حقوق الانسان فی الاسلام(قسم الاولی)

رمز المدونة : #3114
تاریخ النشر : شنبه, 12 اسفند 1396 9:44
عدد الزياراة : 859
طبع الارسال الى الأصدقاء
سوف ترسل هذا الموضوع:
حقوق الانسان فی الاسلام(قسم الاولی)
  • Reload التحديث
بزرگ یا کوچک بودن حروف اهمیت ندارد
الإرسال
بعد نشرها سلسله من المقالات السابقة للعلامة مجتهد الشبستری حول موضوع الاسلام وحقوق الانسان، تنشر منظمة الدفاع عن ضحایا العنف المقالة التالیة بالتعاون مع لجنة حقوق الانسان الایرانیة والدکتور مظفری.

وتجدر الأشارة الی انّ نشر مقالة «استقراء الآراء حول امکانیة تعایش الاسلام و حقوق الانسان و نظره علی رؤیة الدکتور مجتهد شبستری» لا تعبّر بالضرورة عن رأی المنظمة. هنالک آراء مختلفه ومتنوعه حول علاقة الادیان المختلفة ومنها الاسلام بحقوق الانسان.
یعتقد بعض منتقدی الرؤیة الدینیّة لحقوق الانسان والواجبات الانسانیّة فی الغالب بعدم امکانیّة التوصّل الی منظومة الحقوق الانسانیّة من خلال المعرفة والنظرة الکونیّة ومعرفة الانسان و المعاییر القانونیّة والحقوقیّة التی تستمد معالمها من مختلف الأدیان وبدلا عنه یؤکّدون علی محوریّة العقل البشری.
قبل مدّه طرح الدکتور محمّد مجتهد شبستری رؤیته بهذا الخصوص تسبّبت بردود فعل و انعکاسات مختلفه فی الاوساط المثقّفة ولکن لم تأخذ حقّها من البحث والتمحیص من قبل الحقوقیین.
وبدوره قام الدکتور محمد حسین مظفری خلال کلمته فی ملتقی الیوم العالمی لحقوق الانسان الذی أقیم فی مدینة مشهد، بنقد وتقییم رؤیة الدکتور مجتهد شبستری بهذا الخصوص.
شأنه شأن الدکتور شبستری فأنّ النّاقد الدکتور مظفّری درس العلوم الدینیّة (الحوزویّة) بالاضافة الی الدّراسات الجامعیّة وتخصّصه الأکادیمی وبما أنّه نال شهادة الدکتوراه فی القانون الدولی و له العدید من المؤلّفات فی مجال حقوق الانسان فمن الطبیعی أن یتناول هذا الموضوع بالبحث والتمحیص من جانبه الحقوقی والقانونی، فی حین أنّ الدکتور شبستری یتناول بحثه من ناحیة ماقبل الحقوق لأنّ مجال دراساته الفلسفة والألهیّات وما یتّصل بهما من فروع علمیّة أخری.
أنّ دراسة هذه الرؤیة التمهیدیّة وما تلاها من من نقد و آراء حول العلاقة بین الأسلام وحقوق الأنسان، تؤدّی الی تعمیق الرؤیة تجذیر آراء من یودّون سبر أغوار هذا الموضوع و تتیح الفرصة للمعنیین لدراسته بصوره أعمق والتدقیق فیه بشکل علمی أکثر وبالتالی أختیار الرؤیة الافضل بهذا الصدد.أنّ موضوع حقوق الانسان من المواضیع التی یرغب الجمیع بالاطلاع علیه وأبداء الرأی حوله من منطلق کونهم جمیعا من أبناء البشر. لقد أکتسب هذا الموضوع أهمیّه مضاعفة فی الآونة الأخیرة فی ظلّ تداوله وقضایا حقوق المواطنة فی ایران علی نطاق واسع لذلک نعتقد بأنّ التطرّق الی هذا الموضوع یثیر الکثیر من التحدّیات ویستلزم توخّی الدقّة والتعمّق فیه بصوره أکبر.
وللدخول فی صلب الموضوع، یشیر الدکتور مظفّری الی مقوله لهنری کیسنجر (المستشار الأسبق للأمن القومی الأمریکی) ویقول: عندما کان کیسنجر وزیرا للخارجیة الامریکیة طلب من أحد نظرائه الاوروبیین تزویده برقم هاتف اوروبا حتی یتمکن من تقصّی الموقف الاوروبی بشأن موضوع ما. حالیا یوجد فی اوروبا منسّق للشئون الخارجیّة الاوروبیّة ولکن فی تلک الفترة لم یکن الوضع علی هذا المنوال وکانت المواضیع التی تطرح فی اوروبا تواجه آراء مختلفه ومواقف متباینه من قبل نظرائه الاوروبیین لذلک طلب منهم کیسنجر تزویده برقم هاتف محدّد لیتسنّی له من خلال الاتصال به، الاستفسار عن الموقف الاوروبی بصدده.
وبناءا علی هذا النهج یتابع الدکتور مظفری بحثه بهذا الخصوص ویضیف: یبدو أنّ موضوع بحثنا من هذا القبیل فعندما نتطرّق الی موضوع حقوق الانسان یجب أن نحدد مفهومنا عن حقوق الانسان. وعندما نذکر الاسلام فأیّ اسلام نقصد؟ وعلی أین نتصل لنتمکن من استطلاع رأی الاسلام حول حقوق الانسان؟ فما نتداوله هو أمکانیّة التعایش بین هذین المفهومین.
فعندما نتسائل عن أمکانیّة التعایش بینهما، فأننا نقصد نوع العلاقة التی قد تربط بینهما هل هی من النوع الممکن أم الضروری أم الممتنع؟ و أیّهما أقرب للواقع؟ وماهی العلاقة المنطقیّة التی تربط بین موضوع حقوق الانسان بوصفه موضوعا حدیثا وبین الدّین بوصفه من أسس تراثنا؟ وماهی العلاقة التی تحکم بینهما وفق اوجه الترابط المنطقی المعروفة فی علم المنطق؟ هل یوجد تعارض بینهما ام توافق او تطابق؟ أم أن هنالک تباین فی جانب وتطابق او اتفاق فی جانب آخر؟
لدراسة هذه الاشکالیّة ومعرفة التحدّیات التی تواجهنا بصدده فقد أخترنا من بین التوجّهات الموجودة حالیا، توجهین ورؤیتین مبنیّین علی امتناع العلاقة بین هذین المفهومین وبعد بحث وتمحیص وتعمّق فیهما توصّلنا الی نتیجه مفادها لیس فقط امکانیّة التعایش بینهما و انما ضرورته. و من بین وجهات النظر المطروحة فی العالم الاسلامی سنقوم بدراسة رسالة الدکتوراه لعلی بن نفیع العلیانی وعنوانها "اهمیّة الجهاد فی نشر الدعوة الاسلامیّة" قدّمها الی جامعة أمّ القری بمکة المکرّمة عام 1404 ه‍.ق وأشرف علی أعدادها ثلاثه من اساتذة الجامعة المذکورة ترأسها الدکتور محمد قطب شقیق المنظّر الاخوانی المعروف سیّد قطب وقد ترجمت بعض مؤلّفات محمد قطب الی الفارسیّة. بعد الدفاع عنها تمت الموافقة علیها بدرجة امتیاز وأوصت اللجنة المشرفة علیها بنشرها .

