة الخاص المعنی بحالة حقوق الإنسان فی الأرض الفلسطینیة المحتلة منذ عام 1967 أن على المجتمع الدولی اتخاذ خطوات توافقیة تکون ضروریة وصائبة لإعداد قائمة من التدابیر المضادة الفعّالة التی تتناسب وتتسق مع الظروف.
وقال لینک "إذا لم تحرک إسرائیل ساکنا، یجب على المجتمع الدولی تطبیق وتصعید تدابیره المضادة إلى أن تنصاع."
ولفت إلى أن الاحتلال لن یموت مع تقدّم العمر، "الفلسطینیون، والإسرائیلیون ذوو الضمائر الحیّة، لطالما طالبوا المجتمع الدولی بالتحرّک الحازم لتأیید القانون الدولی وإجبار إسرائیل على إنهاء الاحتلال وتمکین الفلسطینیین من تقریر المصیر. لیس بوسعنا تجاهل ذلک."
أوتشا: هدم المنازل شرّد 547 فلسطینی هذا العام
وتزامنت تصریحات لینک مع صدور التقریر الشهری لمکتب الأمم المتحدة لتنسیق الشؤون الإنسانیة (أوتشا) والذی کشف النقاب عن أنه منذ بدایة العام حتى شهر أیلول/سبتمبر، فقد 547 فلسطینی منازلهم (بینهم 259 طفلا) بسبب سیاسة الهدم فی الضفة الغربیة بما فیها القدس الشرقیة، وقد تجاوز هذا الرقم عدد من تشرّدوا خلال عام 2018 بأکمله.
ووفق تقریر مکتب أوتشا الذی یرصد الممارسات فی الأرض الفلسطینیة المحتلة، تصاعد عنف المستوطنین خلال موسم قطف الزیتون هذا الشهر، حیث أصیب ثلاثة مزارعین فلسطینیین بجراح قرب نابلس وبیت لحم، بالإضافة إلى قطع أو تخریب 100 شجرة زیتون وسرقة الزیتون فی قرى قرب مدینة نابلس. ویُعدّ موسم قطف الزیتون المستمر بین شهری تشرین أول وتشرین ثانی من أهم الدعائم التی یقوم علیها الاقتصاد الفلسطینی.
الوضع فی غزة
ولم یغب الوضع فی غزة عن تقریر لینک، حیث وصف حالة حقوق الإنسان فی قطاع غزة بالمزریة، وسلط الضوء مجددا على تدهور الوضع الاقتصادی والإنسانی واستمرار المسیرات والتی قُتل خلالها أکثر من 200 فلسطینی على ید القوات الإسرائیلیة منذ آذار/مارس 2018. کما لفت الانتباه إلى الزیادة الملحوظة فی هدم منازل الفلسطینیین وبناء الوحدات الاستیطانیة فی الضفة الغربیة والقدس الشرقیة.
المصدر: أخبار الأمم المتحدة