زید بخصوص عملیات القتل فی غزة: على اسرائیل أن تعالج الاستخدام المفرط للقوة
زید بخصوص عملیات القتل فی غزة: على اسرائیل أن...
خلال الأسابیع الأربعة الماضیة، قُتل 42 فلسطینیا وجُرح أکثر من5,500 شخص، منهم 1,739 جُرحوا بالنیران الحیة التی أطلقتها قوات الأمن الإسرائیلیة على طول السیاج فی غزة. وکان 35 من الضحایا قد قتلوا خلال مشارکتهم فی مظاهرات "مسیرة العودة الکبرى"، وتشیر المعلومات إلى أن معظمهم کانوا غیر مسلحین ولم یشکلوا تهدیداً وشیکاً لقوات الأمن الإسرائیلیة عند قتلهم أو إصابتهم. کما ولم یتم الإبلاغ عن سقوط أی ضحایا إسرائیلیین.
وأضاف المفوض السامی: "نشهد فی کل أسبوع حالات استخدام القوة الممیتة ضد متظاهرین عُزّل، ومن الواضح بأنه یتم تجاهل جمیع التحذیرات من جانب الأمم المتحدة وجهات أخرى، حیث لم تتغیر ممارسة قوات الأمن الإسرائیلیة من أسبوع لآخر."
یحق للفلسطینیین بموجب القانون الدولی التجمع بشکل سلمی والتعبیر عن رأیهم. قوات الأمن الإسرائیلیة، المتواجدة لحراسة السیاج فی غزة، ملزمة باستخدام الوسائل الضروریة والمتناسبة فقط عند قیامها بواجباتها. من الممکن لقوات الأمن الإسرائیلیة اللجوء إلى استخدام القوة الممیتة بشکل استثنائی فی حالات الضرورة القصوى، وکملجأ أخیر، استجابةً لتهدید وشیک بالقتل أو التعرض لإصابة خطیرة، ومن الصعب تصور أن حرق الإطارات أو رمی الحجارة أو حتى قنابل المولوتوف من مسافات بعیدة على قوات أمن محصنة بشکل کبیر فی مواقع دفاعیة قد تشکل مثل هذا التهدید. علماً أن عملیات القتل الناجمة عن الاستخدام غیر القانونی للقوة فی سیاق مناطق محتلة، کما هو الحال فی غزة، تعدّ أعمال قتل متعمدة وتشکل انتهاکاً جسیماً لاتفاقیة جنیف الرابعة.
وقال زید: "إن فقدان الأرواح أمر مؤسف، ویؤکد العدد الهائل من الإصابات بالنیران الحیة بأن القوة المفرطة استخدمت لیست مرة واحدة أو مرتین، بل بشکل متکرر. أنا قلق بشکل مضاعف من الإصابات الحادة وغیر الاعتیادیة التی تتسبب بها الذخیرة الحیة. علاوة على ذلک، رفضت إسرائیل طلبات الحصول على تصاریح للعدید ممن یحتاجون العلاج خارج غزة مما فاقم من معاناتهم.
إن الأثر على الأطفال، على وجه التحدید، مصدر قلق کبیر لنا. منذ 30 آذار/مارس 2018، قُتل أربعة أطفال برصاص القوات الإسرائیلیة، ثلاثة منهم برصاص فی الرأس أو الرقبة. کما وأصیب 233 طفلاً آخرین بالذخیرة الحیة، ومنهم من سوف تؤدی إصاباتهم إلى إعاقات دائمة بما فی ذلک بتر أطرافهم.
وأضاف زید: "إن استخدام القوة المفرطة ضد أی متظاهر أمر یستحق الشجب، لکن الأطفال یتمتعون بحمایة إضافیة بموجب القانون الدولی، ومن الصعب أن نرى کیف یمکن للأطفال، حتى أولئک الذین یلقون الحجارة، أن یشکلوا تهدیداً وشیکاً بالقتل أو الإصابة الخطیرة لأفراد قوات الأمن المحصنین بشدة".
وأضاف: "تشکل صور طفل یُطلق علیه الرصاص وهو یهرب من قوات الأمن الإسرائیلیة صدمة مطلقة"، مشیراً إلى قضیة محمد أیوب البالغ من العمر 14 عاماً والذی قُتل برصاصة فی الرأس فی 20 أبریل/نیسان.
تأتی أحداث الأسابیع الأخیرة على خلفیة سنوات من المخاوف التی أعربت عنها الأمم المتحدة وجهات أخرى، حول الاستخدام المفرط للقوة من قبل القوات الإسرائیلیة ضد الفلسطینیین فی الضفة الغربیة المحتلة (بما فی ذلک القدس الشرقیة) وغزة.
وقال زید: "تثیر هذه الممارسات التساؤل حول مدى مطابقة قواعد الاشتباک الخاصة بقوات الأمن الإسرائیلیة القانون الدولی، أو على الأقل مدى التزام قوات الأمن الإسرائیلیة بقواعدها الخاصة، علماً أن قواعد الاشتباک الخاصة بقوات الأمن الإسرائیلیة غیر علنیة."
تؤکد الوفیات والإصابات التی حدثت فی غزة خلال الأسابیع الماضیة على أهمیة وجود نظام مساءلة قوی لأی جریمة مزعومة، وهو ما أکّد علیه الأمین العام للأمم المتحدة عندما دعا إلى إجراء تحقیق مستقل وشفاف فی أعمال القتل الأخیرة.
وأکد زید: "یقع على عاتق کل دولة التزام أساسی بموجب قانون حقوق الإنسان فی ضمان التحقیق فی جمیع الخسائر فی الأرواح والإصابات الخطیرة ومحاسبة المسؤولین عنها بموجب القانون الجنائی، ویجب أن یؤدی أی تحقیق فی الأحداث الأخیرة فی غزة إلى هذا الغرض."
وأضاف مفوض حقوق الإنسان: "لسوء الحظ، فی سیاق هذا الصراع الدائم وغیر المتکافئ، یبدو أن التحقیقات الجادة تحدث عندما یتم جمع الأدلة المصورة بشکل مستقل. فی حین یبدو أن هناک جهود ضئیلة، او انعدام للجهود، فی تطبیق سیادة القانون فی العدید من عملیات القتل المزعومة لمدنیین غیر مسلحین من قبل قوات الأمن الإسرائیلیة حینما تجری بعیدا عن عدسات الکامیرات."
وأضاف زید: "أنا قلق للغایة من أنه بحلول نهایة الیوم، والجمعة التالیة، والجمعة التی تلیها، سوف یتم قتل المزید من الفلسطینیین العزّل الذین کانوا على قید الحیاة هذا الصباح، لمجرد أنهم اقتربوا من سیاج أثناء ممارستهم لحقهم فی التظاهر والاحتجاج، أو لأنهم قاموا بلفت انتباه الجنود على الجانب الآخر للسیاج. إن إخفاق إسرائیل المستمر بمحاسبة ومقاضاة أفراد قواتها الأمنیة یشجعهم على استخدام القوة الممیتة ضد بشر غیر مسلحین حتى عندما لا یشکلون تهدیدا."