أوکرانیا وفلسطین.. عندما یحتضن الغرب مقاومة ویشیطن أخرى
أوکرانیا وفلسطین.. عندما یحتضن الغرب مقاومة...
أشار رئیس تحریر موقع میدل إیست آی (Middle East Eye) دیفید هیرست إلى وصف الغرب مقاومة أوکرانیا لما وصفه بعدوان الرئیس الروسی فلادیمیر بوتین بأنها عمل بطولی، وتساءل منتقدا: لماذا لا تلقى المقاومة الفلسطینیة المعاملة نفسها؟
وذکر الکاتب أنه وخلال الشهرین الماضیین، کان الغرب مذهولا من مشهد سکان مسلحین بأسلحة خفیفة وهم یقاومون جبروت دولة مجاورة قویة وعدوانیة، مشیرا إلى أن "المقاومة الشعبیة الأوکرانیة للعدوان المسلح لفلادیمیر بوتین دخلت فی قاموس التاریخ الأوروبی، ومع ذلک فإن هناک موجة أخرى من المقاومة الشعبیة فی جزء مختلف من العالم، لکنها لم تأخذ نصیبها من التغطیة والإشادة".
ومضى الکاتب یقول: لن نشاهد أی فریق من مراسلی "سی إن إن" أو "بی بی سی" وهم یتعاطفون مع المقاومة الأخرى، ولن یطیر رئیس وزراء بریطانیا سرا للقاء زعیم هذه المقاومة، ولن تصل أی ناقلات عسکریة معبأة بصنادیق من الأسلحة الخفیفة الحدیثة المضادة للدبابات والطائرات وصواریخ ستینغر والطائرات المسیرة، لمنح المحاصرین ولو نصف فرصة ضد دبابات الغزاة وطائراتهم.
وأوضح الکاتب أنه بدلا من أن تجد المقاومة الفلسطینیة الدعم، فقد أوقف فیسبوک صفحات متخصصة لتغطیة أخبارها خوفا من إغضاب المعتدی، وبدلا من ذلک یستمر المحتل بوصف تلک المقاومة بأنها "إرهاب"، ویقف باقی العالم متفرجا ومکتوف الأیدی کما یفعل فی کل مرة، لکنها مقاومة حقیقیة.
وقال الکاتب إن أوکرانیا تظهر ما یمکن أن یفعله الغرب إذا استصحب کلمات الدعم بالأفعال، فقد جعل من الأطفال الذین یحملون بنادق اللعب فی مواجهة الغازی الروسی أبطالا، لکن موقفه من الأطفال الفلسطینیین أنه سیعتبر هذا عملا بربریا.
وعلق بأن إسرائیل تظل هی الأرض الحرام للقیم الغربیة، والمکان الذی عُلقت فیه حقوق الأرض والوصول إلى الحیاة الکریمة والعدالة لأکثر من 70 سنة.
وختم مقاله بأن الوزراء العرب فی قمة النقب الأخیرة کانوا محقین فی الابتسام بعصبیة أمام الکامیرات، لأنهم یعرفون فی قلوبهم أن هذا الأمر لا یمکن أن یدوم، ویعلمون أنه عندما ینکسر هذا السد فسیجرف فی طریقه کل شیء.
المصدر: الجزیرة