 


ولد محمد ابراهیم حسین قطب الشاذلی فی شهر نیسان من عام 1919م فی محافظة أسیوط بمصر(ولد محمد ابراهیم حسین قطب الشاذلی فی شهر نیسان من عام 1919م فی محافظة أسیوط بمصر و توفی عام ........ فی أحد مستشفیات جده بالسعودیّة و من مؤلّفاته "الانسان بین المادّة والاسلام" الذی ترجمه للفارسیّة السید هادی خسروشاهی )

 

القسم الاولی

اهمیة الجهاد فی نشر الدعوة الاسلامیه و الرد علی الطوائف الضالّة فیه
الطبعة الثانیّة
1416ه‍.ق الموافق 1995م
الدکتور علی بن نفیع العلیانی
هذا الکتاب رساله علمیّه تقدّم بها المؤلّف لنیل درجة التخصص الاخیرة (الدکتوراه) من جامعة أم القری بمکة المکرمة ، فرع العقیدة وقد تکوّنت لجنة المناقشة من:-
1- فضیلة الشیخ محمد قطب المشرف علی الرسالة رئیسا.
2- فضیلة الدکتور عبد العزیر عبد الفتّاح قاری عضوا.
3- فضیلة الدکتور عبد العزیر عبید عضوا.
ومنح صاحبها درجة الدکتوراه بتقدیر ممتاز مع التوصیة بطبع الرسالة وذلک فی 28/5/1404ه‍.ق


