الجیش الإسرائیلی یطلق النار على صحفیین فلسطینیین: مراسلون بلا حدود تطالب المحکمة...

قبل ساعات قلیلة من انعقاد اجتماع مجلس الأمن الدولی فی 15 مایو/أیار 2018، وجهت مراسلون بلا حدود رسالة رسمیة إلى السیدة فاتو بنسودة، المدعیة العامة للمحکمة الجنائیة الدولیة، على أساس المادة 15 من نظام روما الأساسی، حیث أشارت المنظمة فی خطابها إلى ما أقدم علیه قناصة الجیش الإسرائیلی من إطلاق نار مباشر ضد نحو عشرین صحفیاً فلسطینیاً بقطاع غزة، وذلک خلال مظاهرات مسیرة العودة، اقتناعاً منها بأن هذه الأحداث تدخل بشکل واضح ضمن اختصاص المحکمة الجنائیة الدولیة

وفی هذا الصدد، قال کریستوف دیلوار، الأمین العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، "إنه لم یکن باستطاعة السلطات الإسرائیلیة تجاهل وجود الصحفیین بین المتظاهرین المدنیین"، موضحاً أنها "من خلال إطلاق الرصاص الحی على هؤلاء الأشخاص المحمیین، فإنها تکون قد أهملت واجبها الأساسی المتمثل فی توخی الحذر والتمییز"، مؤکداً فی الوقت ذاته أن "هذه الانتهاکات المتعمدة والمتکررة للقانون الدولی الإنسانی تدخل فی نطاق جرائم الحرب. فمن خلال مطالبتها للمحکمة الجنائیة الدولیة بالتحقیق فی هذه الجرائم، تدعو مراسلون بلا حدود السلطات الإسرائیلیة إلى الالتزام الصارم بمقتضیات القانون الدولی"

ووفقاً لمصادر متطابقة، استهدفت نیران الجیش الإسرائیلی العدید من الصحفیین أثناء تغطیة المظاهرات التی نُظمت شرق مدینة غزة یوم الاثنین 14 مایو/أیار 2018، مما خلف جرح عمر حمدان، مصور التلفزیون الوطنی الجزائری، جرَّاء إصابته بعدة أعیرة ناریة فی القدم، بینما أصیب صحفی الجزیرة وائل دحدوح فی الید الیمنى. ومن جهته، تعرض محمد أبو دحروج، مصور زین میدیا، لجروح فی ساقه الیسرى، بینما نُقل المصور المستقل یاسر قدیح إلى وحدة العنایة المرکزة فی مستشفى غزة الأوروبی بعدما أصابته رصاصة فی البطن أثناء تغطیة الاحتجاجات لحساب جریدة فلسطین، المقربة من حرکة حماس

کما جُرح صحفیان آخران بالرصاص الإسرائیلی قرب خان یونس، حیث أصیب عبد الله الشوربجی - مراسل شبکة خانیونس الإعلامیة الموالیة لحماس، فی القدم الیسرى، بینما تعرض نهاد فؤاد، وهو مراسل إذاعة فرسان الإرادة، لإصابة فی الرأس مما استوجب نقله إلى المستشفى الأوروبی فی غزة. ومن جهته، تعرض فرحان هاشم أبو حداید، مراسل موقع صفد الإخباری، لطلق ناری فی ساقه الیسرى شرق رفح

ومنذ بدایة "مسیرة العودة" والحرکة الاحتجاجیة التی اندلعت شرارتها الأولى فی 30 مارس/آذار الماضی على أطراف قطاع غزة والحدود الإسرائیلیة، قُتل صحفیان فلسطینیان بالرصاص الحی على ید الجیش الإسرائیلی، ویتعلق الأمر بکل من المصور یاسر مرتجى (30 عاماً) - مؤسس وکالة "عین میدیا" المستقلة - وأحمد أبو حسین (25 عاماً) مراسل إذاعة صوت الشعب وشبکة بیسان الإخباریة، علماً أن کلیهما کانا یرتدیان سترة تُظهر بوضوح طبیعة عملهما الصحفی. کما أصیب نحو 20 آخرین بأعیرة ناریة علماً أن ثلاثة منهم على الأقل کانوا یرتدون ما یُظهر بجلاء طبیعة عملهم الصحفی