خبراء من الأمم المتحدة یحثون البحرین على التحقیق بشأن تقاریر تفید عن ارتکاب أعمال تعذیب...

 – أعربت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة* عن بالغ قلقها إزاء الاحتجاز التعسفی المزعوم للمدافعة عن حقوق الإنسان البحرینیة ابتسام الصایغ وسط تقاریر تفید بأنها تعرضت للتعذیب والاعتداء الجنسی وهی تضرب الآن عن الطعام. وقال الخبراء "لقد حُرمت السیدة الصایغ من حقها الأساسی فی المحاکمة وفق الأصول القانونیة منذ لحظة اعتقالها حتى تاریخه". أضاف الخبراء "نشعر ببالغ القلق إزاء معلومات تشیر إلى أن صحتها تدهورت بشکل کبیر فی الأیام القلیلة الماضیة".

وتفید التقاریر التی تلقاها الخبراء أن السیدة الصایغ اعتُقلت فی 4 تموز/یولیو حین قامت قوات الأمن البحرینیة بمداهمة منزلها. ویُقال إنها محتجزة فی الحبس الانفرادی فی سجن النساء فی مدینة عیسى ویجری نقلها یومیاً إلى مکان مجهول تخضع فیه للاستجواب لمدة تصل إلى 14 ساعة من دون أن تحصل على محام.

وقبل اعتقالها، فی 26 أیار/مایو، خضعت السیدة الصایغ للاستجواب لمدة سبع ساعات من قبل ضباط فی جهاز الأمن الوطنی، وتمَّ إبقاؤها خلال الاستجواب معصوبة العینین وأُجبرت على الوقوف، فی حین یُقال إنها تعرضت للضرب فی کل أنحاء جسدها وللاعتداء علیها جنسیاً.

وقال الخبراء "نعرب عن بالغ القلق إزاء هذه المزاعم بالتعذیب وسوء المعاملة التی تعرضت لها السیدة الصایغ ونشعر بالخوف من احتمال تعرضها حالیاً للمزید من أعمال التعذیب". أضاف الخبراء "إن الاستخدام والتحریض على التعذیب وغیره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسیة أو اللاإنسانیة أو المهینة محظر مطلقاً فی کل الظروف".

ودعا الخبراء حکومة البحرین إلى التقید الصارم بالتزاماتها بموجب القانون الدولی لحقوق الإنسان. وأکدوا أن "من واجب السلطات البحرینیة التحقیق فی کل المزاعم المتعلقة بانتهاکات حقوق الإنسان المرتکبة بحق السیدة الصایغ، بما فی ذلک أعمال التعذیب التی قامت بها قوات الأمن أثناء عملیات الاستجواب ومنع حدوثها مجدداً".

وتأتی المعاملة المزعومة للسیدة الصایغ وسط حملة مستمرة من الهجمات والأعمال الانتقامیة ضد المدافعین عن حقوق الإنسان والناشطین السیاسیین فی البحرین. وشدَّد الخبراء قائلین "نؤکد مجدداً على قلقنا العمیق فی ما یتعلق بالنطاق العریض للقمع العام والضغط المتزاید الممارسین بحق المجتمع المدنی والمعارضین فی البحرین والمقاضاة المستمرة والعقوبة بحق المدافعین عن حقوق الإنسان، خصوصاً أعمال التخویف والانتقام ضد الأشخاص الذین یتعاونون مع آلیات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان". ونشیر إلى أن الخبراء هم على اتصال مع حکومة البحرین بشأن حالة السیدة الصایغ.

(*) الخبراء هم: السید نیلز میلزر، المقرر الخاص المعنی بالتعذیب وغیره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسیة أو اللاإنسانیة أو المهینة؛ دوبرافکا سیمونوفیتش، المقررة الخاصة المعنیة بمسألة العنف ضد المرأة، أسبابه وعواقبه؛ السید میشیل فورست، المقرر الخاص المعنی بحالة المدافعین عن حقوق الإنسان؛ ​السید خوسیه أنطونیو غیفارا برمودز، المقرر الرئیس للفریق العامل المعنی بالاحتجاز التعسفی.

یشکل المقررون الخاصون والفرق العاملة جزءاً مما یسمى بالإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان. والإجراءات الخاصة، أکبر هیئة للخبراء المستقلین فی نظام الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، هی التسمیة العامة لآلیات المجلس المستقلة المعنیة بالاستقصاء والرصد. والمکلفون بولایات فی إطار الإجراءات الخاصة هم خبراء مستقلون معنیون بحقوق الإنسان یعینهم مجلس حقوق الإنسان لمعالجة إما حالات قطریة محددة أو قضایا مواضیعیة فی جمیع أنحاء العالم. هم لیسوا من موظفی الأمم المتحدة وهم مستقلون عن أی حکومة أو منظمة. ویعمل هؤلاء الخبراء بصفتهم الفردیة ولا یتقاضون راتباً لقاء عملهم.