ان الموضوع الذی تتطرق الیه رسالة العلیانی للدکتوراه، هو موضوع الجهاد حیث أشار المذکور فی رسالته المذکورة الی نقطتین تخص بحثنا هذا احدهما الجهاد و میثاق الأمم المتحدة و الآخر موضوع الجهاد و البیان العالمی لحقوق الانسان و علیه یؤکد صاحب الرسالة أنه سیحصر بحثه فی مجال تعارض مواد البیان العالمی لحقوق الانسان مع الجهاد و یقول انّ البیان العالمی لحقوق الانسان یصبو الی ضمّ کافة ابناء البشر تحت مظلته من منطلق هوّیتهم الانسانیة وبالتالی یهدف الی الغاء الأواصر الدینیّة التی تفرّق بین المسلمین وغیرهم ویعتبر الجمیع اخوه من منطلق انتمائهم الانسانی وقد جاء فی مقدّمة البیان العالمی لحقوق الانسان بأنّ الهدف منها هو أن ینال جمیع البشر بالحریّة ومنها حریّة الکلام وحرّیة المعتقد وهذا لا یصح ابدا. لماذا؟ لأنّ القبول بحریّة المعتقد یعنی تقبّل حریّة الالحاد مما یعنی عدم وجوب الجهاد ضدّ الالحاد والکفر وهذا القول یتنافی مع العقیدة الاسلامیّة و لا یمکن قبوله. لقد جاء فی المادّة الاولی من البیان العالمی لحقوق الانسان مایلی:
یأتی کافّة ابناء البشر الی هذه الدنیا أحرارا و هم متساوون فی الشأن الانسانی و فی الحقوق ولکل منهم عقله وضمیره لذا یجب علیهم التعامل مع بعضهم البعض بروح أخویّه.


هذا الکلام ایضا لایصح لأنّه من غیر الممکن أن یولد جمیع النّاس أحرارا فی حین أنّ الفقه (الاسلامی) ینص علی أنّ المولود من والد عبد، یتبعه فی العبودیّة ویکون عبدا مثله و علیه لا یمکن القبول بتلک المقولة. ویشیر العلیانی الی أنّ ما جاء فی المادّة المذکورة عن ضرورة التعامل أبناء البشر بروح اخویّه مع بعضهم البعض یتعارض مع واجبنا کمسلمین لمحاربة الآخرین فالعالم حسب قواعد الفقه الاسلامی ینقسم الی قسمین؛ دار الاسلام و دار الحرب او دار الکفر و علینا محاربة العالم أجمع لأخضاعهم أمام عقیدتنا لذا لایمکن القبول بما جاء فی المادّة المذکورة لأنّها تنص علی المساواة بین الناس فی حین أنّه لایمکن المساواة بین الانسان المؤمن والانسان غیر المؤمن. إنّ الله لم یجعل المؤمن کالکافر فی کلّ شئ. فللکافر معامله خاصّه به و للمؤمن معامله تخصه.


ویضیف العلیانی: لقد نصّت المادة الرابعة من البیان المذکور علی أنّه لا یمکن أبقاء أحد فی العبودیِة یمنع بیع وشراء العبید بأیّ شکل من الاشکال. هذا النّص یتعارض مع احکام الجهاد لأن اذا تمّ أسر الکفّار فی الجهاد یجب استعبادهم. اما المادة الخامسة منه فتنص علی منع التعذیب او إنزال عقوبات وحشیّة اوتحقیریّة بحق الآخرین. وهذا ایضا مما لایمکن قبوله. و توکّد المادة الثامنة من البیان علی حقّ کلّ إنسان بمراجعة المحاکم الوطنیّة الصالحة فی حین لاینبغی علی الانسان المسلم مراجعة محاکم لا تصدر أحکامها وفق الکتاب والسنّة وتعالیم الشرع الحنیف فِ حین یجب علی الانسان المسلم الرجوع الی المحاکم الشرعیّة فقط.


یضیف العلیانی: لقد جاء فی الفقرة الثالثة من المادّة الواحد والعشرین من البیان المذکور بأنّ اصل واساس السلطة والحکومة هو ارادة النّاس. وهذا الکلام ایضا لایمکن قبوله، لماذا؟ لأنّ أمر السلطة والحکومة بید أهل الحلّ والعقد فقط.
وتنص الفقرة الثانیة من المادة 26 من البیان المذکور علی ضرورة أن یقوم النظام التعلیمی والتربوی فی البلدان بتنمیة حسن التفاهم و احترام المعتقدات الاخری وتوثیق السلام بین کافة الامم والمجتمعات العرقیة او الدینیة وکذلک دعم نشاطات الامم المتحدة لحفظ السلام العالمی. ولکن العلیانی لایقبل بهذا ایضا لأن هدف التربیة والتعلیم لیس نشر وإشاعة مفاهیم الاخوة والصداقة والتفاهم بین الشعوب وإنما تحقیق هدفین هما تولّی المؤمنین والتبرّی من من الکافرین وأبداء مشاعر البغض والکراهیّة والعداء إتجاههم.


یقول الدکتور مظفّری: لقد اخترت هذا النموذج من التوجه الفکری الوهابی لانه لایمکن تصور وجود فکر اکثر تطرفا منه فمن وجهة نظر هذا الباحث الوهابی فأنّ مفهوم حقوق الانسان مرفوض بتاتا من وجهة نظر الاسلام. وبرأیی یکفی سرد هذا المقدار من التوجه المعارض لتوافق الاسلام مع حقوق الانسان. وأزاء هذا الفکر المتطرف الوهابی الرافض لفکرة توافق الاسلام مع حقوق الانسان ارتئینا طرح رؤیة بعض مفکّری بلادنا بهذا الصدد. ومنهم السید مجتهد شبستری الذی أدّعی فی مکان ما عدم امکانیة التوافق بین الاسلام وحقوق الانسان ولکنه من جهة أخری یطرح رؤیه مختلفه عن ادّعائه السابق. فحول العلاقة بین الاسلام وحقوق الانسان یقول السید مجتهد شبستری فی حدیث صحفی بتاریخ 29/11/1395ه‍.ش بأنّه لایمکن القبول بمقولة "حقوق الاسلام الاسلامیة" اذ لایوجد مایسمی بحقوق الانسان الاسلامیة اساسا ولکن علی المسلمین القبول بحقوق الانسان. فأنّ حقوق الانسان حسب هذه الرؤیة لیس أمرا دینیا حتی نعطیه صفه اسلامیه ولأثبات صحة وجهة نظره، یشیر السید شبستری الی مقدمة البیان العالمی لحقوق الانسان وهذا نصها:


«بما أنّ الاعتراف بالکرامة الذاتیّة لکافة أبناء المجتمع الانسانی وبحقوقهم المتساویة وغیر قابلة للمصادرة، هو اساس الحریة والسلام فی العالم ونظرا الی أنّ عدم الاعتراف بحقوق الانسان والاستخفاف بها یؤدّیان الی ارتکاب تصرفات وحشیّه وقمعیّه تدفع بالروح البشریّة الی العصیان فی حین إنّ صنع عالم یمنح ابناء المجتمع البشری حریّة الکلام والمعتقد ولایخشون فیه من الفقر والخوف، یعتبر من أهم الآمال البشریّة ولکن الالتزام بحقوق الانسان یتطلّب تنفیذ القوانین حتی یلجأ الناس الی الثورة ضدّ الظلم والطغیان کحلّ أخیر لمعاناتهم".


یعتقد السید شبستری تمت المصادقة علی البیان العالمی لحقوق الانسان بعد الحرب العالمیّة الثانیة واعلنت الشعوب المنضویة تحت مظلّة الامم المتحدة عبر القبول بمیثاق الامم المتحدة عن ایمانها بحقوق الانسان و قیمته الذاتیّة وبتساوی حقوق المرأة والرجل لذلک فقد عقدت تلک الشعوب عزمها لتحقیق التقدّم الاجتماعی و صنع عالم أفضل و بیئه حرّه لبنی الانسان. وبرأی السید شبستری تتضمن مقدمة البیان العالمی لحقوق الانسان نوع من الالتزام، التزام حقوقی وقانونی لاینبثق من عقیده او ایمان دینی بل من واقع ومتطلّب اجتماعی. فلقد راح الملایین من أبناء البشر ضحیّة للحرب العالمیّة الثانیّة وتکبّدوا خسائر و أضرار مادیّة و بشریّه جسیمه أدّت الی ظهور واقع اجتماعی دفع بالناس الی قبول مقولة حقوق الانسان وتعمیمها علی کافّة أبناء البشر.

فهذه الحقوق أنبثقت من واقع الحیاة البشریّة ولیس نتیجة بحوث ودراسات دینیّه او فلسفیّه ولذلک لایمکن البحث عنها فی مصادرنا الدینیّة او العثور علی أسس دینیّة لها. فهذا الالتزام عباره عن اجراءات عملیه او فلسفه اخلاقیّه منبثقه من الواقع التاریخی لحیاة البشر ولیس من عقائد میتافیزیقیّه او من افکار فلسفیّه. فالسید شبستری یصرّح هنا وبوضوح بأنّ ماهیّة هذه الحقوق لادینیّه و توجهها علمانی.

لیست من الدین ولکنّها لیست ضدّ الدین ایضا. فالقول بأنّ هویّتها لیست دینیّه لا یعنی أنها تعادی الدین. ولکن عندما نقول بأنّ الموضوع او البیان او الاعلان الفلانی ضدّ الدین فمعناه هو أنّ هنالک دین معیّن او أنّ کافة الادیان ترفض المفاهیم والافکار الواردة فیه. واذا قلنا أنّه لیس من ادین فمعناه عدم استنباطه من النصوص الدینیّة ولکن لا یتنافی مع الدین أی لاتعارضه النصوص الدینیّة ولکن ماذا نقصد من اضفاء صبغه دینیّه علیه؟ إنّ الکلام او المفهوم الدینی هو ما یتم استنباطه من النصوص الدینیّة والکلام او المفهوم غیر الدینی هو غیر المستنبط من النصوص الدینیّة. إذن ما هو الاساس الذی یقوم علیه؟

من واقع حیاة الانسان علی مرّ التاریخ. فالبیان العالمی لحقوق الانسان لایستند الی نصوص دینیّه بل الی وقائع الحیاة الاجتماعیة للبشر. ولکن اوّل ملاحظه نواجهها هنا، هی النظرة العملانیّة الشاملة حول البیان العالمی لحقوق الانسان والتی تهبط بمستواه لتجعل منه وثیقه وضعیّه فقط بدون الالتفات الی أن الحقوق المدرجة فیه قائمه علی أسس فلسفیه وعقائدیّه واخلاقیّه محدّده ولیست نابعه من ضرورات الحیاة الاجتماعیّة التی تضطرّنا الی القبول بها. ولکننا خلافا لهذه الرؤیة نعتقد بأنّ قبول البیان العالمی لحقوق الانسان هو العودة الی حقوق الانسان الکامنة فی فطرته الانسانیة فهذا البیان ردّة فعل الانسان والمجتمع إزاء النظرة الوضعیّة للأمور التی تخلق فجوه تفصل بین روح العدل والقوانین الوضعیّة فی الانظمة الفاشیّة والنازیّة وتمهّد الطریق لأنتهاک حقوق الانسان.

 

بالاضافة الی ذلک فالأعتقاد بالطابع العملانی الصرف لحقوق الانسان یتسبب بوقوع عدّة مشاکل أقلّها عدم قبولها من قبل المجتمع الانسانی. ونظرا لسعینا لتطبیق مفاهیم حقوق الانسانلذلک نتسائل کیف یمکننا تحقیق ذلک بدون الایمان به؟ لذلک ینبغی أن تستند هذه الوثیقة الی فلسفه أخلاقیّه او مبادئ فلسفیّه معیّنه. ولکنهم یأتون بوثیقه منبثقه من مبادئ فلسفیه و یفصلونها عن تلک المبادئ لتصبح وثیقه وضعیّه فقط ومن ثمّ یعرضونها علی الدول لیتّفقوا علیها. فی حین أن الوثیقة التی تفتقد المفهوم الفلسفی اوالعقائدی لیست سوی وثیقه وضعیّه منبثقه من ضرورات الحیاة الاجتماعیّة المطلوب الالتزام بها.

 

 سنتابع المقال......

 

(2- لایخفی بأنّ مجموعه من الفلاسفة البارزین مثل تشارلز مالک من أتباع مدرسة توماس اکویناس الفلسفیّة وتشانک من اتباع المدرسة الکونفوشیوسیّة وجان هنری من أنصار الاشتراکیّة)

 

“ حقوق الانسان فی الاسلام(قسم الاولی) ”

التعليقات

bolditalicunderlinelinkunlinkparagraphhr
  • Reload التحديث
بزرگ یا کوچک بودن حروف اهمیت ندارد
الإرسال